رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (15).. ويليام منساه لـ «الكابتن»: المشير طنطاوي استدعاني من أجل الانضمام لحرس الحدود.. وطارق العشرى كان بمثابة الأب

ويليام منساه
ويليام منساه

شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

ويليام منساه

يعد الغاني ويليام منساه، ضمن اللاعبين الاجانب الذين حظيوا بفرصة اللعب في الدوري المصري الممتاز.

بدأ منساه، مسيرته في مصر عام 1999، عندما انضم لصفوف نادي سوهاج، ومنه إلى نادي طنطا، إلى أن جاءت فرصة رائعة، باللعب لصفوف فريق حرس الحدود، الذي استمر معه ثلاث مواسم، قبل أن يخرج لخوض تجربة احترافية مع ليرس البلجيكي.

وبعد مسيرة قصيرة مع ليرس، عاد المدافع الغاني، لمصر مرة أخرى، ولكن عبر بوابة وادي دجلة، إلا مسيرته لم تستمر كثيرًا بسبب توقف النشاط الكروي في مصر، في أعقاب حادثة ستاد بورسعيد، ليخرج معارًا إلى صفوف فريق ترنهاوت البلجيكي، قبل أن يغادر الأراضي المصرية، متجهًا لخوض تجربة احترافية في ماليزيا والسعودية.



تواصل "الكابتن" مع ويليام منساه ليحكى لنا مسيرته في الدوري المصري، وأبرز ذكرياته ولحظاته الرائعة مع فريقي حرس الحدود ووادي دجلة، وكذلك تجربته الاحترافية في بلجيكا مع فريقي ليرس وترنهاوت.

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم بعد الاعتزال؟

أعمل الآن كمدرب في أكاديمية بيتيمينز رويال، وهي إحدي أكاديميات كرة القدم في غانا.

متي وأين بدأت مسيرتك مع كرة القدم قبل الانتقال إلى الدوري المصري الممتاز؟

بدأت مسيرتي الكروية مع في غانا مع فريق (مايتي فيكتوري)، ومنه إلى صفوف فريق أشانتي جولد فيلدز، قبل أن انتقل لفريق (أكرا جريت أوليمبيكس).

كيف بدأت مسيرتك الكروية في مصر؟

بداية مسيرتي في مصر، كانت عام 1999، عن طريق وكيل لاعبين، أحضر لي عرضًا للعب في الدوري المصري، حيث وقعت عقدًا مع فريق سوهاج، الذي سعدت باللعب معه عندما شارك (آنذاك) في الدوري الممتاز.

وبعدين نحو موسمين ونصف قضيتها مع سوهاج، تعاقد معي نادي طنطا، لكي أساعدهم في الصعود إلى الدوري الممتاز، وتمكنت بفضل الله في المساهمة في تحقيق تلك المهمة.

كيف انتقلت لفريق حرس الحدود؟

كنت في وقتها لاعبًا بفريق طنطا، وكان هناك اهتمامًا من سبعة أندية من أجل الحصول على خدماتي، وهي حرس الحدود، الأهلي، والزمالك، وطلائع الجيش، والاتحاد السكندري، وإنبي، وبتروجيت.

في أحد الأيام، فوجئت بحضور ظابط بالقوات المسلحة للنادي، وأبلغني بوجود استدعاء من جانب المشير محمد حسين طنطاوي (وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة في ذلك الوقت)، الذي طلب مقابلتي بشأن الانضمام لحرس الحدود.

في مساء ذلك اليوم، سافرت ليلًا من طنطا إلى القاهرة، من أجل مقابلة المشير طنطاوي، ثم وقعتها بعدها عقدًا مع فريق حرس الحدود.

كنت أحب اللعب لفريق حرس الحدود، خاصة وأن زميلي ومواطني صامويل كيرا، لعب من قبل لهذا الفريق. وكنت أعرف جميع لاعبي الفريق، لذا قررت التوقيع والانضمام للحرس لمدة 4 مواسم.

قضيت 3 مواسم مع حرس الحدود، فكيف تقيم الفترة التي قضيتها مع الفريق؟

قضيت فترة رائعة مع حرس الحدود، وقدمت معه مباريات رائعة. قدمت مع الفريق، مستويات هي الأبرز في مسيرتي الكروية. 

وحرس الحدود، كان الفريق الأبرز والأهم في مشواري كلاعب.



كنا بمثابة أسرة واحدة، والتنافس بين اللاعبين، كان رائعًا، وهذا ما كان يميز الفريق، الذي كان يضم وقتها عدة لاعبين يلعبوا للمنتخب الوطني، مثل هاني سعيد وأحمد عيدعبدالملك وأحمد عبدالغني.

وبفضل الله، شاركت في جميع المباريات مع حرس الحدود، وكان تألقًا مع الفريق، سببًا في استدعائي لمنتخب غانا، في ذلك الوقت.







