رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا استبعد كيروش 8 لاعبين وضم 10 جدد؟

كيروش
كيروش

يخطئ من يتصور أن اختيارات البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب الوطنى تدل على أنه حائر أو غير قناعاته لكنها تدل على أنه ما زال يتلمس طريقه مع المنتخب، وأنه لا زال في مرحلة استكشاف قدرات وإمكانات اللاعبين، ومن ثم لم يستقر على قوام ثابت للمنتخب حتى الآن لأنه لا زال في مرحلة التجريب، والإنتقاء من يصلح من وجهة نظره للمنتخب، ويتناسب مع طريقته، ويخدم خططه وأفكاره، ومن لا يصلح، وهذا الأمر طبيعي جدا لأنه لم يقض مع المنتخب سوى فترة وجيزة جدا، ولم يقده فيها سوى في 3 مباريات منها مباراة واحدة ودية أمام منتخب ليبيريا، ومباراتان رسميتان أمام منتخب ليبيا في التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، ولذلك استبعد 8 لاعبين دفعة واحدة، وضم بدلا منهم 10 لاعبين جدد.

وهذه الإختيارات كانت مفاجئة للكثيرين لأن كان المتوقع أن يعتمد كيروش على نفس المجموعة التي اختارها للمباراتين أمام منتخب ليبيا على أقل تقدير لحين الإنتهاء تماما من مباريات التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم، وحسم التأهل إلى التصفيات النهائية بشكل رسمي خاصة أن المنتخب لم يحسم تأهله حتى الآن، ويحتاج إلى نقطتين فقط من المباراتين الأخيرتين أمام منتخب أنجولا على ملعب 11 نوفمبر، وأمام منتخب الجابون على ستاد برج العرب على الترتيب، وبعدها يلجأ لتجريب أكبر عدد ممكن من اللاعبين كما يريد.

لكن يبدو أن كيروش مطمئن تماما، ولا يشعر بأي قلق تجاه هاتين المباراتين، وأنه بأي 11 لاعبا يستطيع أن يفوز لكن هذه الثقة الزائدة ربما تضر لأن لا قدر الله إذا خسر المنتخب أمام منتخب أنجولا على سبيل المثال، وفي نفس الوقت يتغلب منتخب ليبيا على منتخب الجابون سوف يتعقد وضع المنتخب في المجموعة السادسة، وتتوتر الأعصاب جدا لأنه يصبح مطالبا بالإنتصار على منتخب الجابون في الجولة الأخيرة.  

لكن السؤال هل يستحق فعلا هذا الثماني الإستبعاد من المنتخب؟

فإذا كان استبعاد أحمد حسن كوكا لاعب نادي كونيا سبور التركي منطقيا بسبب الإصابة، وبسببها لم يلعب آخر مباراتين مع فريقه في الدوري التركي الممتاز، فإن اطاحته بالسبعة الأخرين، فهي لأسباب غير واضحة، وغير مفهومة.

 ففي حراسة المرمى استبعد محمد بسام حارس مرمى نادي طلائع الجيش الذي لعب 3 مباريات في الدوري المصري الممتاز، واستقبلت شباكه 6 أهداف، ولم يتمكن من الخروج بشباكه نظيفة في أي مباراة، وهذه الأهداف لا يتحملها بسام وحده لكن الدفاع بأكمله.

وفي الدفاع ياسر إبراهيم لاعب النادي الأهلي الذي لم يشارك سوى في لقائين، الأول أمام نادي الزمالك في الأسبوع الثالث في الدوري، ولم يلعب سوى الـ8 دقائق الأخيرة، والآخر في دوري أبطال إفريقيا في الدور الثاني في مباراة الذهاب أمام فريق جيندارميري ناشيونال من النيجر لكن لعبها كاملة.

وباهر المحمدي لاعب النادي الإسماعيلي فقد كان أساسيا في الـ3 أسابيع الأولى في الدوري.

وفي وسط الملعب طارق حامد لاعب الزمالك، وهو لاعب معروف عنه جديته الشديدة، وثبات مستواه، لكنه يعيبه العنف والتهور، ويعتقد كثيرون أنه لاعبا لا غنى عنه سواء في الزمالك أو المنتخب، وهو لعب كل اللقاءات الخمسة مع الزمالك بواقع 3 في الدوري، ولقائي الذهاب والإياب في الدور الثاني أمام نادي توسكر الكيني في دوري أبطال إفريقيا.

وفي الجناح أحمد سيد زيزو، فهو يعد أحد أميز لاعبي الدوري، ففي 3 مباريات في الدوري سجل 3 أهداف، وصنع هدفين، بالإضافة إلى أنه لعب مباراتين في دوري أبطال إفريقيا، ولم يسجل لكنه صنع هدفين في مباراة العودة.

إذن في 5 مباريات فقط سجل 3 أهداف، وصنع 4 أهداف، وهذا معدل مذهل.

ورمضان صبحي لاعب نادي بيراميدز، والذي شارك في 5 لقاءات منها 3 لقاءات في الدوري، ولم يحرز أي هدف لكنه قدم تمريرة حاسمة، ولقائا الذهاب والإياب أمام نادي عزام يوناتيد التنزاني في دور الـ32 (1 ) في كأس الكونفدرالية الإفريقية.

وفي الهجوم إبراهيم عادل لاعب بيراميدز فقد لعب 4 مباريات بواقع مباراتين في الدوري، واحدة بدأ أساسيا، والأخرى لم يلعب سوى 7 دقائق الأخيرة، وسجل هدفا وحيدا، ومباراتين في كأس الكونفدرالية دون أن يسجل أو يصنع أي هدف.

قد نتفق مع كيروش في استبعاده لياسر إبراهيم لقلة مشاركاته، وطارق حامد لأسباب فنية أنه لا يجيد سوى أداء الدور الدفاعي، ولا يقوم بأي دور هجومي، بينما باهر، وزيزو، ورمضان، وإبراهيم عادل، فكان بالإمكان الإستفادة منهم.

والأغرب أن كيروش أصر على عدم ضم لاعبا بديلا لعمر مرموش المصاب لاعب نادي في إف بي شتوتجارت الألماني، واكتفى بـ25 لاعبا فقط كما لو أنه مقتنع بهذه المجموعة فقط، ولا يريد لاعبا آخر عليها.

أغلب الظن لن يغير كيروش من تشكيلته التي لعب بها أمام منتخب ليبيا، والإختلاف الوحيد هو خرج مرموش، ودخول لاعب آخر، وكان الأقرب هو رمضان لكنه مستبعد.