رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يجب على سولشاير مواصلة تحرير بول بوجبا؟

بول بوجبا
بول بوجبا

5 تمريرات مفتاحية، صناعة 4 أهداف، وتسديدتين على المرمى وهدف مهدر، ومحاولتين للمراوغة بينهما واحدة ناجحة، كان هذا جزء من أرقام بول بوجبا، لاعب وسط فريق مانشستر يونايتد أمام فريق ليدز بالجولة الأولى لبطولة الدوري الانجليزي الممتاز، البريميرليج.


مانشستر يونايتد سحق خصمه بخمسة أهداف مقابل هدف، في مباراة توهج بها بول بوجبا وأرسل زملائه لمرمى الخصم بمنتهى السهولة.

«تحدثت مع بوجبا أكثر من مرة وجميع المحادثات كانت إيجابية، إنه يعرف ما نريده منه بالضبط، ولكن القرار الآن في يده»؛ هكذا تحدث أوليه جونار سولشاير، المدير الفني لمانشستر يونايتد عن لاعب وسط ملعبه في المؤتمر الصحفي قبل المباراة؛ كأنه كان على علم بتألق بوجبا في المباراة، طالعها كاملة من هنا.

ماذا فعل سولشاير مع بوجبا؟

اختار سولشاير إقحام بوجبا في مركز الجناح الأيسر، نظرًا لإصابات الفريق وغياب ماركوس راشفورد، وإدينسون كافاني، الأمر الذي دفعه للاعتماد على ماسون جرينوود في مركز المهاجم الصريح، والدفع ببوجبا في الجناح،


خريطة تحركات بوجبا أمام ليدز يونايتد

ولكن سولشاير ترك لبوجبا الحرية في التنقل بالمساحة أمام منطقة الجزاء وبين الجناحين وتحرير انطلاقات لوك شاو في الجانب الأيسر، لإرسال الكرات العرضية.

الشاهد على ذلك تواجد بوجبا في وسط الملعب أثناء منحه تمريرة الهدف الأول لمانشستر يونايتد، لبرونو فيرنانديز، المنطلق بين قلبي الدفاع.


 وتنقل بوجبا في المباراة بين الجناح الأيسر، وصانع الألعاب، لمنح برونو فيرنانديز حرية الدخول إلى منطقة الجزاء، وإحداث الخطورة على المرمى.

أجاد بوجبا في عملية تحول الفريق من الدفاع للهجوم بسرعة، وهذا ماظهر في تمريرة الهدف الثاني لمانشستر يونايتد، والتي بدأت في هجمة مرتدة للفريق من ركلة ركنية قطعت ووصلت له ليرسل تمريرة واحدة فقط لماسون جرينود، خلف مدافع ليدز ودون الوقوع في مصيدة التسلل.


وبالفعل نجحت تلك الخطة في خلخلة دفاعات ليدز، وتسجيل يونايتد لخمسة أهداف بينها 4 من صناعة بوجبا، و3 سجلها برونو فيرنانديز.

10 أهداف صنعها بول بوجبا في 42 مباراة لعبها في الموسم الماضي رفقة مانشستر يونايتد في كل البطولات؛ وفي مباراة واحدة يمنح زملائه 3 أهداف في مباراة واحدة بالموسم الجاري؛ هل ماحدث منذ يومين تطور حقيقي لمستوى بوجبا؟ وكيف يمكن لسولشاير استغلاله في الفترة المقبلة؟



لماذا لم يقدم بوجبا نفس المستوى الذي قدمه مع يوفنتوس وفرنسا؟

هذا السؤال الذي لم يغب عن بال أي مشجع لمانشستر يونايتد منذ استقدام بوجبا في صيف عام 2016؛ إبان تواجده في يوفنتوس، لعب بول بوجبا في طريقة الـ«4-3-3»، كلاعب وسط ملعب ناحية اليسار، بجوار الثنائي أندريا بيرلو، وماركيزيو؛ ليأخذ أدوار هجومية أكثر في صناعة اللعب ونقل الفريق من الحالة الدفاعية للهجومية في ظل الاعتماد على القدرات الدفاعية لبيرلو وماركيزيو.

