رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد 2020: من تأجيل أولمبياد طوكيو إلى فوز ليفربول بلقب البريميرليج ورحيل مارادونا

ليفربول
ليفربول

«كان عام 2020 صادمًا»، هكذا أكد لاعبو كرة القدم والمسئولون وعشاق الساحرة المستديرة أيضًا، في ظل استمرار تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، الذي عصف ببعض البطولات وأجبرها على اتخاذ قرار التأجيل، أما البعض الآخر فقد استمر ولكن خلف الأبواب المغلقة بدون حضور الجماهير، في محاولة للحد من انتشار الوباء العالمي.

 

بالتأكيد عام 2020 كان محطمًا لآمال عشاق كرة القدم، والذي كان من المنتظر أن تُقام فيه العديد من الأحداث الرياضية في مختلف البطولات، ولكن توقف النشاط الرياضي؛ بسبب جائحة فيروس كورونا، وتأجيل بعض البطولات، وأبرزها دورة الألعاب الأولمبية "أولمبياد طوكيو 2020"، وبطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020".

 

"الكابتن" يستعرض لكم وضع النشاط الرياضي في مختلف البطولات، سواء التي قررت إنهاء الموسم بنجاح، أو التي استسلمت وألغت الموسم، مرورًا بالبطولات التي تم تأجيلها للعام المقبل، وذلك على النحو التالي..

 

فاجعة كورونا

بدأ عام 2020 بشكل طبيعي، إذ كان أول الأحداث الرياضية هو نهائي كأس السوبر الإسباني، الذي أقيم في مدينة "جدة" السعودية، في 12 يناير الماضي، والذي جمع بين ريال مدريد وجاره أتلتيكو مدريد في "ديربي العاصمة"، وانتهت بفوز النادي الملكي بنتيجة 4-1 بركلات الترجيح.

 

كذلك أقيمت نهائيات كأس آسيا لكرة القدم للشباب تحت 23 عامًا، والتي أقيمت في تايلاند، وتوّج بلقبها منتخب كوريا الجنوبية على حساب منتخب السعودية بهدف نظيف.

 

ليس هذا فحسب، بل انطلقت أولى البطولات الأربع الكبرى لكرة المضرب، وشهدت أولى المفاجآت بفوز الأمريكية صوفيا كنين، الشابة الصاعدة صاحبة الـ21 عامًا، باللقب بعد تغلبها على الإسبانية الخبيرة جاربينيي موغوروسا.. وفي منافسات الرجال عزز الصربي نوفاك جوكوفيتش سيطرته على كرة التنس، بحصوله على اللقب بعد فوزه في المباراة النهائية أمام النمساوي دومينيك تييم.

 

واختتم شهر يناير أحداثه بفاجعتين، الأولى كانت وفاة كوبي براينت، نجم الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة، والمنتخب الأمريكي، وفريق لوس أنجلس ليكرز، الذي لقى حتفه في حادث تحطم طائرة هليكوبتر مع ابنته جوانا، بجانب بدء اكتشاف فيروس كورونا.

 

وقف النشاط الرياضي

ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بدأت تداعيات جائحة فيروس كورونا تزداد يومًا بعد يوم في شهر فبراير، لتهدد بإيقاف المنافسات الرياضية، ولكن كان الجميع يأمل في أن يكون هذا مجرد إنذار واهي ويتم إنهاء الموسم بسلام.

 

وبالفعل انطلقت المراحل الإقصائية من دوري أبطال أوروبا بإقامة مباريات الدور ثمن النهائي، ولكن لم يستكمل منها سوى أربع مباريات فقط، قبل أن يصدر قرار توقف النشاط الرياضي في جميع البطولات المختلفة؛ بسبب  جائحة فيروس كورونا في منتصف شهر مارس، والذي لم يشهد أحداثًا رياضية تذكر، ولكنه شهد الكثير من القرارات.

