رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أبناء النجوم 2» عائلة مالديني وميلان.. قصة انتماء عمره 67 عامًا

عائلة مالديني
عائلة مالديني


من مِنا لم يحلم أن يصبح مثل أبيه؟ فهو البطل الأول، المثل الأعلى، ومقياس الحياة في عيون أطفاله، نقلت لهم جينات المهارة وحب كرة القدم بالوراثة منذ الطفولة، فاختاروا أن يسيروا على درب آبائهم، فحقنت أوردتهم بالنجومية والشهرة والعالمية أحيانًا.. بعضهم تفوق على أبيه، وبعضهم لم ينجح في الخروج من ظله ودخل عالم المستديرة وخرج منها دون أن يشعر به أحد.

سلسلة تقارير «أبناء النجوم» يستعرض فيها «الكابتن» لاعبين ورثوا حب كرة القدم من آبائهم، وساروا على دربهم بل تفوقوا عليهم أحيانًا.

الحلقة الثانية من السلسلة نستعرض فيها معكم رحلة عائلة مالديني بأجيالها الثلاثة مع كرة القدم، بداية من الجد تشيزاري مالديني، والأب باولو مالديني، ثم الإبن دانييل مالديني.


لقراءة الحلقة الأولى.. «أبناء النجوم 1» جوردي كرويف.. أغضب ديكتاتورية فرانكو وأثار إعجاب فيرجسون

تشيزاري مالديني.. قائد ميلان الذي توج إيطاليا بالمونديال

ولد تشيزاري مالديني في الخامس من فبراير لعام 1932، وبدأ مسيرته مع كرة القدم، ضمن صفوف ناشئي نادي تريستينا، ثم صعد للفريق الأول بنفس النادي في موسم 1952-1953، لينتقل بعدها بموسمين، تحديدًا في موسم 1954-1955- لصفوف فريق ميلان، أحد عمالقة إيطاليا.

ولعب في موسمه الأول 27 مباراة بقميص الروسنيري، وسجل هدفًا واحدًا فقط، وتوج الفريق في هذا الموسم بلقب الدوري الإيطالي.

وتوالت المشاركات على تشيزاري، الذي شغل مركز الليبرو بتشكيل ميلان في 399 مباراة طوال مسيرته، وسجل 3 أهداف فقط.

تشيزاري مالديني ارتدى شارة قيادة النادي الإيطالي في موسم 1962-1963، والذي شهد تتويج الروسنيري بلقب أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخ النادي، كما حصل 4 ألقاب لبطولة الدوري المحلي، ولكن مسيرته الدولية لم تكن جيدة، فشارك في 14 مباراة بقميص إيطاليا طوال سنواته في كرة القدم، وكانت مشاركته الأولى في 6 يناير 1960 وهو بعمر 27 عامًا و11 شهرًا.

بعد 12 عامًا ضمن صفوف ميلان، رحل  تشيزاري لصفوف تورينو، وقضى موسمًا واحدًا بصفوف الفريق قبل الاعتزال رسميًا في 1967.

وبعد اعتزاله بخمسة أعوام، خاض تشيزاري أول تجاربه التدريبية مع ناديه القديم، ميلان، وقاد الفريق لموسمين؛ ثم تولى تدريب فريق فوجيا وبعده تيرانا، وبارما في الفترة من 1975 وحتى 1980.


أهم إنجازات تشيزاري التدريبية، هي قيادته لمنتخب إيطاليا لتحقيق بطولة كأس العالم 1982، بالإضافة إلى فوزه ببطولة أمم أوروبا تحت 21 عامًا مع المنتخب الإيطالي 3 مرات.


ثم تولى منصب المدير الرياضي لنادي ميلان، وأنهى مسيرته التدريبية في عام 2002 بعدما قضى عامًا واحدًا على رأس القيادة الفنية لمنتخب أوروجواي.

باولو مالديني.. ساحر فاق آباه

بعد اعتزاله بعام واحد، أنجب تشيزاري مالديني أول أبنائه، وأسماه باولو، وبعدها بأربع سنوات أنجب بيير تشيزاري نجله الثاني، وزرع في ولديه حب كرة القدم، وانتهج كلاهما سير أبيهم في مركز الدفاع بالساحرة المستديرة.




