رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر بيلسا.. مجنون أعاد ليدز إلى المجد بعد 16 عاما

الكابتن

النجاح في الحياة بصفة عامة وفي عالم كرة القدم بصفة خاصة يتحقق بالاختلاف بعيدا عن التقليدية والنمطية، فالشخص المختلف الذي يؤمن جيدا بقدراته وإمكانياته ويخطط لأهدافه دائما ما يحقق النجاح مهما واجهته الصعاب.

وهنا نتحدث عن حالة مختلفة، نجحت في انتشال فريق صاحب شعبية كبيرة في إنجلترا من قاع الظلمات ودوريات الدرجة الأدنى إلى البريميرليج وهو فريق ليدز يونايتد الذي صعد إلى الدوري الإنجليزي لأول مرة بعد غياب 16 عاما، وذلك على يد مدرب صاحب عقلية وأسلوب مختلف يُدعى "مارسيلو بيلسا".

ويعد بيلسا واحد من أكثر المدربين المعروفين دائما بأنه مثير للجدل بسبب أفكاره وأساليبه التدريبية التي دائما ما تخرج عن المألوف حتى أُطلق عليه لقب "المجنون".

أساليب بيلسا أصبحت مقصدا للعديد من المدربين الذين صاروا على دربه أمثال مواطنيه دييجو سيميوني وماوريسيو بوتشيتينو وبيب جوارديولا.

كما يُعرف دائما على الأرجنتيني بأنه لا يحب تدريب الفرق الكبرى، ويجيد دائما صناعة الفرق والمشاريع الكروية التي تصبح مميزة فيما بعد وهو ما يفعله حاليا مع ليدز يونايتد الذي قاده للبريميرليج للمرة الأولى بعد غياب 16 عاما، وذلك في الموسم الثاني للأرجنتيني مع الفريق.

وكاد بيلسا أن يقود ليدز إلى البريميرليج في الموسم الأول له العام الماضي لكنه خسر بركلات الترجيح في المباراة الفاصلة "البلاي أوف" أمام أستون فيلا ليتأجل حلمه لعام آخر لكنه استطاع هذه المرة أن يعود بالفريق إلى البريميرليج.

والغريب في الأمر، أن المشجعين في إنجلترا بصفة عامة وليدز يونايتد بصفة خاصة لم يكونوا يعرفون شيئا عن المدرب الأرجنتيني، لكنه أثبت أنه شخصية مثيرة للاهتمام فهو يجلس بأعصاب باردة على دكة الاحتياط خلال المباريات، ولا يخشى إجراء تبديلات في الشوط الأول إذا لم تسير الأمور على ما يرام ، ويستخدم مترجم لمساعدته في المقابلات والتواصل مع لاعبيه، رغم أن مستواه في اللغة الإنجليزية جيد.

مسيرة متواضعة في الملاعب 

اعتزل بيلسا ممارسة كرة القدم وعمره 25 عاما فقط وذلك بسبب افتقاده سمات اللاعب الجيد في مركز المدافع كالقوة والسرعة وهو ما جعله يعتزل مبكرا ليقرر الاتجاه إلى عالم التدريب.


3/3/3/1

تعد هذه الطريقة هي الرسم التكتيكي المفضل لبيلسا، وهو أول من ابتكر هذه الطريقة عندما أصبح مدربا لمنتخب الأرجنتين قبل كوبا أمريكا عام 1999.

ولم تفلح هذه الطريقة الجديدة مع لاعبي التانجو في البطولة حيث ودعوا الكوبا من الدور ربع النهائي وهو ما جعل الصحافة الأرجنتينية تلقي باللوم عليه قبل أن يعد الاتحاد الأرجنتيني بأنه سيقود الفريق للتتويج بمونديال 2002.

وعلى الرغم أن منتخب الأرجنتين تحت قيادته أظهر أداءً رائعًا في تصفيات مونديال 2002، حيث جمع الفريق 43 نقطة من 18 مباراة وهو رقم قياسي للفريق في تصفيات أمريكا اللاتينية الأقوى في العالم، لكنه في النهائيات ودع الفريق المسابقة من دور المجموعات رغم وجود لاعبين مميزين أمثال باتيستوتا وأورتيجا ودييجو سيميوني وروبرتو أيالا وبابلو سورين.

ولا تبدو مسيرة بيلسا قوية فكل ما حققه هو الفوز بالدوري الأرجنتيني وذهبية أوليمبياد 2004، لكنه صار ملهما للكثير من المدربين كما خرج من تحت عباءته العديد من اللاعبين الذين صاروا نجوما في الكرة الأرجنتينية.


بيلسا سر نجاح زيدان 

الجميع الأن يشاهد إنجازات الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد الذي فاز بـ11 لقبا في 209 مباراة قاد فيها الفريق الملكي، لكن القليل يعلم أن "زيزو" كان يقضي يومه بمقر نادي مارسيليا لمعايشة تدريبات بيلسا الفريدة والمبتكرة.


بيلسا يثير الضجة في إنجلترا 

عندما تولى الأرجنتيني قيادة فريق ليدز يونايتد، أثار ضجة كبيرة حيث قام بتركيب "سريرا" للنوم في ملعب التدريب، كما قام بمعارضة أساليب التدريب الإنجليزي وقام بتحويل موعد تدريبات الفريق إلى توقيت دائم من التاسعة إلى الخامسة صباحا فضلا عن حرصه على حضور اللاعبين لمحاضرات مكثفة لدراسة خصومهم.

كما اعترف الأرجنتيني "المجنون" أنه أرسل شخصا من نادي ليدز للتجسس على تدريبات فريق ديربي كاونتي قبل مواجهة الفريقين العام الماضي في قمة الشامبيونشيب.

ولعل كل ما ذٌكر يفسر جيدا السبب وراء قراره بعدم تدريب الفرق الكبيرة، خاصةً أن أفكاره التدريبية المختلفة وأساليبه في كرة القدم الحديثة لا تناسب الفرق الكبرى التي تصبح مُسلط عليها الاهتمام الإعلامي الكبير والتي قد تتسبب واقعة مثل واقعة التجسس في خسائر مادية كبيرة وتضعه في ورطة على عكس أندية الوسط والفرق الصغيرة والتي يفرض عليها أسلوبه ويصبح اللاعبون طوعا له.