رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

موسيماني Vs باتشيكو.. حلم التتويج الثاني أمام الزمالك وبصمة الولاية الثانية

باتشيكو وموسيماني
باتشيكو وموسيماني

قبل أسابيع قليلة، لم يتردد الجنوب أفريقي بيتسو موسيماني المدير الفني للأهلي في توجيه التهنئة إلى السويسري رينيه فايلر المدرب السابق للفريق على تتويج الفريق بلقب الدوري المحلي، وذلك مع استلام درع المسابقة في نهاية الموسم.

ولم يكن موسيماني مخطئا عندما قال إنها بطولة الفريق مع فايلر، لأن المدرب الجنوب أفريقي تولى مسؤولية الفريق بعد حسم اللقب المحلي فعليًا تحت قيادة فايلر، وذلك قبل سبع مراحل كاملة على ختام الموسم ووسط ظروف صعبة بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس كورونا عالميا، والتي ألقت بظلال قاتمة على معظم المنافسات الرياضية في مختلف أنحاء العالم.

ولكن موسيماني سيكون الآن على موعد مع بطولة شارك فايلر في جزء منها، ولكن لا يمكن نسبها إليه حال فوز الفريق بها حيث سيكون موسيماني هو الملك المتوج على عرش هذه النسخة إذا فاز الأهلي على منافسه التقليدي العنيد الزمالك الليلة في المباراة النهائية للبطولة.

وقبل أسابيع قليلة، لم يكن حتى أقرب المقربين من موسيماني يتوقع أن يخوض المدرب الجنوب أفريقي نهائي هذه النسخة لاسيما وأنه ودع مع فريقه السابق صن داونز الجنوب أفريقي فعاليات هذه النسخة من دور الثمانية، على يد الأهلي بقيادة فايلر.

ولكن رحيل السويسري رينيه فايلر عن تدريب الأهلي قبل استكمال مسيرته في هذه النسخة منح موسيماني الفرصة الذهبية لإحراز لقبه الثاني في دوري الأبطال.

وإذا نجح موسيماني في هذا، سيكون حصد اللقب في المرتين على حساب نفس الفريق؛ حيث فاز مع فريقه السابق صن داونز الجنوب أفريقي في نهائي نسخة 2016 على الزمالك تحديدا بالتغلب عليه 3 - 0 ذهابا بجنوب أفريقيا والخسارة أمامه 0 - 1 فقط إيابا على استاد برج العرب بالإسكندرية.

والحقيقة أن موسيماني استحق الحصول على هذه الفرصة الذهبية لخوض النهائي؛ حيث أكد جدارته رغم قصر المدة التي قضاها مع الأهلي، وذلك من خلال الفوز على الوداد البيضاوي المغربي في الدور قبل النهائي للبطولة.

خلال فترة توليه الأهلي، التي بدأت في أكتوبر الماضي، قاد موسيماني الفريق الأحمر في سبع مباريات بمختلف المسابقات، حقق خلالها ستة انتصارات وتعادلا وحيدا، دون أن يتلقى أي خسارة، وأحرز لاعبو الفريق 14 هدفا خلال تلك الفترة، بينما استقبلت شباكهم هدفين فقط.

ستكون هذه هي المباراة الخامسة التي يخوضها موسيماني أمام الزمالك، حيث سبق أن واجه الفريق الأبيض في مباراتين خلال مرحلة المجموعات بنسخة المسابقة عام 2016 مع صن داونز، حيث فاز أولا في القاهرة 2 - 1، ليصبح الفريق الجنوب أفريقي ثالث فريق أجنبي يتغلب على الزمالك في معقله بدوري الأبطال، قبل أن يواصل تفوقه بالفوز 1 - 0 على الفريق المصري بمدينة بريتوريا الجنوب أفريقية، ليتجدد الموعد بينهما مرة أخرى في النهائي الذي توج من خلاله صن داونز بلقبه الوحيد في المسابقة القارية.

ويمتلك موسيماني خبرة لا يستهان بها في الملاعب الأفريقية، حيث بدأ مسيرته التدريبية عام 2001 مع فريق سوبر سبورت يونايتد الجنوب أفريقي، الذي بقي على رأس قيادته الفنية حتى عام 2007، توج خلالها معه بكأس جنوب أفريقيا عام 2005، كما حصل معه على وصافة الدوري الجنوب أفريقي موسمي 2001 - 2002 و2002 - 2003.

وتولى موسيماني منصب المدرب المساعد لمنتخب جنوب أفريقيا ما بين عامي 2006 و2010، حيث كان مساعدا للبرازيلي كارلوس ألبيرتو باريرا مدرب المنتخب الملقب بـ(الأولاد) في بطولة كأس العالم التي استضافتها جنوب أفريقيا قبل ذلك التاريخ بعشرة أعوام، قبل أن يخلفه في منصب المدير الفني للمنتخب، الذي مكث به حتى عام 2012، ليبدأ بعدها مسيرته الحافلة مع صن داونز، التي استمرت حتى العام الحالي.

وتوج موسيماني مع صن داونز بالدوري الجنوب أفريقي خمس مرات، وكأس جنوب أفريقيا مرتين وكأس دوري جنوب أفريقيا مرتين أيضا، بخلاف لقب دوري الأبطال عام 2016، وكأس السوبر الأفريقي في العام التالي.