ما هي أبرز اللحظات السعيدة لك مع حرس الحدود؟

بالتأكيد الفوز بكأس مصر موسم 2008-2009، هو من أسعد لحظاتي مع حرس الحدود. تمكنا من الفوز على إنبي، بهدف نظيف، في المباراة النهائية، التي أقيمت باستاد القاهرة. وسر سعادتي بتلك البطولة، كونها الأولى لحرس الحدود في تاريخه.

وقبل هذه البطولة، قد تمكنا من الفوز علي إنبي، مرتين في بطولة الدوري، 3-0 في الأسكندرية، ثم 4-2 في ملعب بتروسبورت.






لعبت في حرس الحدود تحت قيادة المدرب طارق العشري، فماذا تقول عنه؟

طارق العشري مدرب محترم ورائع بمعني الكلمة، فهو كان بمثابة والدي. كان له الفضل في تطوري كمدافع، حتي أصبحت أحد أفضل لاعبي قلب الدفاع في الدوري المصري، في ذلك الوقت، حيث علمني كيفية اللعب والتحرك كمدافع في طريقة (4-4-2).

طارق العشري كان يكن لي محبة شديدة، لدرجة أن زملائي بالفريق، أطلقوا علي اسم (ويليام العشري) (قالها ضاحكًا).

من هم أبرز اللاعبين الذين لعبت معهم في فريق حرس الحدود؟

كان الفريق في ذلك الوقت، يضم عددًا من اللاعبين الرائعين والمميزين، أمثال أحمد عيدعبدالملك، محمد جودة، هاني سعيد، وغيرهم.



خضت تجربة اللعب مع فريق ليرس البلجيكي، فكيف تقيم مسيرتك معه؟

بعد ثلاثة مواسم قضيتها في حرس الحدود، انتقلت للعب في ليرس. وكانت تجربة جيدة بالنسبة لي
وهناك، لعبت رفقة عدد من نجوم الدوري المصري، أمثال دودو الجباس، وأكوتي منساه، وأحمد سمير، ومحمد عبدالواحد.



والشيء المميز الذي لاحظته خلال مسيرتي مع ليرس، أن اللاعبين الذين قدموا من الدوري المصري، كانوا يقدمون أداءً أفضل بكثير من اللاعبين الأوروبين.

كان المدير الفني للفريق (آنذاك) يعتمد علينا بشكل كبير، في التشكيل الأساسي، وهو ما أثار استغراب الجماهير.

لذلك، أرى أن أى لاعب سبق له اللعب بالدوري المصري، سيكون بإمكانه اللعب في أى دوري آخر.



بعد مسيرة مع ليرس البلجيكي، خضت تجربة احترافية مع فريق وادي دجلة، فكيف تقيم مسيرتك مع الفريق؟

انتقلت لصفوف وادي دجلة، قادمًا من من ليرس البلجيكي، حيث وقعت عقدًا مع الفريق لمدة موسم واحد.

قدمت أداءً متميزًا خلال هذا الموسم، وهو ما دفع إدارة النادي للجلوس معي بشأن البقاء مع الفريق، قبل أن أقوم بتجديد عقدي مع وادي دجلة لثلاث مواسم أخرى، لعبت منهم موسمًا واحدًا قبل توقف النشاط الكروي.

أكن كل الحب والاحترام لفريق وادي دجلة، واعتز بمسيرتي معه. لقد اعتزلت الكرة منذ عدة سنوات، وبالرغم ذلك، إذا طلبتي إدارة وادي دجلة، اليوم، للعب مع الفريق، سأوافق بكل حب وترحاب. 

لقد عاملوني بشكل جيد، عندما كنت متواجدًا هناك. فأنا أحب وأقدر جميع مسئولى النادي، بداية من ماجد سامي، مالك النادي، وحتي أصغر مسئول. فالجميع هناك يتحلون باحترافية عالية.

لعبت أيضًا في بلجيكا مع فريق ترنهاوت، فكيف تقيم مسيرتك معه؟

في ظل عدم وجود مسابقة دوري في ذلك الوقت، قرر ماجد سامي، مالك نادي وادي دجلة، قرر إعارة عدد من لاعبي وادي دجلة، إلى بلجيكا والانضمام إلى صفوف ترنهاوت، الذي كان يلعب في دوري الدرجة الثالثة.

في ذلك الوقت، كان ترانهاوت في موقف صعب في جدول الدوري، حيث كان يتبقي 13 مباراة، على نهاية المسابقة.



وقرر ماجد سامي (آنذاك)، تسريح عدد من لاعبي الفريق، واستدعاء لاعبي وادي دجلة للعب في المباريات المتبقية، كان من بينهم أنا وعاشور التقي، ومصطفى شبيطة.

وكنا في مهمة مستحيلة (على غرار الفيلم الأمريكي الشهير)، من أجل تحقيق الفوز في كافة المباريات، من أجل الصعود لدوري الدرجة الثانية. وبالفعل تمكنا من تحقيق الفوز في 11 مباراة، وتعادلنا في مباراتين، ليصعد الفريق إلى الدرجة الأعلي.



كيف رحلت عن فريق وادي دجلة؟

بعد الثورة، ظللنا لما يقرب من عام ونصف دون نشاط رياضي بسبب التوقف.

