رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد درويش يكتب: محمد الشناوي.. أسألك الرحيل

الشناوي ونوير
الشناوي ونوير

في السادس من شهر مايو عام 2008، واصل مانويل جوزيه المدير الفني للنادي الأهلي قراره بإراحة النجوم الكبار للفريق رغم تلقيه خسارة منذ أيام قليلة من الاتحاد السكندري بهدفين دون رد في الجولة 26 من الدوري العام، وقرر أن يخوض مباراة إنبي بمجموعة من البدلاء وصغار السن ولكن على أن يكون حارس المرمى هذه المرة ليس أحمد عادل عبد المنعم الحارس الثاني الذي استقبل هدفي الاتحاد بل هو الحارس الثالث الذي لم يكمل عامه الـ 20 وقتها محمد الشناوي.

 

بدأت المباراة واستغل إنبي الموقف أفضل استغلال ونجح في الفوز بثلاثية نظيفة في شباك الحارس الصغير محمد الشناوي، وهي المباراة التي كتبت نهايته مع الأهلي ليبدأ الأهلي في تدعيم المركز بالفلسطيني رمزي صالح مع الثنائي أمير عبد الحميد وأحمد عادل عبد المنعم، ثم بعد ذلك الثنائي شريف إكرامي في نهاية 2009 ومحمود أبوالسعود صيف 2010، بحثاً عن حارس يملأ الفراغ الكبير الذي تركه عصام الحضري أفضل حارس مرمى مصري وأفريقي وقتها.

 

جمع الشناوي متعلقاته وحمل حقائبه وهو يغادر النادي الذي جاء إليه من الحامول في كفر الشيخ، ولكنه قرر أن يعود يوماً ما، ذهب وهو مصمم أن يكون الذهاب بعودة مرة أخرى إلى هذا المكان وهذه الغرفة في ملعب التتش ليبدأ جولة اكتساب الخبرات ليلعب لأندية طلائع الجيش وحرس الحدود وبتروجيت، الذي انضم منه لصفوف المنتخب الأول في بداية عهد هيكتور كوبر في الوقت الذي كان يعاني فيه شريف إكرامي من تذبذب المستوى مع الأهلي، ليجد مسئولو القلعة الحمراء ضالتهم في الشناوي الذي انتظر تلك اللحظة 7 سنوات كاملة ليوقع فيها عقده الجديد في يوليو 2016.


عاد الشناوي هذه المرة حارساً ثانياً محملاً بخبرات المشاركة في الدوري العام، عاد وهو ليس الحارس الناشئ الصغير ولكن سرعان ما استغل الفرصة ليصبح الحارس الأول للنادي الأهلي بل يصبح الحارس الأول لمنتخب مصر في كأس العالم بل ويحصد جائزة أفضل لاعب في مباراة مصر أمام أوروجواي في مونديال روسيا في أول مباراة رسمية له مع منتخب مصر. يا له من تحدٍ عظيم لحارس كلما نظر إلى دكة البدلاء وجد عصام الحضري الحارس الأسطوري  بديلاً له.

 

جاء الشناوي ليعمل جاهداً على نفسه ليحمل شارة قيادة الأهلي ليفوز معه بالبطولات المحلية وبطولة دوري أبطال أفريقيا ويصعد به لمنصة التتويج بالحصول على برونزية كأس العالم للأندية ليكون له نصيب الأسد في اقتناص البطولات.

 

وهنا السؤال الذي أطرحه على نفسي بعد 13 عاماً من مباراة الأهلي وإنبي في مايو 2008 .. هل كنت تتمنى رحيل الشناوي عن الأهلي؟؟ نعم كنت أساله الرحيل ولكني اليوم أساله مواصلة التألق مع الأهلي ومنتخب مصر لأنه بلا شك اللاعب الأهم في الكرة المصرية في الفترة الأخيرة وما أعظم الرحيل الذي يصنع الإصرار والتحدي والتألق وليت البعض يتعلم أن الكرة تعطي من يستحق دون وساطة أو استغلال النفوذ بل فقط بالعطاء والصبر والإخلاص والعمل الجاد.