وحصل موسيماني على العديد من الجوائز الفردية خلال مشواره التدريبي، حيث نال جائزة مدرب العام في أفريقيا عام 2016، وكذلك جائزة أفضل مدرب بدوري جنوب أفريقيا خمس مرات، كان آخرها في موسم 2019 - 2020.

وبعد انتهاء رحلته مع صن داونز، بات موسيماني أول مدرب من القارة السمراء يتولى تدريب الأهلي، حيث يطمح للحصول على باكورة ألقابه مع نادي القرن في أفريقيا من خلال التتويج ببطولة دوري الأبطال، الغائبة عن خزائن القلعة الحمراء منذ سبعة أعوام.

وبعد نحو ست سنوات على رحيله المفاجئ عن تدريب الفريق، تبدو الفرصة سانحة الآن أمام البرتغالي جايمي باتشيكو لترك بصمة حقيقية مع الزمالك عندما يخوض نهائي دوري أبطال أفريقيا أمام المنافس التقليدي العنيد الأهلي.

ويخوض باتشيكو حاليا الولاية الثانية له مع الزمالك حيث سبق له تدريب أصحاب الرداء الأبيض في أواخر 2014 ولكنه رحل بشكل مفاجئ في مطلع 2015 بعدما قاد الفريق في 12 مباراة فقط.

وخلال ولايته الأولى مع الفريق، ترك باتشيكو بصمة ظاهرية حيث حقق الفوز في تسع مباريات وتعادل في اثنتين وخسر مباراة واحدة، ولكنه الآن أصبح على بعد 90 دقيقة وربما 120 دقيقة فقط من استعادة لقب ثمين طال غيابه عن الزمالك حيث كان آخر تتويج للفريق باللقب في 2002 .

وقبل أسابيع قليلة، أنهى الزمالك مسيرته في الدوري المحلي موسم 2019 - 2020 باحتلال المركز الثاني بصعوبة وبفارق 21 نقطة خلف الأهلي نفسه الذي توج باللقب للمرة الثانية والأربعين في تاريخه والخامسة على التوالي قبل نهاية الموسم بسبع مراحل كاملة.

ولكن الطريقة التي عبر بها الزمالك بقيادة باتشيكو المربع الذهبي لدوري الأبطال الأفريقي وفوزه الكبير على الرجاء البيضاوي المغربي، أنعش آمال الجماهير في التتويج باللقب الغائب وذلك تحت قيادة المدرب البرتغالي.

والحقيقة أن باتشيكو عاد لتدريب الزمالك في هذا التوقيت بشيء من الحظ وبشكل مفاجئ لم يكن أحد يتوقعه حيث رحل الفرنسي باتريس كارتيرون عن تدريب الفريق الأبيض بشكل مفاجئ تاركًا المهمة في توقيت عصيب دفع مسؤولي النادي إلى الاستعانة بالمدرب باتشيكو.

خلال فترة توليه الزمالك التي بدأت في أواخر سبتمبر الماضي، قاد باتشيكو الفريق في 8 مباريات بكافة البطولات، حقق خلالها سبعة انتصارات وتعادلا وحيدا، دون أن يتلقى أي خسارة حتى الآن، وسجل لاعبو الفريق 14 هدفا، في حين منيت شباكهم بخمسة أهداف.

وستكون هذه هي المواجهة الأولى لباتشيكو أمام الأهلي، حيث لم يسبق له أن التقى الفريق الأحمر خلال الـ82 يومًا التي قضاها في ولايته الأولى مع الزمالك.

بعدما أنهى مسيرته الحافلة داخل المستطيل الأخضر، التي التحق خلالها بعدد من الأندية الكبرى في البرتغال على رأسها بورتو وسبورتنج لشبونة، بالإضافة لمشاركته في 24 مباراة دولية مع منتخب البرتغال، الذي لعب معه بطولتي كأس الأمم الأوروبية بفرنسا عام 1984 وكأس العالم في المكسيك عام 1986، بدأ باتشيكو مسيرته التدريبية عام 1992 مع فريق باكوس فيريرا.

وتولى باتشيكو تدريب العديد من الأندية البرتغالية مثل ريو آفي ويونياو دي لاماس وفيتوريا جيمارايش وبوافيشتا وبيلينينسش، بالإضافة لريال مايوركا الإسباني.

ويمتلك باتشيكو تجربتين مع كرة القدم الصينية، حيث تولى تدريب فريقي بكين سينوبو جوان وتيانجين تيدا، كما سبق له العمل في المنطقة العربية من خلال تدريبه فريق الشباب السعودي في ولايتين كانت الأولى خلال الفترة من 2009 حتى 2010، والثانية عام 2015.

وخلال مشواره التدريبي، حصل باتشيكو على لقبين فقط هما الدوري البرتغالي مع بوافيشتا موسم 2000 - 2001 ، وكأس الأمير فيصل بن فهد مع الشباب موسم 2009 - 2010.

ويحلم باتشيكو بأن يعيد لقب دوري أبطال أفريقيا إلى خزينة بطولات الزمالك، الغائبة عنه منذ 18 عاما، وأن يصبح أول مدرب برتغالي يقود الفريق الأبيض للتتويج بأحد الألقاب القارية.