 

تأجيل أولمبياد طوكيو

في شهر مارس ومع توقف النشاط الرياضي في مختلف البطولات، اضطر الجميع لإعادة النظر في جداول ومواعيد المسابقات، وبعد فترة من التردد، جاء أول قرار من قِبل اللجنة الأولمبية الدولية بتأجيل "أولمبياد طوكيو 2020" لمدة عام إلى صيف 2021 المقبل.

 



كذلك تأجلت بطولة أمم أفريقيا في الكاميرون إلى 2021، وأيضًا قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" تأجيل بطولة كأس أمم أوروبا إلى صيف 2021.

 

فيما ألغيت نسخة 2020 من بطولة ويمبلدون لكرة المضرب للمرة الأولى في تاريخها، وتم تأجيل بطولة فرنسا المفتوحة إلى موعد لاحق من العام.

 

الأمر لا يقتصر على البطولات الكبرى فقط، بل امتد إلى المسابقات المحلية، إذ قرر مسئولو الدوري الفرنسي إلغاء الموسم المنصرم 2019-2020، وإعلان فريق باريس سان جيرمان بطلًا للمسابقة، باعتباره متصدرًا لجدول ترتيب البطولة، وذلك قبل 15 جولة من انتهاء الموسم.

 

رحيل مؤلم

في شهر أبريل، توالت الأحداث المؤسفة، بإعلان وفاة 3 من نجوم كرة القدم، هم: مايكل روبنسون لاعب نادي ليفربول السابق، بيتر بونيتي، حارس المرمى السابق لنادي تشيلسي ومنتخب إنجلترا وجويو بينيتو أسطورة ريال مدريد، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا.

 

انفراجة واستئناف النشاط الرياضي

في شهر مايو، بدأ بعض البطولات الأوروبية في دراسة قرار استئناف النشاط الرياضي من جديد، ولكن خلف الأبواب المغلقة بدون حضور الجماهير، في محاولة من المسئولين لمساعدة البلاد والحد من انتشار فيروس كورونا.

 

وهو ما تم تنفيذه بالفعل بحلول شهر يونيو، إذ عاد باقي البطولات الأوروبية المحلية الكبرى لاستئناف نشاطه الرياضي، ما عدا الدوري الفرنسي الذي أعلن إلغاء الموسم، نظرًا لزيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في البلاد.

 

شهر التتويج بالألقاب

وفي شهر يوليو، بدأت لعبة كرة القدم تبتسم للجميع مرة أخرى، من خلال تتويج يوفنتوس بطلًا للدوري الإيطالي للمرة التاسعة على التوالي.

أما الدوري الألماني، فقد شهد تتويج فريق بايرن ميونخ بلقبه التاسع على التوالي، مؤكدًا  سيطرته وهيمنته على اللقب المحلي.

في حين نجح ريال مدريد، بقيادة المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، استعادة لقب الدوري الإسباني في الموسم المنصرم 2019-2020، على حساب غريمه برشلونة.

ومع ذلك كانت الفرحة الكبرى، هي تتويج فريق ليفربول، المحترف ضمن صفوفه نجمنا المصري محمد صلاح، بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز، وذلك للمرة الأولى منذ 30 عامًا، وتحديدًا منذ عام 1990، ليُنهي موسم البريميرليج بشكل مثالي في ظل الوضع الصحي المؤلم.

 



استئناف البطولات القارية

ليس هذا فحسب، بل شهد شهر يوليو أيضًا استئناف مباريات الدور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا، والذي شهد خروج يوفنتوس الإيطالي وريال مدريد الإسباني، في مفاجأة صادمة لمشجعي الفريقين.

وبحلول شهر أغسطس، أقيمت بطولة مصغرة بنظام خروج المغلوب من مباراة واحدة، في محاولة لاستكمال بطولة دوري أبطال أوروبا "التشامبيونزليج" بدءًا من ربع النهائي، وذلك في عاصمة "لشبونة" بالبرتغال، والتي انتهت بتتويج بايرن ميونخ باللقب على حساب باريس سان جيرمان الفرنسي، ليقضي على حلم النجم البرازيلي نيمار دا سيلفا.

