رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد أزمة أحمد فتحي.. هل انشغلت إدارة بيراميدز بمكاسبها الوهمية في صراعها مع الأهلي؟

الكابتن

أزمة تلو الأخرى وصراع خلف الآخر وجميعها لها طرف واحد وهو إدارة بيراميدز، فبعد أزمة طاحنة مع المهدي سليمان نتج عنها فوحان رائحة جثتين دُفنوا في الموسم الماضي وهم رجب بكار وعمرو مرعي، ظهرت من جديد أزمة كانت متوقعة مع أحمد فتحي بعد عديد من أجرسة الأنذار سواء من مواقف افتعلتها عاطفة لاعب الأهلي السابق أو غرور جلوسه احتياطيًا في سن متأخر جدًا للاعب وصل لـ36 عامًا عضلات جسده تهالكت من نسبة المشاركات على مدار تاريخه.

هاني سعيد المدير الرياضي لنادي بيراميدز كان قد أكد أن أحمد فتحي قبل مباريات قليلة أظهر سخطه على قرار الأرجنتيني أروابارينا المدير الفني للفريق، وعلى إثره حدثت مشادة بينهم، قبل أن يتدخل أحمد حسام ميدو المتحدث الإعلامي للفريق لتهدئة الوضع بين الطرفين وهو ما اشعل الأمور أكثر بعد خلاف في وجهات النظر بين الثنائي، تسرب على إثرها أنباء تُفيد بدراسة بيراميدز الاستغناء عن اللاعب بسبب وزنه الزائد وتراجع مستواه الفني وعدم اقتناع المدير الفني بمجهوده الفني.

دائمًا ما نتحدث بكل إيجابية عن تجربة بيراميدز في الدوري الممتاز وما صنعته من تنافسيه فنية وتعاقدية مع قطبي الكرة المصرية، فضلًا عن قدرة الفريق على تحقيق مركز ثالث في سنة أولى دوري بالإضافة إلى الوصول لنهائي الكونفدرالية في أول مشاركاته القارية، ولكن علينا أن نقف ونفكر للحظة، هل احتاج بيراميدز إلى جميع صفقاته التي خطفها من الأهلي؟ في الحقيقة الإجابة لا.، ولكن ما الدليل؟!

الدليل هو وجود أزمات ليس لها علاقة باحترافية كرة القدم، والتي نستعرضها في التقرير الإتي:_

_ شريف إكرامي وأزمة حراسة مرمى بيراميدز

لعل الأزمة التي يعيشها فريق بيراميدز على مستوى حراسة المرمى والتي كان بطلها في الأيام القليلة الماضية هو المهدي سليمان، والذي أكد أن هناك اتفاق بين الإدارة وشريف إكرامي على المشاركة اساسيًا دون النظر لمستوى باقي الحراس في الفريق واصفًا وضعه في الفريق بأنه حتى وأن تعاقد بيراميدز مع مانويل نوير لن يُشارك في ظل وجود شريف إكرامي.

المهدي سليمان الذي شارك في الموسم الماضي خلال 36 مباراة مع الفريق كأساسيًا، لا يشارك في الموسم الجاري سوى 45 دقيقة فقط، وجلوسه احتياطيًا دون أي مبرر، لم تتبع الإدارة الفنية في هذه الجزئية مبدأ تكافؤ الفرص، فمن الطبيعي أن يستمر اللاعب الذي أنهى الموسم بشكل جيد، لحين سقوطه، فتبدأ مغامرة لاعب جديد، هذه هي كرة القدم.

فالوضع يفرض علينا بعض التساؤلات أهمها: هل احتاج بيراميدز التعاقد مع حارس من الطراز الأول والمتمثل في شريف إكرامي في ظل وجود حارسين من نفس الطراز وهم المهدي سليمان وأحمد الشناوي؟، لماذا لم يتخلص بيراميدز من إحدى الحارسين المتواجدين قبل التعاقد مع شريف إكرامي لتهدئة الأوضاع في هذا المركز؟، كيف للاعب أن يعطيك ما لديه وهو يعلم أنه مهما بذل من مجهود فرص مشاركته معدومة؟ كلها أمور تؤخذ على إدارة بيراميدز لأنها لم تنتبه إلى هذه الأزمات قبل أن تتخذ قرارات تسببت فيها.

_ التعاقد مع أحمد فتحي في ظل تواجد رجب بكار وعمر جابر وأحمد توفيق

الأمر ذاته تقرر في صفقة التعاقد مع أحمد فتحي صاحب الـ35 عامًا، لا يختلف اثنين على القيمة الفنية لأحمد فتحي ومميزاته كلاعب أعطى الفرق المصرية والمنتخبات الوطنية من دمائه، ولكن عامل السن مؤثر في كرة القدم، وبيراميدز فريق في مرحلة البناء وليست لديه أزمة في مركز الظهير الأيمن بل امتلك رجب بكار الذي تفاوض الأهلي والزمالك على ضمه في الموسم الماضي قبل أن تعيره إدارة الفريق إلى سيراميكا كليوباترا، وأحمد توفيق الذي وقفت الإصابة حائلًا أمام ضمه للمنتخب الوطني في معسكر مارس، وكذلك عمر جابر.

فالأزمات التي يصنعها أحمد فتحي بسبب عدم دوام مشاركته في المباريات عليها علامة استفهام، كيف لإدارة التعاقدات أنها لم تُقنعه قبل التعاقد بأنه لن يشارك بصفة أساسية طوال مباريات الموسم؟، أعتقد أنه خطأ إداري آخر جسيم من إدارة التعاقدات في نادي بيراميدز.

بيراميدز نجح في خطف لاعبين من أبرز المنافسين على لقب الدوري الممتاز، ولكن هل احتاج بيراميدز هؤلاء اللاعبين بالفعل؟، هل هم أفضل من الموجودين؟، هل سينجح في إحتواء نجوميتهم داخل الفريق؟، هل سيتمكن من السيطرة على غرفة ملابس قائمة على الظلم من وجهة نظر بعض اللاعبين اللذين يرون أنفسهم أكثر فاعلية من الصفقات الجديدة؟، كلها تحديات صعبة وضعت إدارة بيراميدز نفسها فيها، فهل إنشغلت إدارة بيراميدز بخطف لاعبو الأهلي بدلا من دراسة مدى الاستفادة أو الأضرار الناتجة عن إبرام هذه الصفقات؟.. وفي النهاية بيراميدز حتى الآن لم ينجح في حصد أي بطولة.