رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مانشستر يونايتد.. سؤال لم يجب عليه سولشاير بعد!

سولشاير وسانشو
سولشاير وسانشو

انضمام جادون سانشو من بروسيا دورتموند؛ رافائيل فاران من ريال مدريد؛ وبعض من الشباب العائدين من الإعارات لأندية مختلفة؛ هذا هو حال ميركاتو مانشستر يونايتد حتى الآن.

وتنطلق  الجمعة أولى مباريات الموسم الجديد لبطولة الدوري الانجليزي الممتاز، 2021-2022، بمواجهة أرسنال وبرينتفورد.

مانشستر يونايتد أنهى الموسم الماضي وصيفًا للبريميرليج، خلف جاره مانشستر سيتي، بانتهاج طريقة توازن بين الهجوم والدفاع، وهي «4-2-3-1» محققًا 21 انتصارًا، ومسجلًا73 هدفًا؛ وتلقت شباكه 44، وحافظ على نظافتها في 14 مباراة.

إذًا؛ كيف يلعب مانشستر يونايتد في الموسم الجديد؟ وماذا سيضيف سانشو وفاران لتشكيل أوليه جونار سولشاير؟ هذا ما نجيب عنه في التقرير الآتي.

جودة المدافعين، والتنظيم الدفاعي كانا أكبر أزمات مانشستر يونايتد خلال السنوات الماضية، فرأينا أخطاءً كارثية ولاعبين لا يصلحون لجمع الكرات من حول أرضية أولدترافورد يرتدون قميص اليونايتد ويهينون تاريخه بمستواهم الهزلي.

بنظرة سريعة على الأرقام الخاصة بمانشستر يونايتد في الدوري الانجليزي عبر المواسم الخمسة الماضية، نرى أن أفضل فترة دفاعية للفريق على مستوى تلقي الأهداف كانت في موسم 2017-2018، وسكنت شباك الفريق في هذا الموسم 28 هدفًا فقط؛ وفي الموسم الذي سبقه تلقت شباك يونايتد 29 هدفًا.

ثم تدهورت الأرقام بداية من موسم 2018-2019؛ بعدما رفضت إدارة النادي طلبات جوزيه مورينيو، المدير الفني للفريق آنذاك ليرحل في شهر ديسمبر ويكمل بعده سولشاير الموسم مؤقتًا، وبعدها  تستقر الإدارة على إسناد المهمة له بشكل رسمي؛ لكن الفريق تلقى 54 هدفًا بنهاية الموسم.

وفي أول مواسم سولشاير يبدأه سولشاير في غرفة ملابس مانشستر يونايتد كمدير فني؛ انخفض معدل تلقي شباك مانشستر يونايتد للأهداف بنسبة 33%، إذ سجل مهاجمو الدوري الانجليزي 36 هدفًا بشباك مانشستر يونايتد.

ولكن.. هل يدافع سولشاير بشكل صحيح؟

إذا كان الدفاع هو الرجوع بكل اللاعبين لمنتصف ملعبك، وترك الخصم يستحوذ على الكرة ويتلاعب بها يمينًا ويسارًا ليصل إلى مرماك، وأنت تقف فقط داعيًا الله أن يتوقف عن الهجوم، أو ألا تصل هجماته لشباكك؛ فسولشاير يدافع بشكل صحيح.

ولكن الدفاع في كرة القدم لا يعني ركن أتوبيس الفريق، وجماهير وسكان مدينة مانشستر أمام مرماك؛ فهناك تنظيم وأساليب وطرق للدفاع بطريقة تمنع خصومك من الوصول للمرمى.

رغم انخفاض عدد الأهداف بمرمى مانشستر يونايتد إلا أن الفريق ظل يعاني من جودة المدافعين، فرغم جلب هاري ماجواير بـ87 مليون يورو، وبجواره الموهبة السويسرية الفذة؛ سامحني الله، فيكتور ليندلوف، إلا أن الفريق ظل يستقبل أهداف من أخطاء بسيطة وتكاد تكون ساذجة.

فعلى سبيل المثال؛ مباراة ليفربول بكأس الاتحاد الانجليزي في الموسم الماضي، انطلق محمد صلاح، نجم ليفربول في مساحة بين لوك شاو، وهاري ماجواير وتسلم تمريرة وضعته في حالة انفراد بالحارس،  بسهولة وكأنه واقف في مساحة لايوجد به سواه والعشب.

أو حتى سداسية توتنهام، في بداية الموسم، واصطدام شاو وماجواير الهزلي، داخل منطقة الجزاء، وإيصال الكرة لندومبيلي ليسجل هدف التعادل.


هذا الرصد لم يكن سوى تذكرة لأصحاب الذاكرة الضعيفة؛ وعلى سبيل المثال وليس الحصر؛ وللتدليل على أن الإجابة لم تكن سولشاير أبدًا؛ لكن هذا قدر مانشستر يونايتد.


«إذا انتبهت إلى حاضرك، أمكنك جعله أفضل مما هو عليه، ومتى حسنت الحاضر، فإن مايأتي بعد ذلك يكون أفضل أيضًا»، نصيحة مهمة وجهها الكاتب البرازيلي باولو كويلو، في روايته الشهيرة «الخيميائي» 

إذًا كيف يمكن أن يلعب مانشستر يونايتد في الموسم المقبل؟

أول التكهنات وأكثرها قوة هو استمرار سولشاير على نهج الموسم الماضي، واستبدال ليندلوف برافائيل فاران؛ والدفع بسانشو في الجناح الأيمن بدلًا من جرينود.