 ولكن مسيرة الإبن الثاني لتشيزاري لم تكلل بالنجاح، فاعتزل في عام 1996 وهو بعمر الـ24 عامًا فقط.

أما باولو، فلعب ضمن صفوف ناشئي ميلان، وانضم للفريق الأول بالنادي في موسم1985-1986، وأجاد اللعب في مركزي قلب الدفاع، والظهير الأيسر.

ونجح باولو مالديني في تخليد اسمه كأحد أساطير نادي ميلان مثل والده، فلعب ضمن صفوف الفريق 901 مباراة، وسجل 33 هدفًا، وصنع 43 لزملائه في الفريق.

توج مالديني مع ميلان بلقبين لبطولة كأس أوروبا للأندية الأبطال، و3 ألقاب بمسماها الحديث «دوري أبطال أوروبا»، كما حصد 7 ألقاب للدوري الإيطالي، ولقب واحد لكأس إيطاليا، و4 ألقاب للسوبر الأوروبي، ولقبين لبطولة كأس إنتركونتينتال، و5 ألقاب للسوبر المحلي.

ولعب مالديني بقميص منتخب إيطاليا 126 مباراة، وسجل 7 أهداف، وشارك في تلك الفترة في 4 نسخ لبطولة كأس العالم، و3 مشاركات في بطولة أمم أوروبا.

واستمر مالديني لاعبًا لميلان حتى اعتزاله كرة القدم رسميًا في عام 2009، بعد 24 عامًا قضاها ضمن صفوف فريقه المحبب، ويعمل باولو مالديني حاليًا كمدير تقني في نادي ميلان.

باولو مالديني، تزوج في عام 1994، وأنجب أول أولاده كريستيان مالديني في 1996؛ ثم في عام 2001 أنجب ثاني أولاده، دانييل مالديني.





دانييل مالديني.. العرق يمتد لسابع جدٍ

العرق يمتد لسابع جدٍ، هي جملة شهيرة في الأوساط المصرية الصعيدية على وجه الخصوص، عن تناقل الجينات والصفات بين الأحفاد وأبائهم وأجدادهم.

كريستيان، الإبن الأكبر لباولو مالديني، بدأ مسيرته في كرة القدم ناشئي ميلان، ومنه إلى فريق تحت 19 عامًا، ثم إعارة إلى بريشيا، ليخرج بعدها من قلعة سان سيرو في صفقة انتقال حر لفريق ريجينا في 2016، ويستمر في التنقل بين الأندية، حتى وصل إلى فريق بروسيستو الإيطالي في  2019 ويلعب ضمن صفوفه حتى الآن.



ويكمل كريستيان مسيرة عمه بيير تشيزاري الذي لم ينجح في كرة القدم، ولكنه مازال يؤمن بقدرته على العودة وإثبات نفسه للظهور في الأندية الكبرى مرة أخرى؛ كلاهما لم يلعب في الدرجة الأولى للدوري الإيطالي.




أما دانييل، مثله مثل أخيه، بدأ مسيرته في فريق تحت 17 عامًا بميلان،  وانتقل لفريق تحت 19 عامًا في موسم 2018-2019، قبل أن يتم تصعيده للفريق الأول في سبتمبر 2020.


ويجيد دانييل مالديني، اللعب في مركز وسط الملعب الهجومي، عكس عادات أسرته، والتي لعب كل أفرادها في مركز قلب الدفاع.

ولعب دانييل مباراته الأولى بدوري الدرجة الأولى الإيطالي في موسم 2019-2020، وتحديدًا يوم 2 فبراير ضد فريق هيلاس فيرونا، وشارك لدقيقة واحدة فقط، ثم 25 دقيقة في مباراة الفريق الأخيرة بالكالتشيو في ذاك الموسم ضد كالياري.



وسجل دانييل مالديني أول أهدافه في الدوري الإيطالي، يوم 25 سبتمبر الماضي، في مباراة ميلان وسبيزيا بالجولة السادسة للبطولة.



وشاهد باولو مالديني تسجيل نجله أول أهدافه مع الروسنيري، ونهض من مقعده محتفلًا به؛ لتصبح تلك هي المرة الأولى التي يسجل فيها 3 أجيال لعائلة واحدة في تاريخ بطولة الدوري الإيطالي