رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المئوية الصامته.. 100 سنة كورة بدون دورى منتظم (3-8)

الدورى المصرى
الدورى المصرى

عرفت مسابقات كرة القدم الأراضى المصرية قبل جيرانها من العرب والأفارقة، بحكم الريادة فى كل شىء والتاريخ الطويل، لدرجة أن عمر مسابقة الدورى المصرى، تعادل عمر بعض البلدان العربية والإفريقية.


لكن الشىء المؤسف هو عدم انتظام مسابقة الدورى الممتاز عبر سنوات طويلة منذ انطلاقها عام 1948، وكذلك بطولة الكأس التى تعد الأقدم والأعرق على مستوى الشرق الأوسط، التى انطلقت عام 1921، وذلك بسبب عدم التخطيط الجيد للرياضة المصرية عمومًا وللكرة المصرية على وجه الخصوص.





1-   عدم وجود مواعيد ثابتة

رغم كل التقدم التكنولوجى الذى يشهده العالم، خاصة فى العقدين الأخيرين، وحالة الاستقرار التى تنعم بها مصرعلى مدار السنين، على عكس نظيراتها عربيًا وإفريقيًا، إلا أنه لا يوجد موسم رياضى محدد المواعيد منذ البداية حتى النهاية، وإن وجد بالصدفة فمن المستحيل أن يكتمل الموسم فى المواعيد المحددة مسبقًا.

ويرجع عدم انتظام المواعيد فى المسابقات المصرية، على رأسها الدورى الممتاز، للعديد من الأسباب من بينها سطوة الأندية على اتحاد الكرة، خاصة الأهلى والزمالك، فضلا عن أزمات الملاعب وضرورة الحصول على العديد من الموافقات، وأخيرًا التعارض فى المواعيد ما بين المسابقات المحلية والقارية، التى تؤكد دومًا أن المسابقات المحلية مجرد تحصيل حاصل، تشبه إلى حد كبير الدورات الرمضانية.


2-    12 توقفًا عبر التاريخ

بلغت العشوائية ذروتها فى طريقة إدارة مسابقة الدورى الممتاز خلال السنوات الأخيرة ذروتها، لدرجة أن اتحاد الكرة كان يعلن مواعيد مباريات الدورى بشكل مهين بإعلان مواعيد كل جولة على حده قبلها بوقت قصير، خاصة فى الموسم الماضى الذى شهد توقفا طويلا فى منتصف الموسم بسبب جائحة كورونا .


وكان التوقف بسبب جائحة كورونا هو رقم 12 فى تاريخ المسابقة، وكانت هذه التوقفات سببًا فى إلغاء المسابقة في 5 مواسم سابقة، وكذلك لم تستكمل المسابقة بعد انطلاقها في 6 مواسم من قبل.


وألغيت المسابقة من قبل عام 1951/1952 نظراً لمشاركة المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية في مدينة هلسنكي بفنلندا، وألغيت أيضاً لمدة أربعة مواسم متتالية عام 1967 ولمدة أربعة أعوام وذلك بسبب نكسة 67.




3-   عدم استكمال الدورى فى 6 مواسم

لم تستكمل مسابقة الدورى في 6 مواسم أخرى كانت فى موسم 1954/1955 حين تم إلغاء المسابقة في أواخر مباريات ذلك الموسم، نظراً لانسحاب الأهلي، بسبب رفض مسئولي القلعة الحمراء، قرار اتحاد الكرة بنقل مباريات الفريق خارج القاهرة.

كذلك لم تكتمل المسابقة موسم 1971/1972 بعد ركلة الجزاء الشهيرة التي احتسبها الحكم "محمد الديبة" لصالح نادي الزمالك أمام الأهلي على الحارس مروان كنفاني، ليسجلها لاعب وسط الزمالك فى ذلك الحين "فاروق جعفر"، ما أدى إلى إثارة الجماهير الحمراء في المدرجات والنزول إلى أرض الملعب، مما اضطر الحكم إلى إلغاء اللقاء، ومن ثم تم إلغاء المسابقة فى هذا الموسم، ولم تستكمل.

وكانت المرة الثالثة التى لم تستكمل فيها مسابقة الدورى عام 1973، نظراً لخوض حرب أكتوبر المجيدة، عام 1973 في ذلك الموسم، وكانت المرة الرابعة فى موسم 1989/1990، بعد اكتمال الأسبوع الـ12 نظراً لتعليمات محمود الجوهري المدير الفنى لمنتخب مصر في ذلك الوقت، واحتياجه لفترة إعداد كافية مع المنتخب الوطني، قبل انطلاق كأس العالم 1990.

ويعتبر التوقف الخامس، وعدم اكتمال المسابقة هو الأسوأ في تاريخ الكرة المصرية بعد أحداث "مجزرة" بورسعيد، التي راح ضحيتها 72 مشجعًا من جماهير القلعة الحمراء، أثناء مباراة الأهلي والمصري البورسعيدى، موسم 2011/2012.




التوقف السادس شهدته مسابقة الدورى الممتاز موسم 2012/2013 تم إلغاء المسابقة، التي أقيمت من مجموعتين نظراً لأحداث ثورة الـ 30 من يونيو 2013 ولم تكتمل المسابقة، في ذلك الموسم، وكان اخر توقف للدورى عام 2020 بسبب جائحة كورونا، لكن اتحاد الكرة أصر على استكمال المسابقة برغم مطالبات الإلغاء الكثيرة .