رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فايلر.. طلباتك مش أوامر

الكابتن

رغم توقف النشاط الرياضي، وعدم وضوح الرؤية حول مصير مسابقات كرة القدم، تسابق إدارة الأهلي الزمن من أجل تدعيم صفوف الفريق خلال الانتقالات الصيفية الوشيكة.

اجتماعات لا تتوقف للجنة التخطيط، وتقارير من هنا وهناك حول الفريق وما ينقصه، واتصالات مستمرة مع وكلاء ولاعبين وأندية من أجل تلك الصفقات.

على المستوى الشخصى لم أجد تفسيرًا لحالة نهم إدارة الأهلي بشأن الصفقات غير رغبتها في استكمال برنامجها الانتخابي، بتكوين فريق قوي تحت قيادة مدرب واعٍ، وهذا ما ألمح إليه المهندس خالد مرتجي خلال لقاءه الأخير عبر إذاعة الشباب والرياضة مع الزميل محمد الليثي.

لكن الأمر الذي استوقفني هو إفراط إدارة الأهلي في القبول بطلبات السويسري رينيه فايلر، دون أي حساب حول ما جرى، ومدى تأثيره على القادم.

على سبيل المثال لا الحصر، يصمم السويسري على ضم مهاجم إفريقي جديد، ووضع جاكسون موليكا كخيار أول صمم عليه رغم غلو ثمنه بشكل مبالغ فيه.

الخطير في الأمر أن إدارة الأهلي قدمت عرضًا لنادي مازيمبي الكونغولي مقابل مليوني ونصف دولار، وعلى استعداد لرفعه مليون آخر، دون أن تسأل «فايلر» : ماذا عن أليو بادجي؟

في يناير الماضي ضم الأهلي المهاجم السنغالي أليو بادجي قادمًا من رافييد فيينا النمساوي مقابل مليوني دولار، ليحل بديلًا للمغربي وليد أزارو الذي لم يعجب «فايلر». وبعد مرور شهور قليلة فاجئنا «فايلر» بطلبه ضم «موليكا» الذي سيفوق سعره 3 مليون دولار، فهل كان ضم بادجي اختيار أحد غيره؟.

لا أنسى كم البيانات التي صدرت عن الأهلي قبل ضم المهاجم السنغالي، وكيف سيأتي مهاجم من ملاعب أوروبا بمواصفات خيالية لملاعب مصر، وجاءت الفيديوهات من هنا وهناك، وصور البعض لنا الأمر وكأننا على موعد مع ظاهرة استثنائية، ثم كانت الصدمة بمفاوضات الأهلي مع مهاجم جديد!

مؤكد أن هناك جاني في هذه العملية داخل «القلعة الحمراء»، ومؤكد أن عملية ضم مهاجمين اثنين في نفس المركز خلال بضعة أشهر برقم قد يصل إلى 6 ملايين دولار  أمر تجاوز كل حدود المنطق.

هل أصبح« فايلر» الحاكم بأمره داخل القلعة الحمراء؟ إذا كان هو من طلب «بادجي»، فلماذا لم تتم محاسبته؟ ولماذا تقبل الإدارة ضم مهاجم آخر بعد تلك الفترة الوجيزة؟

حرم «فايلر» الأهلي من وليد أزارو المهاجم الأفضل داخل القلعة الحمراء خلال السنوات الأخيرة، وصاحب المعدلات التهديفية القياسية رغم ظاهرة تضييعه للفرص، إلا أن الأرقام تنحاز إليه أمام عمالقة، ثم جاء بـ«بادجي» وظل يعتمد على مروان محسن، وقبل أن يمنح السنغالي فرصة حقيقة ذهب يفاوض «موليكا».

كل هذه الأمور تحتاج  لحساب وتقييم ومراجعة، وإلا لماذا تتقاضى لجنة التخطيط أجرًا؟ وما هية الأدوار المنوطة بها؟

الأمر الثاني هو إصرار «فايلر» على ضم باهر المحمدي وعدم القبول بأي بديل آخر، وهي حالة جمود تجعل سعره مبالغًا فيه، وتمنح إدارة «الدروايش» القدرة على المراوغة والمغالاة، فلم يعد غريبًا أن يصرح وكيله بأن سعره لن يقل عن 200 مليون جنيه، لطالما المدير الفني السويسري لا يعجبه رجب بكار ولا على فوزي ولا استعادة معاري الأهلي، وفي ظل وجود محمد هاني الظهير الأساسي خلال السنوات الأخيرة.

أليس من المنطقي أن يكون الأهلي أكثر مرونة ويترقب اللحظات الأخيرة في عقد باهر المحمدي لكي يحصل عليه دون مبالغة في السعر؟ أليس الأهلي بقادر على عبور المرحلة بمحمد هاني وبديل آخر مثل رجب بكار أو على فوزي أو كريم العراقي لاعب المصري الشاب، لحين «تليين» الأمور في الإسماعيلية ولحين يرى الجميع الأهلي بلا أزمة في غياب «فتحي»؟

ثم تزداد الريبة حينما تنظر للأخبار المتعلقة بضم رمضان صبحي، وتجد الأهلي يحاول الحصول على خدماته معارًا موسمًا آخر مقابل مليون و600 ألف جنيه سترليني ليصل إجمالي ما دفعه الأهلي إلى 3 ملايين و200 ألف جنيه إسترليني.

وبعد ذلك الأهلي لا يضمن ضمه في صيف 2021، وربما يظهر من يدفع أكثر من الأهلي مثل بيراميدز أو أحد أندية الخليج، ليصل ما دفعه الأهلي مقابل عامين لـ«رمضان» إلى 80 مليون جنيه.

منذ مجيئه إلى الأهلي، يثبت «فايلر» يومًا تلو الآخر بأنه الجدير بخلافة مانويل جوزيه، بل ودفعني بشكل شخصي في مرات عدة للإيمان بأنه المجدد الذي تترقبه الكرة المصرية، لكن ما يجرى في هذا «الميركاتو» يشوبه عوار إداري واضحً يستحق التوقف.

ربما ليس «فايلر» المخطيء، وربما هناك من فرض «بادجي» أو غيره، لكن الحقيقة الأوضح أن هناك خلل ما في نظام إدارة الصفقات خلال الأونة الأخيرة.

اذا كان «فايلر» هو من يصر ويصمم على تلك المواقف، فيجب أن تكون هناك وقفة ومسائلة معه، أما اذا أراد «بيبو» نفسه تلك الصفقات الجماهيرية الرنانة لأجل المعركة الإنتخابية، فإن السباق الأخير قال كلمته التي ما يجب أن يغفلها رئيس الأهلي: «المال ليس كل شئ».