رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

مباريات غيرت التاريخ «1» .. حرب كرة القدم.. عندما تسبب هدف فى وفاة 3000 فرد

حرب كرة القدم بين
حرب كرة القدم بين هندوراس وسلفادور

كرة القدم هي أفيون الشعب كما يُقال، هي الملاذ الوحيد للترفيه عن النفس في شعوب كثيرة حول العالم، هي معشوقة الجماهير الأولى عالميًا.

« مباريات غيرت التاريخ» هو عنوان لسلسلة، نستعرض فيها على مدار أيام شهر رمضان المبارك، عددا من المباريات التي غيرت في تاريخ الساحرة المستديرة أو العالم أجمع.

البداية ستكون بمباراة تسببت في حرب بين بلدين، مباراة منتخبي السلفادور وهندوراس في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1970، مباراة تسببت في حرب كرة القدم.


مواجهة فى تصفيات منطقة "الكونكاكاف" المؤهلة لكأس العالم عام 1970 جمعت بين السلفادور والهندوراس من أجل التأهل للمونديال، فازت هندوراس ذهابًا على أرضها بهدف نظيف في تيجيوسيجالبا، لترد السلفادور بثلاثية نظيفة في مباراة الإياب بسان سلفادور، والأجواء كانت متوترة في المباراتين بشكل كبير.



انتصار كل منتخب أدى لإقامة مباراة فاصلة بينهما، لكن ما سبب الأجواء المتوترة بين المنتخبين في المباراتين السابقتين؟

بداية، مساحة السلفادور كانت خمس مساحة هندوراس تقريبًا، وبالرغم من ذلك كان عدد سكان السلفادور أكثر من عدد سكان هندوراس، فما كان أمام السلفادوريين غير النزوح لهندوراس، في ظل عدم امتلاكهم الأراضي في بلادهم، والتي كان معظمها مملوكا لفئة من كبار الملاك.

هاجر الآلاف من السلفادور لهندوراس، وصل عدد السلفادوريين في هندوراس قبل المباراة الفاصلة لنحو 300 ألف مواطن، ورغب معظمهم في العمل في الزراعة.

بطبيعة الحال لم يتقبل سكان هندوراس أو حكومتها ذلك، ليقوم رئيس الهندوراس بترحيل آلاف من السلفادوريين لبلادهم مرة أخرى.

كان الإعلام السلفادوري أيضًا يقول إن المهاجرين الهندوراس كانوا يعانوا من الاضطهاد والاغتصاب، وتعرض عدد كبير منهم للقتل، كانت الأجواء متوترة للغاية، حتى حلت مباريات تصفيات المونديال، والتي أشعلت فتيل حرب كرة القدم.



السلفادوريون كانوا مشحونين للغاية، فالانتصار على هندوراس في المباراة الثانية بينهما كان بمثابة مسألة رد الشرف لهم، وبالفعل نجحوا في ذلك، ليغادر عقب تلك المباراة 12 ألف مواطن سلفادوري من الهندوراس.

وفي المباراة الفاصلة، تمكن منتخب السلفادور من الفوز على منتخب هندوراس بثلاثة أهداف مقابل هدفين، فارق هدف سُجل عن طريق موريشيو رودريجيز في الدقيقة 11 من الوقت الإضافي.

ماذا حدث بعد تلك المباراة؟

في الرابع عشر من يوليو لعام 1969، بدأ العمل العسكري بينن الدولتين، وبدأت السلفادور في ضرب هندوراس جوًا، أما هندوراس فكانت الضربة العسكرية الأولى لها يوم 16 من الشهر ذاته.

السلفادور كانت أقوى عسكريًا، لتطلب هندوراس من منظمة الدور الأمريكية التدخل لإيقاف تلك الحرب، ولكن السلفادور كانت متمسكة في حقوقها المتمثلة في تعويض مواطنيها المطرودين من الهندوراس.



انتهت الحرب بعد نحو 4 أيام، هي سميت بحرب الـ 100 ساعة، وانسحبت السلفادور تمامًا من أراضي هندوراس يوم 2 أغسطس، لكن الصراع لم ينته، الحدود أُغلقت بين الدولتين، وانقطعت التعاملات والتجارة، قُتل 900 فرد سلفادوري و2100 فرد هندوراسي منهم مدنيون، وكانت تلك قصة أول مباراة غيرت التاريخ.