رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

والده حرق ملابسه لمنعه من كرة القدم.. معلومات وأسرار لا تعرفها عن عصام الحضري بعد اعتزاله

الكابتن

أعلن الحارس المخضرم عصام الحضري اعتزال كرة القدم بشكل نهائي، للمرة الرابعة أو الخامسة تقريبا، لكنها هذه المرة قد يبدو قرارا نهائيا لا رجعة فيه من قبل الحارس التاريخي لمنتخب مصر بعد أن تراجع منذ أيام قليلة عن الاعتزال ويكشف عن تلقيه عرضا من أحد الأندية الحديثة.

واستقر الحضري الذي نشر عدة تغريدة عبر حسابه على تويتر، على خوضه مجال تدريب حراس المرمى خلال الفترة المقبلة، حيث كشف في وقت سابق عن رغبته في العمل بأحد الأجهزة الفنية للمنتخبات الكبيرة وعن أمله في العمل بالجهاز الفني للمنتخب الوطني.

ونستعرض في التقرير التالي بعض المعلومات والأسرار الجديدة التي نكشفها لأول مرة في حياة الحضري المليئة بالإصرار والتحدي.

حارس بدرجة مهاجم

وُلد عصام كمال توفيق الحضري يوم 15 يناير عام 1973 بمدينة دمياط في مصر وتحديدا في كفر البطيخ.

بدأ مشواره مع كرة القدم وعمره 6 أعوام في شوارع قريته الصغيرة، والغريب أنه بدأ لاعبا وكان مهاجما فذا يسجل العديد من الأهداف حتى اضطر في إحدى المباريات اضطر للوقوف مكان حارس فريقه، وكانت هذه نقطة انطلاق الحضري التي شكلت مستقبله المهني في عالم الساحرة المستديرة.


والده كان يرفض دخوله عالم كرة القدم 

والده لم يكن يرغب في دخوله عالم كرة القدم وفي الوقت نفسه لم يرغب في عمله بالورشة الصغيرة التي كان يمتلكها.

والده كان يأمل في استكمال عصام دراسته حتى المرحلة الجامعية، إلا أن عصام كان لديه حلما مختلفا بعد أن سيطرت كرة القدم على عقله وهو ما أثار غضب الوالد الذي حاول بشتى الطرق منعه حتى أنه قام بحرق ملابس التدريب الخاصة به أكثر من مرة من أجل منعه من الذهاب إلى التدريب والتركيز في دراسته.

الحضري لم يستسلم وواصل عناده، حتى أنه عندما وصل إلى المرحلة الثانوية انضم إلى المدرسة الزراعية في قريته لأنها كانت تمتلك أقوى فريق كرة قدم مقارنةً بباقي الفرق في المدارس الثانوية الأخرى بالقرية.

بعد فترة قصيرة كان الحضري هو الحارس الأفضل في دوري المدارس الثانوية على مستوى محافظة دمياط.


هدف كايزر تشيفز ليس صدفة 

الهدف التاريخي الذي سجله الحضري في شباك كايزر تشيفز الجنوب أفريقي عندما كان حارسا للأهلي في مباراة كأس السوبر الأفريقي، لم يُسجل بالصدفة حيث سبق وأن كرر الحضري هذا الأمر خاصةً خلال مشاركاته في دوري المدارس بسبب إجادته ركل الكرة لمسافة بعيدة وهو ما جعل المعلمين في مدرسته يلاحظون تطور موهبته ليتم ترشيحه للانضمام لفريق تحت 21 عاما في نادي دمياط.


والده يواصل محاربته ويمنعه من الحصول على أموال

والده كان غاضبا منه بشدة ورفض منحه أي أموال للمشاركة في تدريبات فريق دمياط، كنوع من الضغط على نجله حتى يتخذ قرارا بالابتعاد عن كرة القدم، لكن عصام لم يستسلم وكان يركض كل يوم مسافة 7 كم من كفر البطيخ إلى مدينة دمياط من أجل المشاركة في تدريبات الفريق، كل هذا جعل الحضري أكثر تصميما وعزيمة من أجل تحقيق أهدافه بعد ذلك.

بفضل موهبته الكبيرة تم تصعيده للمشاركة مع الفريق الأول بنادي دمياط في الدرجة الثانية وعمره 17 عاما وقضى قرابة 4 مواسم حارسا أساسيا.


نقطة التحول 

نقطة التحول في مسيرة الحضري كانت موسم 93-94، عندما تولى الهولندي نول دي راوتر قيادة المنتخب الوطني خلفا للشيخ طه إسماعيل قبل أن يسمع عن عصام الحضري وتألقه مع فريق دمياط ليقرر الذهاب لمشاهدته في مباراة جمعت بين دمياط وبورفؤاد والتي تألق فيها الحضري وحافظ على شباكه نظيفة ليقرر المدرب ضمه لمعسكر الفريق الوطني.

انضمام الحضري للمنتخب في ذلك الوقت كان إنجازا كبيرا خاصةً ان هذه كانت المرة الأولى التي ينضم فيها حارس من الدرجة الثانية للمنتخب الوطني الأول.

كان ترتيبه الرابع بين حراس المنتخب بعد شوبير ونادر السيد وسعفان الصغير.


صالح سليم يطلب مقابلة الحضري 

في نفس الموسم، طلب صالح سليم رئيس الأهلي في ذلك الوقت مقابلة الحضري وسأله إذا كان يرغب في الانضمام للنادي الأهلي أم لا، وبالفعل وافق الحارس على الانتقال للقلعة الحمراء ووقع على العقود في الجلسة ذاتها.

وطلب الحضري تأجيل الإعلان عن انتقاله للأهلي لحين استكمال الموسم مع دمياط ومساعدة الفريق على الصعود للدوري الممتاز.

وعلى مدار 6 أشهر حاول الزمالك التعاقد مع حارس دمياط إلا أنه كان قد وقع على عقود انتقاله للأهلي.


وصفه جوزيه بـ"المستهتر"

بعد صعود الأهلي إلى دور المجموعات من بطولة دوري أبطال أفريقيا عام 2005 بشق الأنفس عقب التعادل مع اتحاد العاصمة الجزائري في القاهرة 2-2 في إياب دور الـ16، دخل البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للأهلي غرفة خلع الملابس غاضبا وقام بركل الباب قبل أن يوجه حديثه للحضري واصفا إياه بالمستهتر وغير القادر على تحمل المسؤولية بسبب الأخطاء الفادحة التي ارتكبها في المباراة والتي كادت أن تطيح بالأهلي من البطولة.

وقرر جوزيه سحب شارة القيادة منه ومنحها لشادي محمد في ذلك الوقت، وهو القرار الذي غيّر مسيرة الحضري رأسا على عقب وزاد الحارس إصرارا بعد ذلك.

وعلى الرغم من تألق الحضري مع الأهلي وقيادة المارد الأحمر للعديد من الألقاب بعد هذه الواقعة إلا أن الفجوة في العلاقة بين الحضري وجوزيه ظلت موجودة إلى يومنا هذا.