وجود رافائيل فاران سيتيح لمانشستر يونايتد الكثير من المميزات الدفاعية، وأهمها قدرته المميزة في التعامل في المواقف الثنائية مع المهاجمين، وكذلك طول قامته والذي يسهل له الارتقاء وكسب الكرات الهوائية من مهاجمي الخصم.

بالإضافة إلى سرعة فاران؛ وقدرته على صناعة الهجمات من الخلف عن طريق إرسال الكرات الطولية للمهاجمين؛ بجانب خبراته الطويلة مع المنتخب الفرنسي وريال مدريد.

أما جادون سانشو، فيضيف مزيدا من السرعة والقدرة الهجومية للفريق؛ خاصة حال قرر سولشاير الاستمرار على اللعب بطريقة التحول من الدفاع للهجوم بالهجمات المرتدة السريعة، وكذلك مميزاته التكتيكية في اللعب بأكثر من مركز بينها الجناحان الأيمن والأيسر، وكذلك دخوله كمهاجم ثانٍ بجوار كافاني.


ثلاثية الدفاع 

إحدى الخطط التي أصبحت متاحة بالنسبة لمانشستر يونايتد منذ انضمام فاران، وهي اللعب بثلاثة مدافعين؛ وزيادة عدد اللاعبين في وسط الملعب لتكثيف الأدوار الهجومية؛ وتحرير الفريق بشكل أكبر في المساحات الأمامية للخصوم.

الرسم التكتيكي المناسب لمانشستر يونايتد في حال الاعتماد على ثلاثي الدفاع؛ هو «3-4-3».

في هذه الحالة، يتواجد فاران بجوار ليندلوف وماجواير في الخط الدفاعي، بوضع فاران يمينًا، وليندلوف يسارًا؛ والاستفادة من قوة ماجواير في الالتحامات ولتجنب أزمات الدفاع بسبب بطء سرعته ليقف بينهما.

وتحرير ظهيري الجنب أرون وان بيساكا، ولوك شاو؛ في الحالة الهجومية للفريق، بالانطلاق على جانبي الملعب؛ وإرسال الكرات العرضية وكذلك تطوير عملية الهجوم عن طريق دخول الجناحين إلى منطقة الجزاء لتحقيق الكثافة العددية على دفاعات الخصم؛ بالإضافة إلى تحرير بول بوجبا من بعض الأدوار الدفاعية في حال امتلاك الفريق للكرة وتقدمه إلى المنطقة أمام منطقة جزاء الخصم لزيادة فرصة الفريق في كسب الكرات الثانية.

أما في حالة فقدان الاستحواذ؛ يعود ظهيرا الجنب بجوار ثلاثي الدفاع؛ ويعود بوجبا بجوار ماكتومناي؛ أو ماتيتش وبجوارهما راشفورد وسانشو؛ ليتحول الفريق إلى حالة 5-4-1؛ بتنظيم دفاعي ومسافات متقاربة بين الخطوط لحرمان الخصم من اختراق خطوطه أو محاولة ضرب الدفاع عن طريق الكرات الطولية.

الـ«4-4-2» 

إحدى الخطط التي يمكن أن يعتمد عليها سولشاير في الفترة المقبلة مع مانشستر يونايتد؛ بوضع سانشو في مركز المهاجم الثاني بجوار إدينسون كافاني؛ مع الإبقاء على راشفورد في مركز الجناح الأيسر؛ وإسناد مهام الجناح الأيمن لبرونو فيرنانديز.

تمتاز تلك الخطة بسهولة تحولها لإحدى الخطط الأخرى، وإرباك دفاعات الخصوم؛ فمثلًا برجوع برونو فيرنانديز لمركز وسط الملعب المهاجم أمام ثنائية خط الوسط الدفاعي؛ ودخول راشفورد بجوار كافاني وسانشو تتحول لـ«4-3-3» صريحة؛ وكذلك تتحول لخطة سولشاير الأولى.

ولكن التحولات ليست هي أفضل مايميز تلك الخطة؛ ولكن ما يميزها فعلًا هو التواجد الهجومي المكثف داخل منطقة الجزاء، ففي كل هجمة يتواجد على الأقل 3 لاعبين من الفريق في منطقة جزاء الخصم، حسب الجبهة التي يهاجم منها الفريق.

كما تزيد تلك الخطة من سيطرة الفريق على وسط الملعب في ظل قرب الجناحين من خط الوسط في حالة خسارة الفريق للكرة، وتضييق الخطوط والمسافات من أجل حرمانهم من الوصول للمرمى.

إجابة السؤال منذ عامين لم تكن سولشاير؛ والآن وبعد أن رحل الشيطان الأعظم، إد وودوارد، عن مانشستر يونايتد، واستقدم الفريق صفقات مميزة ولاعبين ذوي قدرات حقيقية دفاعًا وهجومًا.. هل سيعود مانشستر يونايتد لمنصات التتويج؟ أم أن الإجابة لن تكون سولشاير هذا الموسم أيضًا؟

سلسلة طويلة من التكهنات، والتعذيب الكروي لمانشستر يونايتد ومشجعيه؛ ومازال السؤال الذي لم نحصل على إجابته حتى اليوم.. لماذا أوليه جونار سولشاير؟ ربما تخبرنا الأيام بذلك

لقراءة المزيد عن موقف سولشاير ومانشستر يونايتد؛ طالع تقريرنا منذ عامين؛ عن أزمات الفريق والذي نعتبره البداية لتقرير اليوم؛ 
مانشستر يونايتد وسولشاير.. السؤال لم يكن صحيحًا من الأساس