رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا تراجعت إيطاليا بعد بطولة أمم أوروبا 2020؟

منتخب إيطاليا
منتخب إيطاليا

لم يفرط منتخب إيطاليا في فرصة تصدره للمجموعة الثالثة، ومن ثم قطع تأشيرة العبور إلى نهائيات كأس قطر 2022 بتعادله السلبي مع منتخب أيرلندا الشمالية في الجولة الثامنة والأخيرة لكنه فرط فيها بتعادله الإيجابي بهدف لمثله مع منتخب سويسرا منافسه المباشر في الجولة التاسعة على ملعب سان سيرو ( جيوزيبي مياتزا ).

ولم يتوقع أحد على الإطلاق أن يحل منتخب إيطاليا بطل بطولة أمم أوروبا الأخيرة 2020 وصيفا في مجموعته، ويتفوق عليه منتخب سويسرا ، ويكتفي بالتأهل إلى الملحق الأوروبي بل كان متوقعا منه أن يحتل مقدمة المجموعة بكل سهولة، ويحسم صعوده إلى المونديال مبكرا لأنها لم تضم منتخبا من المنتخبات الأوروبية العريقة، فمنتخب سويسرا ليس مصنفا من المنتخبات العريقة في أوروبا.

وعقب الفشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم بات السؤال الذي يتردد الآن في كل أوروبا والعالم ماذا جرى لمنتخب إيطاليا عقب تتويجه بلقب بطولة أمم أوروبا؟ ولماذا تراجعت نتائجه بهذا الشكل؟

والسؤال لأن منتخب إيطاليا لعب 7 مباريات بعد بطولة أمم أوروبا بواقع مبارتين في بطولة دوري الأمم الأوروبية، و5 مباريات في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم، ولم يفز سوى في مباراة، وتعادل في 4 مباريات، وتلقى هزيمة واحدة.

ففي بطولة الأوروبية انهزم على يد منتخب إسبانيا بنتيجة 1 – 2 في دور قبل النهائي على ملعب سان سيرو، وتمكن من الحصول على الميدالية البرونزية عقب انتصاره على منتخب بلجيكا بنتيجة 2 – 1.

وفي تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم لم يفز سوى في مباراة واحدة على منتخب ليتوانيا بخماسية نظيفة في الجولة السادسة على ملعب سان سيرو بينما تعادل في 4 مباريات منها تعادلان مع منتخب سويسرا، الأول كان سلبيا على ملعب سانت جاكوب بارك أما الثاني، فكان إيجابيا أما التعادلان الآخران، فالأول كان إيجابيا بهدف لكل منهما مع منتخب بلغاريا في الجولة الرابعة على ملعب أرتيميو فرانكي ( فلورنسا )، والثاني كان دون أهداف مع منتخب أيرلندا الشمالية.

أي لم يجمع في الـ5 مباريات الأخيرة سوى 7 نقاط أي أقل من 50 % من مجموع النقاط، وهي نسبة قليلة جدا، ولا تليق بمنتخب بحجم منتخب إيطاليا الذي يعد أحد القوى العظمى في أوروبا والعالم.

والمدهش أن قبل بطولة أمم أوروبا كان يعتلي صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة 9 نقاط جمعها من 3 انتصارات في أول 3 جولات على منتخبات أيرلندا الشمالية، وبلغاريا وليتوانيا على الترتيب بنتيجة واحدة بهدفين دون مقابل.

تشعر الجماهير الإيطالية بالصدمة الكبيرة لأنها تصورت أن منتخبها تعافى تماما من نكسة عدم الصعود إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018 عقب تتويجه بلقب بطولة أمم أوروبا، وأنه في طريق مفتوح إلى نهائيات كأس العالم.

كانت الجماهير الإيطالية تنتظر من الإيطالي روبيرتو مانشيني المدير الفني لمنتخب إيطاليا التأهل إلى نهائيات كأس العالم دون اللجوء إلى الملحق الأوروبي لأنه غير مضمون، ومخاطرة كبيرة، وعانى منه منتخب إيطاليا الأمرين. 

عقب الفشل في التأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم، والتأهل إلى الملحق الأوروبي بات يمثل فألا شؤما للجماهير الإيطالية، وبات كابوس غياب منتخبها عن نهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي يطاردها.