رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

استغنوا عن ميسى واذبحوا البقرات المقدسة.. كيف يعود برشلونة لسابق عهده؟

ليونيل ميسي
ليونيل ميسي

تعرض فريق برشلونة الإسباني لهزيمة ثقيلة، أمس الثلاثاء، على يد باريس سان جيرمان الفرنسي، بأربعة أهداف مقابل هدف، في ذهاب دور الـ16 لبطولة دوري أبطال أوروبا.

خسارة برشلونة جاءت على أرضية ملعبه كامب نو، معقل الفريق الكتالوني، ليقترب رفاق الأرجنتيني ليونيل ميسي بشكل كبير من توديع البطولة.

متى يستطيع برشلونة تحقيق الفوز على فريق كبير؟ متى يعود البارسا لرونقه الطبيعي؟ متى يصبح الفريق الكتالوني مرعبًا للأندية محليًا وقاريًا كما كان؟ كلها أسئلة يطرحها عشاق البلاوجرانا، ولكن بقوام الفريق الحالي وطريقة إدارته لا يوجد أمل في عودة الفريق لوضعه الطبيعي.

إذن ماذا يفعل برشلونة ليعود لسابق عهده؟ هناك بعض الأمور التي يجب على النادي فعلها لإعادة الفريق لوضعه الطبيعي وهي

إنهاء مسيرة ميسي مع الفريق

عنوان قد يكون صادمًا للبعض، لكن هي حقيقة لا مفر منها، ميسي لم يعد صالحًا لبرشلونة، وبرشلونة لم يعد مناسبًا لميسي.

ميسي البالغ من العمر 33 عامًا ولم يتبق الكثير لدخول عامه الـ34، لا خلاف على قيمته كلاعب، لكن العمر يتقدم، ولكل عمر متطلباته وخصائصه، ميسي لم يعد قادرًا على قيادة البارسا وحمله وقيادته لتحقيق الانتصارات.. ما زال قادرًا على هز شباك الفرق الضعيفة، لكن الفرق الكبيرة؟ لم يعد ذلك الأمر سهلًا لميسي، مع تضييق المساحات ومراقبته الدائمة، ومع تقدم عمره، ميسي لم يعد قادرًا على قيادة فريقه المعتمد عليه بنسبة 100% في تلك المباريات، لذا فإن برشلونة لم يعد قادرًا على الانتصار في المباريات الكبيرة، لأن ميسي لم يعد قادرًا على فعل ما كان يفعله في سابق السنوات، ووقتها كانت هناك العديد من العوامل تساعده على ذلك، والتي لم تعد موجودة الآن.

التخلص من كل الأبقار المقدسة

الأبقار المقدسة هو مصطلح انتشر في الآونة الأخيرة، ويُقصد به اللاعبون الذين يشاركوا مع البارسا منذ فترة طويلة، أصبحوا في النادي وكأنهم ملاكه، يتخذون ويؤثرون في القرارات، يريدون ذلك المدرب ويرفضون ذاك، لكن طفح الكيل لعديد من مشجعي البارسا وهم محقون، لا بد من التخلص من الأبقار المقدسة.

الأبقار المقدسة في النادي الكتالوني هم جيرارد بيكيه، سيرجيو بوسيكيتس وأيضًا جوردي ألبا، بوسيكيتس أصبح عبئا على الفريق بالكامل فاللاعب لم يعد قادرًا على مجاراة سرعات لاعبي الفرق المختلفة.

أما بيكيه، فلا يضيف جديدًا لدفاع برشلونة، وجوردي ألبا وبرغم جودته الكبيرة هجوميًا، لكنه من أسوأ ما يكون دفاعيًا، وهو ما كان جليًا في مباراة باريس أمس على سبيل المثال

رونالد كومان لا يفيد

بكل تأكيد أن المدرب الذي يستطيع إعادة الثقة نسبيًا للاعبي برشلونة بعد الهزيمة المدوية أمام بايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا العام الماضي، ويتجاوز بلاعبيه كل المشاكل المتعلقة بإدارة النادي، وكذلك أزمة ليونيل ميسي بداية الموسم، فلابد أن يستحق هذا المدرب الإثناء على ذلك.

رونالد كومان مدرب جيد لما فعله، مدرب جيد خططيًا، لكنه ليس هو الشخص المناسب لإعادة برشلونة لوضعه الطبيعي، هو يتعامل على أنه ينقذ برشلونة من الهبوط للهاوية، لكنه لا يتعامل على أنه يجب أن يصعد بالفريق للقمة مرة أخرى، لا يوجد له أسلوب لعب محدد، بعض الخيارات قد تكون غريبة أيضًا مثل الدفع بديست أمس أمام مبابي، وهو اللاعب الذي يجيد في الناحية الهجومية، ولكنه ليس بذلك القدر في الناحية الدفاعية، فما بالك عند الدفع به أمام الفتاك كيليان؟ كانت النتيجة أن كل مبابي أكل الأخضر واليابس بالمعنى الحرفي من تلك الجهة، وكان نجم المباراة الأول.

مشروع للفريق

مشكلة برشلونة أنه لا يوجد مشروع محدد للفريق، ميسي كان قد صرح بأن بارتوميو رئيس النادي السابق لم يكن لديه مشروعًا للنادي، الآن لا توجد إدارة بارتوميو وتوجد إدارة انتقالية حتى إجراء الانتخابات الرئاسية، لا أحد يعلم ما إذا كان ميسي سيبقى أم لا؟ هل يلعب الفريق للإعداد لمرحلة ما بعد ميسي؟ أم يبني طريقة لعبه حول ميسي؟ أم يكون ميسي مشاركًا في مشروع الفريق؟ لا يوجد مشروع محدد للفريق وهو أحد أسباب سقوط الفريق

العديد من الأسباب أدت لتراجع البارسا، والذي سيستمر لنهاية الموسم، برشلونة سيخرج من دوري أبطال أوروبا، سيخرج من كأس ملك إسبانيا كما خسر لقب كأس السوبر الإسباني، سيواجه صعوبة في المنافسة على لقب الدوري، إلى أن يجد جديد وتحاول إدارة البارسا الجديدة النظر بشكل صحيح لمستقبل الفريق.