بوجبا في آخر مواسمه مع يوفنتوس، ساهم في 23 هدفًا، سجل 10 وصنع 13 لزملائه في الفريق.

وفي طريقة لعب المنتخب الفرنسي، يظهر بوجبا كلاعب وسط ثالث في بعض الأوقات بجوار نجولو كانتي، وبليز ماتويدي؛ وأحيانًا أدريان رابيو؛ وفي أوقات أخرى بجوار كانتي فقط، ليظهر معفيًا بشكل كامل من تقديم الأدوار الدفاعية أو عملية الضغط على الخصم؛ ويتحرك بحرية كاملة لتنقل اللعب والدعم الهجومي لزملائه في الفريق.

إذًا الأزمة في طريقة لعب مانشستر يونايتد أكثر منها في بوجبا؟


أثناء تواجد جوزيه مورينيو مع مانشستر يونايتد، نشبت العديد من الخلافات بينه وبين بوجبا؛ بسبب اهتمام اللاعب الزائد بوسائل التواصل الاجتماعي من ناحية، وإصرار مورينيو على منحهه أدوارًا دفاعية من ناحية أخرى، وتشديده على ضرورة ضغط بوجبا على الخصوم ودعم الظهيرين.

 وهو ماظهر في أكثر من مباراة بدى مورينيو غاضبًا من اللاعب، وتوجه لجهازه المساعد خاصة في مباراة فريق زوريا لوهانسك  الأوكراني في بطولة الدوري الأوروبي عام 2016.

 ومع استقدام اوليه جونار سولشاير، استمر الاعتماد على بول بوجبا كلاعب وسط ثاني بجوار سكوت ماكتومناي تارة، ونيمانيا ماتيتش تارة أخرى.

ومنذ وصول سولشاير إلى مانشستر يونايتد وحتى انطلاق الموسم الماضي؛ والذي بدأ فيه أوليه جونار سولشاير في الاعتماد على بوجبا في مركز الجناح الأيسر، اضطراريًا ليشارك في 14 مباراة بمركز لاعب الوسط الأيسر الأقرب للجناح؛ ويصنع 10 أهداف للفريق من بينها 5 في المباريات التي لعبها بالجناح.




لماذا يجب على سولشاير مواصلة تحرير بوجبا؟

«أنا أحب الهجوم والتقدم إلى منطقة الجزاء، والتواجد داخلها؛ وكذلك أحب الدفاع ولكنني أحب أكثر أن أكون حرًا، وأن ألعب كرة القدم كما أحب» بول بوجبا في حوار لـ«سكاي سبورتس».

 هكذا عبر بول بوجبا عن طريقته في لعب كرة القدم، بعد مباراة مانشستر يونايتد ضد توتنهام في شهر إبريل الماضي، والتي انتهت بفوز مانشستر يونايتد بثلاثة أهداف لهدف، والتي صنع بوجبا خلالها هدفًا.

الاعتماد على بوجبا في مركز لاعب الوسط الأيسر، الأقرب في مهامه للجناح؛ يمنح مانشستر يونايتد الأفضلية في عملية صناعة اللعب، وتنوع حركة الفريق لتنقله بين مركزي صانع الألعاب والجناح؛ لأن انطلاقه في تلك المساحة يؤمن دخول برونو فيرنانديز إلى منطقة الجزاء واستغلال انشغال دفاعات الخصم بمراقبة المهاجم، وهو ماحدث بالفعل في مباراة ليدز بالدوري.

كما أن وجود بوجبا في المنطقة الهجومية، والدفع بلاعبين في مركز وسط الملعب الدفاعي، يجعل الفريق في حالة دفاعية أفضل، خاصة في تأمين الكرات الثانية، وزيادة فرصة الفريق في استرجاع الكرة والسطيرة على الملعب، فارتداد بوجبا بضعة أمتار حال فقدان الفريق للكرة، مع يحول الفريق إلى خطة الـ«4-5-1» بوجوده على الرواق الأيسر ونظيره الجناح الأيمن في مركزه وعودة صانع اللعب، وتضييق المساحات بين خطوط الفريق لحرمان الخصم من اللعب بينها.

