رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هدف اليورو» (2).. خريستياس يكتب التاريخ ويؤجل حلم رونالدو 12 عامًا بنهائي 2004

فرحة لاعبي اليونان
فرحة لاعبي اليونان وحسرة رونالدو

أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق واحدة من أبرز الأحداث الرياضية على المستوى العالمي، فبعد تأجيلها عامًا بسبب تفشي فيروس كورونا في جميع دول العالم، عادت من جديد بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" في نسختها الـ16، لتنطلق يوم 11 يونيو المقبل، وتنتهي في نفس اليوم من شهر يوليو الذي يليه.

وتحتضن 11 دولة أوروبية تنظيم البطولة في نسختها المقبلة، وبمشاركة 24 منتخبًا، على أن تنطلق المباراة الافتتاحية بين إيطاليا وتركيا، يوم الجمعة الموافق 11 يونيو على ستاد الأولمبيكو بالعاصمة الإيطالية روما.

وحرص «الكابتن» على الاحتفال مع قرائه بهذه المناسبة التي لا تتكرر إلا كل 4 سنوات، بتقديم سلسلة تقارير تسرد حكاية هدف غير مسار هذه البطولة من منتخب أوروبي إلى آخر، ومنح بلاده التتويج بالـ"يورو".

الحلقة الثانية نتحدث فيها عن هدف أنجيلوس خاريستياس الذي قاد اليونان لتحقيق لقبها الوحيد على حساب البرتغال بنهائي عام 2004 تحت أنظار كرستيانو رونالدو ولويس فيجو.


 استطاعت اليونان أن تكون الحصان الأسود لبطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2004، بعدما تمكنت من التأهل إلى النهائي عن جدارة، والفوز على البرتغال صاحبة الأرض والجمهور والمرشح الأول لحصد اللقب في نهائي البطولة.

لا نستطيع أن نقول بأن اليونان خطفت البرتغال بنهائي 2004، فقد أنذرت كتيبة الألماني أوتو ريهاغل، المدير الفني لأحفاد الإغريق، أصدقاء رونالدو، بعدما تمكنوا من الفوز علىهم في المباراة الافتتاحية لنفس النسخة بهدفين مقابل هدف.

الطريق أمام المنتخب اليوناني لم يكن مفروشًا بالورود، حيث تأهل أصدقاء خريستياس وكاراجونيس، ثانيًا خلف البرتغال، في مجموعة ضمت إسبانيا وروسيا، ثم اصطدموا بالمنتخب الفرنسي، حامل لقب نسخة 2000، وتأهلوا على حسابه إلى دور نصف النهائي، ليُكتب لهم العبور للمباراة النهائية عبر بواية التشيك.

على الجانب الآخر، تصدرت البرتغال مجموعتها على الرغم من هزيمة الافتتاح أمام اليونان، وعبرت دور ربع النهائي بالركلات الترجيحية أمام إنجلترا، قبل أن تُطيح بالطواحين الهولندية من البطولة في نصف النهائي، لتجدد مواجهتها باليونان مرة آخرى في المباراة النهائية.


كيف أطلق خريستاس رصاصة الرحمة نهارًا في قلب لشبونة؟

في 4 يوليو 2004، خلال طقس مُشمس وصل لـ25 درجة مئوية، على ملعب دا لوز في العاصمة البرتغالية لشبونة، وبحضور جماهيري 62 ألف و865 من أنصار البرتغال، سيطر التوتر والتسرع منذ لحظات المباراة الأولى على كتيبة البرازيلي فيليبي سكولاري، ومروًا بإنهاء الهجمات السيء لرونالدو وفيجو وديكو وباوليتا، ونهاية بـ ملامح وجوه جماهيرهم التي رصدتها الكاميرات التلفزيونية.

في الدقيقة 56 من زمن اللقاء، سجل المنتخب اليوناني "هدف اليورو" ، من رأسية سجلها أنجيلوس خريستياس، بعد استقباله ركلة ركنية نفذها خورخي أندرادي الظهير الأيمن، ببراعة.


محاولات البرتغال لم تتوقف بعد هدف اليونان ولكن تألق أنتونيوس نيكوبولديس حارس مرمى اليونان وفريق أولمبياكوس، وكذلك توثر مهاجمي برازيل أوروبا أمام المرمى سواء رونالدو أو باوليتا أو نونو جوميز الذي دخل بديلًا 74، ولكن كل ذلك لم يشفع للبرتغال لتتعادل وتعود في اللقاء.

وأجل هذا الهدف النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو من التتويج بكأس الأمم الأوروبية مع منتخب بلاده للمرة الأولى في تاريخها، وهو ما تحقق في نسخة 2016، على حساب فرنسا، في المباراة التي انتهت بفوز برازيل أوروبا بهدف دون رد.