رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

ديفيد لويز.. لا تسألوني عن أخطاء الغير

الكابتن

هناك نوعية من المدربين لا يفضلون لاعب قلب الدفاع التقليدي الصلد الذي يتلخص دوره فقط في استخلاص الكرة، والتشتيت، ولكنهم يحبذون لاعب قلب الدفاع العصري الذي يجمع بين القوة الجسمانية، واجادة التمرير، والقدرة على بناء الهجمة من الخلف، وهو ما يوضح السر في لجوء بعض المدربين إلى توظيف اللاعب البرازيلي ديفيد لويز في مركز قلب الدفاع بالرغم من أخطاءه الكارثية الكثيرة، ولكن أثبتت التجربة قد يكون لاعبا يجمع كل هذه الصفات، ولكنه لا يصلح أن يكون قلب دفاع الذي يجب أن يتمير لاعبه بمميزات أخرى مثل التمركز الصحيح، والسرعة، والقدرة على استخلاص الكرة دون ارتكاب خطأ أو عند الضرورة ولا مفر ارتكاب خطأ تكتيكي، وليس ارتكاب خطأ داخل منطقة الجزاء، وبالتالي لا تتوفر هذه الصفات في ديفيد لويز، وثبت بالدليل القاطع أنه لا يصلح أن يكون قلب دفاع، ففي هذا الموسم فقط مع فريق آرسنال على سبيل المثال تسبب في 4 ضربات جزاء ضد فريقه، وحصل على كارتين حمراوين، وهذا معناه أنه لاعب متهور إلى حد كبير، وفاقد الإحساس بالمكان بالإضافة إلى الهفوات الدفاعية التي كلفت فريقه أهدافا مثل الهفوة التي سجل منها رحيم ستيرلينج لاعب مانشستر سيتي هدفا في مباراة أمس في الأسبوع الـ28 في بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز، وأيضا التغطية الدفاعية السيئة كما أنه لا يجيد رقابة رجل لرجل، وضعيف بشكل عام في موقف واحد ضد واحد، وسهل المراوغة، وهو ما فعله معه على سبيل المثال محمد صلاح لاعب فريق ليفربول، وأحرز هدفا منه في شباك آرسنال.

كما أن ديفيد لويز أحيانا يتفلسف، ففي إحدى المباريات حاول أن يراوغ لاعبا بشكل جمالي ينتزع بها آهات الجماهير، فكانت النتيجة أنه فقد الكرة في منطقة وسط الملعب،وأفسد هجمة على فريقه، وتسبب في هجوم مرتد على فريقه انتهى بهدف في مرمى آرسنال.

مباراة مانشستر سيتي والارسنال هي التي فتحت من جديد باب الهجوم على ديفيد لويز بسبب أخطاءه التي كانت سببا مباشرا في هزيمة فريقة بثلاثية نظيفة، وراح كل واحد يتذكر، ويتحدث، ويعدد أخطاءه القاتلة، والمتكررة.

 ولم تقتصر ذكر أخطاءه فقط مع الأندية ولكنها امتدت إلى المنتخب البرازيلي، وأعادوا إلى الأذهان هزيمة المنتخب البرازيلي الساحقة، والأثقل في تاريخه على أرضه أمام المنتخب الألماني بنتيجة 1 – 7 في دور قبل النهائي في نهائيات كأس العالم 2014 ، وحمل الكثيرون الهزيمة إلى قلبي الدفاع، وكان أحدهما هو ديفيد لويز، ولكن البرتغالي جوزيه مورينيو برأ ديفيد لويز، ولم يحمله مسئولية الأهداف السبعة، ولكنه حمل المنتخب بالكامل، وصف المنتخب البرازيلي ككل أنه كان في أسوأ حالاته.

ويدرك مورينيو جيدا حين كان مديرا فنيا لتشيلسي امكانات ديفيد لويز، فكان يستعين به في مركز خط الوسط المدافع أي أمام قلبي الدفاع، وقليلا ما كان يلعب قلب دفاع عند وجود نقص فقط في هذا المركز.

والمدرب الآخر الذي تفهم قدرات ديفيد لويز هو الإيطالي أنطونيو كونتي حين كان أيضا مديرا فنيا لتشيسي، وكونتي معروف بطريقة 3 – 5 – 2، فكان ديفيد لويز يلعب دور الظهير الحر خلف قلبي الدفاع.

وكان كونتي قد أشاد كثيرا بديفيد لويز قبل بداية موسم 2016 – 2017  مؤكدا أنه لاعب جيد رافضا كل ما يقال عنه، وأن لديه أسلوب رائع في اللعب، ويتسم بالقوة، وقادر على بناء الهجمات، ووصفه كونتي أنه من أفضل المدافعين على مستوى العالم، وبالفعل مع كونتي كانت أخطاء ديفيد لويز قليلة.

إذن المدربين الذين يوظفون ديفيد لويز في مركز قلب الدفاع هم من يتحملون أخطاءه بدليل نجاحه مع كونتي، ومورينيو.