وبعد عودة كافة اللاعبين من الأجازة، عقدت إدارة وادي دجلة، جلسة معي لمناقشة مستقبلي، خاصة وأن راتبي كان كبيرًا.

قررت بعدها الرحيل عن الفريق والذهاب للاحتراف في ماليزيا.

ويليام منساه مع فريق سيم داربي الماليزي



آخر تجربة لك في مسيرتك الكروية، كانت مع فريق الحزم السعودي عام 2015، فكيف سارت الأمور معك هناك؟

كانت تجربة صعبة بالنسبة لي، فقد قضيت معه ثلاث أشهر فقط. الفريق لم يكن يمتلك لاعبين على مستوى عال. ولكني قدمت أداءًا جيدًا خلال الفترة القصيرة التي قضيتها هناك، وتمكنت من إحراز أربعة أهداف، خلال أول أربعة مباريات في مسابقة الدوري السعودي للمحترفين. ولعبت مع الفريق، في عدة مراكز، من بينها قلب الدفاع ولاعب وسط مدافع.

ولكن في الوقت ذاته، لم أتأقلم مع الظروف المعيشية والحياتية في السعودية، حيث كانت أقضى معظم الوقت في مسكني بعد انتهاء التدريبات أو المباريات، خاصة وأنه لم تكن هناك فرصة للترفيه بعكس مصر.



وماذا بعد انتهاء مسيرتك مع الحزم السعودي؟

بعدها تلقيت عروض من الدوري المصري، من أندية طنطا وأسوان، لكني تلقيت مكالمة من ماجد سامي، مالك وادي دجلة، من أجل تولى مهمة التدريب في أكاديمية (JMG) المملوكة له.

خلال تواجدك مع حرس الحدود ووادي دجلة، كيف تقيم الدوري المصري خلال تلك الفترة؟

أصعب دوري لعبت فيه خلال مسيرتي الكروية.. مستويات الأندية في الدوري المصري عالية جدا.

مستويات اللاعبين في مصر رائعة جدا، حيث أنهم يجمعون بين الطابع الإفريقي والأوروبي في اللعب.

وأرغب حاليًا في انتقال بعض اللاعبين الذين أشرف على تدريبهم، إلى الدوري المصري.

إذا أراد أي لاعب أن يلعب كرة القدم، فعليه الذهاب إلى مصر. ومن يتمكن من اللعب في مصر، فسيكون بإمكانه الانتقال إلى أى دوري في العالم، وهناك أمثلة على ذلك، محمد صلاح، أحمد المحمدي، حسام غالي، واللذين تألقوا في الدوري المصري، قبل الاحتراف في أوروبا.

أصعب المباريات التي خضتها كانت أمام أي الفرق؟

أصعب المواجهات التي خضتها، كان أمام إنبي، في ملعب بتروسبورت، عندما كانت لاعبًا في حرس الحدود، وتمكنا من تحقيق الفوز بنتيجة 4-2.

في تلك الفترة، كان إنبي فريقًا قويًا ويمتلك لاعبين مميزين، مبارياتنا مع الأهلي والزمالك لم تكن على نفس القدر من الصعوبة، مثلما كانت مع إنبي.

إنبي في ذلك الوقت، كان مثل أتلتيكو مدريد، في الدوري الإسباني.

من هم اللاعبين الذين نالوا إعجابك بالدوري المصري (سواء كانوا مصريين أو أجانب)؟

محمد أبوتريكة، شيكابالا، وعماد متعب.

وماذا عن الحياة في مصر؟

أنا أحب مصر جدًا وكذلك زوجتي.. عندما كنت ألعب في بلجيكا، كانت زوجتي تحدثني دائمًا أنها ترغب في العودة مرة أخرى إلى مصر، وأنها تتمني أن أعود للعب هنا مجددًا.

لذلك، عندما عرض علي وادي دجلة، الانضمام إلى صفوفه، وافقت على الفور.

حقًا، فإنني سعدت بالتواجد في مصر، أكثر من أى مكان آخر في العالم.

خلال فترة تواجدك بمصر، تعملت التحدث باللغة العربية، بشكل جيد. فمن ساعدك في تعلمها؟

تعلمت اللغة العربية بسرعة، خلال تواجدي مع فريق سوهاج، خاصة وأنه لم يكن هناك من يتحدث اللغة الإنجليزية. 

تعلمت اللغة العربية من خلال اللاعبين ومن خلال مدربي فريق سوهاج في ذلك الوقت، جمال عبدالحميد، وعصام بهيج، وكذلك طارق يحيى، المدير الفني السابق لفريق طنطا.

كلمة أخيرة توجهها لجماهير كرة القدم المصرية..

أحب الشعب المصري كثيرًا وكذلك جماهير الكرة المصرية. أنا سعيد بالفترة التي قضيتها هنا، فالشعب المصري طيب وودود.
كنت أحب طريقة التي تشجع بها الجماهير، لاعبي كل فريق. الجماهير كانت تناديني بـ (تعالي يا ويلي).

أحب مصر كثيرًا، وأتمني أن أزورها كسائح، قريبًا خلال العام الحالي.