رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هدف اليورو» (3).. توريس يُعاقب فيليب لام أمام أعين ميركل في نهائي 2008

لحظة تسجيل توريس
لحظة تسجيل توريس الهدف

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق واحدة من أبرز الأحداث الرياضية على المستوى العالمي، فبعد تأجيله عامًا، بسبب تفشي فيروس كورونا في جميع دول العالم، عادت من جديد بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" في نسختها الـ16، لتنطلق يوم 11 يونيو المقبل، وتنتهي في نفس اليوم من شهر يوليو الذي يليه.

وتحتضن 11 دولة أوروبية تنظيم البطولة في نسختها المقبلة، وبمشاركة 24 منتخبًا، على أن تنطلق المباراة الافتتاحية بين إيطاليا وتركيا، يوم الجمعة الموافق 11 يونيو على ستاد الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما.

وحرص "الكابتن" على الاحتفال مع قرائه بهذه المناسبة التي لا تتكرر إلا كل 4 سنوات، بتقديم سلسلة تقارير تسرد حكاية هدف غير مسار هذه البطولة من منتخب أوروبي إلى آخر، ومنح بلاده التتويج بالـ"يورو".

 


الحلقة الثالثة نتحدث فيها عن هدف فيرناندو توريس مهاجم المنتخب الإسباني الذي وضع المنتخب الأسباني على خريطة التتويج الثاني له في تاريخه ببطولة اليورو، وأضاع على الألمان فرصة التتويج باللقب للمرة الرابعة كأكثر المنتخبات تتويجًا باللقب بعد غياب 12 عامًا.

في بطولة استضافتها النمسا وسويسرا، واستحقها المنتخب الإسباني منذ انطلاقتها وحتى المباراة النهائية، نجح كتيبة المدرب لويس أراجونيس، في الفوز بكل مبارياتها بالبطولة، بعدما أوقعت القرعة منتخب "لاروخا" في مجموعة ضمت كلا من روسيا والسويد واليونان، ليتأهل أصدقاء كارليس بويول قائد برشلونة والمنتخب الإسباني، للدور ربع النهائي من أجل إقصاء إيطاليا بركلات الترجيح، ومن ثم الفوز على روسيا في نصف النهائي.

أما المنتخب الألماني أوقعته القرعة في مجموعة تضم كلا من كرواتيا والنمسا وبولندا، ليتأهل ثانيًا خلف المنتخب الكرواتي، ومن ثم يفوز على البرتغال بثلاثة أهداف مقابل هدف في ربع النهائي، ويكرر الانتصار على تركيا بنفس النتيجة في الدور نصف النهائي.


توريس يُعاقب فيليب لام أمام أعين ميركل

أقيمت المباراة النهائية بين إسبانيا وألمانيا في 29 يونيو 2008، واحتضنها استاد إرنست هابل في مدينة فيينا بالنمسا، وبحضور جماهيري وصل إلى 51 ألف و428 متفرج، وبإدارة تحكيمية إيطالية بصافرة روبيرتو روسيتي، كان من الصعب توقع البطل.

المباراة بدأت حماسية بشكل أكبر من جانب المنتخب الألماني، الذي هدد مرمى كاسياس بأكثر من كرة عرضية خطيرة في أول 10 دقائق من المباراة، قبل أن يستعيد تشافي وأنيستا لاعبا وسط المنتخب الأسباني، امتلاك زمام الأمور في معركة وسط الملعب، ويبدئون عملية الإمداد اللازمة لـ«فرناندو توريس».

وفي واحدة من الكرات الأرضية السحرية المُحكم تنفيذها، التي اعتادت قدم تشافي هيرنانديز أفرزها، خلف الظهير الأيسر للمنتخب الألماني فيليب لام، والذي أخطأ التقدير وأساء التعامل مع الكرة، لينقض فيرناندو توريس خلفه، وينفرد بمرمى "المسكين" ينس ليمان حارس مرمى ألمانيا، ليسقطه أرضًا قبل أن يضعها أعلى جسده، معلنًا عن هدف نهائي يورو 2008 الوحيد، وأمام أعين أنغيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا وقتها.


لم تكن ردة فعل المنتخب الألماني على هدف فيرناندو توريس بالشكل المطلوب، فبعد كل فرصة حاولت كتيبة يوكيم لوف تهديد مرمى إيكر كاسياس حارس مرمى إسبانيا، كانت ردة فعل منتخب «لاروخا» أعنف وأشرس، حتى استسلم المنتخبين للأمر الواقع، واستقر الوضع على نقل الكأس إلى مدريد، عاصمة إسبانيا.

وتوج المنتخب الإسباني بكأس الأمم الأوروبية للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب 44 عامًا، بينما حرم هدف توريس، المنتخب الألماني من التتويج الرابع له.

ويتقاسم في الوقت الحالي المنتخب الإسباني ونظيره الألماني صدارة المنتخبات الأكثر تتويجًا باللقب، برصيد 3 ألقاب لكل منتخب.