رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكرار تجربة جوارديولا.. لماذا يرحب بيراميدز بالتفريط في "دونجا"؟

الكابتن

يبدو أن نادي بيراميدز يدخل منافسات الموسم المقبل، بخطط وسياسات واضحة سواء إداريا أو حتى في الجوانب الفنية، بداية من تخفيض عقود اللاعبين المبالغ فيها والتي تم إبرامها في عهد تركي آل شيخ ومحاولة تغيير الصورة الذهنية للنادي صاحب الأموال التي لا حصر لها إلى فريق يلعب من أجل تحقيق البطولات وكيان يستحق التضحية من أجله، إلى أن وصلنا للتفاوض مع بعض المديرين الفنيين على تولي المسؤولية الفنية بدلا من الكرواتي أنتي تشاتيتش.

 

مقدمات المشهد الحالي في نادي بيراميدز، وبناءعلى بعض الخطوات التي إتخذتها الإدارة والتي ستتخذها وفقا لاستنتاجاتنا من حديث بعض المسؤولين عن التخطيط للكرة في الفريق السماوي، تقودنا إلى أننا أمام بيراميدز جديد في المواسم المقبلة سواء إداريا أو فنيا.

 

تحدثنا في التقرير المرفق عن خطة نادي بيراميدز للتخلص مما صنعه ترك آل شيخ رئيس النادي السابق، والذي شمل جزء إداريا كبيرا وارتباط جزئي بالجانب الفني، ولكن نحن هنا الآن لنتتبع بعض مؤشرات التخطيط في بيراميدز، على المستوي الفني للفريق السماوي، ولعل أهم هذه النقاط، هو فتح الباب أمام نبيل عماد "دونجا" أحد أهم لاعبي الفريق، للرحيل عن الفريق على المدي القريب، على الرغم من تجديد التعاقد معه لمدة 4 سنوات، بعدما كان ينتهي عقده بنهاية موسم 2021.

 

في البداية، كيف استفاد بيراميدز من إمكانيات نبيل "دونجا" في الموسم الجاري؟

يخوض بيراميدز أغلب مبارياته التي يشارك بها نبيل عماد دونجا بخطة 4-1-4-1، يلعب دونجا في أحضان الرباعي الخلفي، يقوم بمهام هجومية طفيفة قد تنعدم في حالة قوة منافس يشن غارات على الفريق السماوي.

 

إمكانيات دونجا الدفاعية قوية للغاية، وهو ما جعل المديرون الفنيون خصوصا مع ديسابر وتشاتيتش يعتمدان عليه وحيدا في وسط الملعب المدافع، بما يجعله مقيد في إظهار إمكانياته الهجومية، حيث سجل دونجا الموسم الجاري هدفين فقط من أصل 31 مشاركة، وكان قد حقق دونجا نفس المعدل التهديفي في 18 مباراة فقط من موسم 2018-2019، تحت قيادة رامون دياز.

 

دونجا لاعب "كوير" ولكن يحتاج لمساحة لإظهار إمكانياته الهجومية وهو ما لم يجده في بيراميدز تحت ولاية تشاتيتش ومن قبله ديسابر، لاعب بهذه المواصفات التي نتحدث عنها ليس من الغريب أن تؤهله لتحقيق مطامع أندية كبيرة كالأهلي والزمالك وإلميريا الإسباني.

 

تحدث "الكابتن" مع أحد أفراد الجهاز الفني لبيراميدز ليوجه له سؤالا واضحا: كيف يمكنكم تعويض دونجا حال رحيله؟

 

وجاءت الإجابة كالتالي: لن نحتاج لتعويض دونجا الذي تعرفه هذا الموسم، نحن نسعى لتغيير مهامه بشكل جذري في الموسم المقبل، بما يخدم سياستنا الفنية التي نرغب في تنفيذها بداية من الموسم المقبل، لذلك لن نبحث عن لاعب بنفس المهام التي يؤديها دونجا في الموسم الجاري، بل لاعب يشبه المهام الجديدة التي سنساعد دونجا على تأديتها لأنه بالفعل يمتلكها لكنه لم يخرجها حتى الآن".