بينما استضافت ألمانيا بطولة مصغرة مشابهة، في محاولة لاستكمال بطولة الدوري الأوروبي "اليوروباليج"، والتي انتهت بفوز إشبيلية الإسباني على حساب ميلان الإيطالي.

 

إلغاء الكرة الذهبية وانطلاق موسم جديد

ولكن مع فرحة الأندية بالتتويج بالألقاب القارية، جاء قرار مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية، بإلغاء جائزة "الكرة الذهبية" والتي تُمنح لأفضل لاعب في العالم، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجائزة؛ بسبب جائحة فيروس كورونا.


وبعدها بأيام قليلة، انطلقت منافسات الموسم الرياضي الجديد 2020-2021، مع استمرار غياب الجماهير عن الملاعب، في ظل شكوك حول مستقبل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي رفقة برشلونة، وصدمة بعد رحيل الأوروجواياني لويس سواريز إلى صفوف أتلتيكو مدريد، وانتقال مواطنه إدينسون كافاني إلى مانشستر يونايتد، في الميركاتو الصيفي الماضي.

 

وكان العالم يترقب خلال فترة التوقف مصير الأرجنتيني ليونيل ميسي مع فريقه برشلونة، إذ بعد هزيمة النادي الكتالوني المذلة أمام العملاق البافاري، أعلن الفائز بجائزة الكرة الذهبية ست مرات رغبته في الرحيل من برشلونة، وكثرت العروض والتكهنات بخصوص وجهته المحتملة، ولكنه في النهاية قرر البقاء حتى نهاية عقده في يونيو 2021.

 

جوائز الألعاب الأخرى

خلال الفترة من 31 أغسطس حتى 13 سبتمبر، أقيمت منافسات بطولة أمريكا المفتوحة لكرة المضرب، والتي شهدت تتويج اللاعبة اليابانية ناعومي أوساكا بلقب السيدات، بعد فوزها على البيلاروسية فيكتوريا أزارينكا.

أما في منافسات الرجال، تمكّن الألماني دومينيم تييم من التتويج باللقب، على حساب الألماني ألكسندر زفيريف.

 

خلال الفترة من 27 سبتمبر حتى 11 أكتوبر، أقيمت بطولة فرنسا المفتوحة، والتي شهدت تتويج الشابة البولندية إيجا شفيونتيك، بعد فوزها على بطلة أستراليا المفتوحة صوفيا كينن.

أما في منافسات الرجال، تمكّن الإسباني رافايل نادال من مواصلة فرض سيطرته على البطولة، وأحرز لقبه الـ13، بعد فوزه على الصربي المصنف أولًا نوفاك جوكوفيتش.

 

وفي شهر أكتوبر أيضًا، توّج ليبرون جيمس ببطولة الدوري الأمريكي للمحترفين لكرة السلة، للمرة الـ17 في تاريخه، ليُعادل الإنجاز التاريخي المسجل باسم بوسطن سلتيكس.

 

رحيل دييجو مارادونا

وفي شهر ديسمبر، توّج النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، مهاجم بايرن ميونخ، بجائزة أفضل لاعب في العالم، بعد تتويجه بالثلاثية التاريخية (الدوري الألماني، كأس ألمانيا، دوري أبطال أوروبا).

 

ولكن استكمالًا للأحداث المؤسفة التي شهدها عام 2020، رحيل أسطورة كرة القدم الأرجنتيني دييجو أرماندو مارادونا، الذي أبكى موته مئات الملايين من محبيه، وأعلنت الحكومة الأرجنتينية حالة الحداد 3 أيام، بينما قرر الاتحاد الأرجنتيني إقامة الحداد لمدة 7 أيام حزنًا على رحيله.