بول بوجبا واحد من أفضل لاعبي الوسط في العالم على مستوى صناعة الفرص، ورؤية لتحركات زملائه في الملعب وإيصال التمريرات لهم، ونقل الفريق للحالة الهجومية بتمريرة واحدة من منتصف الملعب، إضافة إلى امتلاكه اللياقة البدنية والسرعة التي تمنحه أفضلية في الخروج بالكرة في حالة الهجمة المرتدة من وسط الملعب، وتنفيذ مرتدة نموذجية على مستوى سرعة التنقل سواء ركضًا بالكرة أو تمريرًا لها.

كيف يمنح سولشاير بوجبا الحرية في وجود سانشو وراشفورد؟

ماركوس راشفورد، وجادون سانشو، ثنائي يجيد اللعب في مركز الجناح الأيسر؛ الأول خضع لجراحة منذ قرابة الأسبوعين في كتفه ويغيب حتى نوفمبر المقبل، والثاني حل بديلًا لبوجبا في الدقيقة 75 من مباراة ليدز الأخيرة.

عودة راشفورد، ستجبر سولشاير على إشراكه في المباريات بشكل أساسي باعتباره واحد من أهم العناصر في خطته، ولكن كيف سيعود راشفورد لمركزه في وجود بوجبا؟

في حال مواصلة سولشاير الاعتماد على خطة الـ«4-2-3-1» فإن الشكل الأفضل للفريق في تلك الحالة، إما بوضع راشفورد في مركز الجناح الأيمن والإبقاء على بوجبا وبينهما برونو فيرنانديز، والاعتماد على التبادل بينهما في التحركات، ودخول بوجبا بشكل أكبر إلى المساحة أمام منطقة الجزاء، لصناعة اللعب.

أو إجلاس راشفورد بديلًا، وإشراكه في الشوط الثاني لتنشيط الجبهة اليسرى على حساب بوجبا؛ وربما الدفع به في مركز المهاجم الصريح ببعض المباريات على حساب إدينسون كافاني، ولكن هذا الأخير لن يترك مركزه بسهولة مما يرجح فكرة الدفع براشفورد على الجناح الأيمن.


برونو فيرنانديز سبب تألق بوجبا

إحدى أفضل الخطط التي يمكن لمانشستر يونايتد الاعتماد عليها، لتحرير أسلوب اللعب ومنح بوجبا وبرونو فيرنانديز المزيد من الحرية، هي خطة الـ«4-4-2» الـ«Diamond» أو الماسة في وسط الملعب.

وتضع تلك الخطة  ماكتومناي وفريد وبوجبا، في ثلاثية وسط الملعب بالترتيب من اليمين إلى اليسار في شكل مثلث مقلوب، وأمامهم برونو فيرنانديز، ودخول ماركوس راشفورد بجوار إدينسون كافاني في قلب الهجوم.

في هذه الحالة يتواجد بوجبا بشكل أكبر في مركز لاعب الوسط الأيسر، وهنا يصبح لديه حرية أكبر في صناعة اللعب والتنقل بين المراكز، بالإضافة إلى خروج برونو فيرنانديز ناحية الجناح الأيسر لتتحول خطة الفريق إلى «4-4-2» مسطحة، كما أن دخول برونو فيرنانديز في مركز الجناح الأيسر يزيد من قابلية الفريق للتحولات الهجومية، بتحرك بول بوجبا إلى مركز صانع الألعاب وخروج ماركوس راشفورد إلى الجناح الأيسر فتتحول الخطة إلى «4-3-3» صريحة، وتزيد من الحلول الهجومية لمانشستر يونايتد.

بول بوجبا يحتاج الحرية، ولكن قبل أن يحصل على حريته كاملة لابد من تأمين المساحة خلفه، فثنائية ماكتومناي وفريد لم تثبت فاعليتها إلى الآن، ومازال الميركاتو متاحًا، فهل يلتفت سولشاير لذلك ويؤمن وسط ملعبه؟ أم يكمل اللعب بتلك الثنائية.. سنرى كل شيء في الأيام المقبلة.