 

بيراميدز يسعي لتغيير أسلوب لعب الفريق خاصة في منطقة وسط الملعب، لذلك يسعي لاستقطاب بعض اللاعبين "الأذكياء" القادرين على السيطرة على الكرة بشكل جيد ولديهم مهارات التسليم والتسلم من وضع الحركة والتحكم في إيقاع اللعب، وإرسال كرات طولية في عمق دفاعات الخصم.

 

ممثل الجهاز الفني لبيراميدز أكد أن نبيل دونجا لديه إمكانيات كبيرة تخدم هذه السياسة التي شبهها بجوارديولا مع برشلونة باستخدام لاعبين أمثال بوسكيتس وإنيستا وتشافي هيرنانديز وليونيل ميسي وبيدرو رودريجز، جميعهم ليس لديهم إمكانيات دفاعية، ولكنهم "أذكياء" في السيطرة على إيقاع اللعب.

 

بمقارنة حديث المصدر عن سياسة جوارديولا في الاستحواذ على الكرة، مع أسماء لاعبي وسط الملعب الذين ارتبطت أسماؤهم بالانتقال إلى بيراميدز في الفترة الأخيرة، نجد أن بعضهم يخدم هذه السياسة أمثال محمد عبد العاطي لاعب دجلة، وعمار حمدي وناصر ماهر وأحمد حمدي، كلها لاعبين تفضل الاستحواذ على الكرة وليس الالتحامات والتدخلات القوية، مع وجود البوركيني إيريك تراوري وعبد الله السعيد ومحمود حمادة وعمر جابر، ستكون هناك حصيلة جيدة في وسط الملعب قادرة على تنفيذ المطلوب.

 

ولأن تعدد الحلول مطلوب في كرة القدم أكد المصدر أن المهام الدفاعية أيضا لن يجد فيها الفريق أي أزمة إذا لزم الأمر، فلديهم لاعبين أقوياء في الالتحامات وأصحاب مجهود بدني وفير مثل أحمد توفيق وأحمد فتحي ومحمد فتحي لاعب الإسماعيلي السابق.

 

إيهاب جلال وتاكيس جونياس:

رحيل تشاتيتش عن بيراميدز أصبح مسألة وقت، فبند صرف الـ 3 شهور للمدير الفني الكرواتي، في حالة فسخ التعاقد من جانب بيراميدز، جعل المسؤولون ينتظرون لانتهاء الموسم الجاري، لفسخ التعاقد دون شروط جزائية.

 

ولعل أبرز الأسماء التي تتردد بقوة لخلافة الكرواتي هما إيهاب جلال المدير الفني لمصر المقاصة، واليوناني تاكيس جونياس مدرب وادي دجلة السابق الذي يلقبه المصريون بالفيلسوف نظرا لقدرة أي فريق يقوم بإدارته على السيطرة على مجريات اللعب بما يشبه سياسة جوارديولا.

 

وعلي الجانب الآخر إيهاب جلال الذي صنع اسمه مع المقاصة، بقيادة الفريق الفيومي إلى المربع الذهبي بالدوري المصري لموسميين متتاليين، نجح فيهما في وضع اسمه ضمن أفضل المدربين المصريين في الوقت الحالي.

 

فبالعودة إلى سياسة إيهاب جلال في إدارة وسط ملعب فريق المقاصة، ونوعية اللاعب الذي يفضله في الوسط لتنفيذ سياسة السيطرة والاستحواذ، سنجد اعتماده على هشام محمد وأحمد داوودا، وأمامهما أحمد الشيخ وعمرو بركات، ولاعبين في الوسط ليس لديهما قدرات دفاعية، فحتى على مستوى القيادة الفنية الجديدة سنجد أن سبل التخطيط تتلاقى سواء إداريا أو فنيا على مستوي اللاعبين أو الإدارة الفنية.

 

ولهذه الأسباب التي ذكرناها لن يكون رحيل دونجا عائقا أمام السياسة التي يسعي المسؤولون في بيراميدز لتحقيقها، فهل ينجح بيراميدز في تنفيذ سياسة جوارديولا وإشعارنا بأن الفريق لم يفتقد جهود "المحارب دونجا"؟.