رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

معجزة الدنمارك أعلى من إنجاز يوغسلافيا وإيطاليا

الدنمارك
الدنمارك

مثلما أصاب منتخب الدنمارك كل أوروبا، والعالم أجمع بالذهول بتتويجه بلقب بطولة أمم أوروبا في السويد 1992، هاهو يذهلهم من جديد بنتائجه المبهرة في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم قطر 2022، ويصنع ما لم تصنعه القوى العظمى الكروية لا في أوروبا، ولا أمريكا الجنوبية، فهو لم يتصدر فقط المجموعة السادسة بالعلامة الكاملة 24 نقطة جمعها من 8 انتصارات متتالية منها 6 انتصارات على 3 منتخبات بواقع انتصارين على كل منتخب الكيان الصهيوني، ومولدوفا، والنمسا، وانتصار وحيد على كل من منتخبي إسكتلندا، وجزر فاروه دون أن يفقد نقطة واحدة، لكنه المنتخب الوحيد أيضا الذي لم تستقبل شباكه أي هدف في 8 مباريات متتالية، أي لعب 720 دقيقة محافظا على عذرية شباكه، وهو رقم قياسي نتصور أنه سيصمد طويلا، وهذا هو الإعجاز الحقيقي، ليس لأنه رقم كبير فحسب، لكن لأن كرة القدم الحديثة في أوروبا تنوعت في أساليب الهجوم، وابتكار طرق إحراز الأهداف سواء من الحركة أو الثبات، ولم يتمكن أي منتخب أوروبي آخر من قبل في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم من الحفاظ على نظافة شباكه في هذا الكم من المباريات المتتالية حتى منتخبي يوغسلافيا، وإيطاليا الذان سبقاه في الخروج بشباك نظيفة في دور المجموعات في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم لكن في عدد أقل من المباريات عن التي لعبها منتخب الدنمارك.

فمنتخب يوغسلافيا لم يلعب سوى 4 مباريات في المجموعة العاشرة في تصفيات ألمانيا الغربية 1954 لأنها كانت تتكون من منتخبين فقط هما الكيان الصهيوني، واليونان، وتصدر المجموعة بالعلامة الكاملة 8 نقاط بينما منتخب إيطاليا فقد لعب 6 مباريات في تصفيات ألمانيا الغربية أيضا 1974 لأنه مجموعته الثانية كانت تضم 3 منتخبات هي لوكسمبرج، وتركيا، وسويسرا، وهو احتل أيضا مقدمة المجموعة دون هزيمة لكن ليس بالعلامة الكاملة لكن بـ10 نقاط من 4 انتصارات، وتعادلين.

لكن يبقى السؤال المحير جدا كيف تمكن منتخب الدنمارك من الحفاظ على نظافة شباكه في 8 مباريات متتالية؟

إذا أشادنا بالمنظومة الدفاعية الجيدة جدا التي وضعها المدير الفني، وتنفيذ اللاعبين لها كما يجب، فالمدير الفني كما هو لم يتغير هو نفسه الدنماركي كاسبر هيولماند كما أنه يلعب بنفس اللاعبين أي لا جديد.

والمدهش أكثر أن منتخب الدنمارك في بطولة أمم أوروبا الأخيرة التي خرج منها في دور قبل النهائي تلقت شباكه 7 أهداف في 6 مباريات.

في الوقت الذي حافظ فيه منتخب الدنمارك على نظافة شباكه سجل 27 هدفا بمعدل 3.4 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل مرتفع للغاية، ويثير الدهشه مثل عدم استقباله أي هدف بالضبط، وهو ثاني أقوى هجوم خلف منتخب هولندا، وبفارق هدفين فقط.

مثلما ضمن منتخب الدنمارك تأهله إلى كأس العالم قطر 2022 بإنتهاء الجولة الثامنة بتوسيع الفارق عن ملاحقه منتخب أسكتلندا إلى 7 نقاط ضمن منتخب ألمانيا أيضا تأهله، ويرجع الفضل في تأهل منتخب ألمانيا إلى الألماني هانسي فليك المدير الفني للمنتخب الألماني الذي تسلم المنتخب مهزوما على يد منتخب مقدونيا الشمالية بنتيجة 1 – 2 على ملعب إم إس في آرينا، وقاد منتخب ألمانيا لتحقيق 5 انتصارات متتالية على منتخبات ليشتنشتاين، وأرمينيا، وأيسلندا، ورومانيا، ومقدونيا الشمالية ليتصدر المجموعة العاشرة بـ21 نقطة، وبفارق 8 نقاط كاملة عن منتخب رومانيا الذي يحل وصيفا.

إذن منتخب الدنمارك يقدم أفضل نسخة له في تاريخه في تصفيات قارة أوروبا المؤهلة لكأس العالم، وتنتظره مباراتين آخيرتين في المجموعة لن تأثرا على تصدره، وتأهله أمام منتخبي جزر فاروه، وأسكتلندا، فهل يلعبهما منتخب الدنمارك بكل قوته، ويحافظ على سجله خالي من التعادل، والهزيمة، ودون أن يتلقى أي هدف؟