رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (7).. ريتشارد جاستن لـ "الكابتن": هدفي في الأهلي كان سببًا في انتقالي للإسماعيلي

ريتشارد جاستن
ريتشارد جاستن


شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

ريتشارد جاستن

يعد ريتشارد جاستن لادو سامسون، من بين نجوم كرة القدم السودانية، الذين لعبوا في الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل. كما يعد سادس لاعب سوداني، يرتدي قميص فريق الإسماعيلي، بعد كل من بابكر النور، وخضر، وأمان، وكمال أبونورة، وأنس النور.



سنحت الفرصة لجاستن للانضمام إلى صفوف "الدراويش"، صيف عام 2004، قادمًا من الهلال السوداني، حيث لعب معه لعدة أشهر، قبل أن يعود مجددًا لفريقه السابق.

تواصل "الكابتن"، مع ريتشارد جاستن، ليحكى لنا مسيرته مع فريق الإسماعيلي، وعن مباراة الأهلي والهلال السوداني في دوري أبطال إفريقيا 2004، التي كانت سببًا في انتقاله لصفوف "الدراويش".

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم بعد الاعتزال؟

أنا أعمل حاليًا في مجال السيارات، حيث أني أعشق هذا المجال منذ فترة طويلة.

هل تركت العمل بمجال كرة القدم نهائيًا بعد الاعتزال؟

لا.. فبعد الاعتزال، توليت تدريب منتخب الشباب في جنوب السودان، وأندية الملكية وقوديلي ومونكي، في دوري الدرجة الأولى، ونادي سبمبا في دوري الدرجة الثانية.

لكن كرة القدم في جنوب السودان، مازالت في مراحلها الأولية، والبلاد مازالت في حالة من عدم الاستقرار بسبب الحروب والمشاكل السياسية.

كيف بدأت مسيرتك الكروية في السودان؟

بدايتي الاحترافية كانت مع نادي الصحافة عام 1996، حيث كان يلعب آنذاك في دوري الدرجة الثالثة.

بعدها انضممت إلى فريق الخرطوم الوطني، عام 1998، وقبلها كان هناك مفاوضات من جانب إدارة نادي المريخ، لكن صغر سني، منعني من الانتقال إلى صفوفه، لذا فضلت الانضمام إلى صفوف الخرطوم الوطني.

قضيت مع الخرطوم، ثلاث مواسم رائعة معه، حيث كان فريقي ثالث أندية الدوري السوداني، في جدول الترتيب، بعد الهلال والمريخ.

بعد اللعب مع فريق الخرطوم الوطني، انضممت لصفوف الهلال عام 2000.. فماذا كان يمثل ذلك بالنسبة لك؟

اللعب لفريق بحجم الهلال، هو حلم بالنسبة لأي لاعب.. فهو نادٍ كبير والأفضل على الساحة الرياضية السودانية. وبفضل الله.. وقعت للهلال دون أي شروط.

عام 2004، شهد أول تجربة احترافية لك خارج السودان، عندما انتقلت لصفوف الإسماعيلي.. كيف انتقلت لصفوف "الدراويش"؟

بعد مباراتي الهلال أمام الأهلي، في دوري أبطال إفريقيا 2004، تلقيت اتصالًا من أحمد عباس، وكيل أعمالي – الذي كنت قد وقعت معه عقدًا – أبلغني فيه برغبة الإسماعيلي في ضمي.

كان عقدي مع الهلال، كان أوشك على الانتهاء، بعدما أمضيت معه أربعة أعوام، حيث كان يحق لي التوقيع لأي نادٍ.

وافقت على الفوز على الانضمام للإسماعيلي، دون الحصول على إذن من أحد، حتي إن إدارة الهلال، غضبت من توقيعي للإسماعيلي، دون علم مسئولى النادي.

سافرت إلى القاهرة ومنها إلى الإسماعيلية، ووقعت عقدًا مع الإسماعيلي، يمتد لأربعة مواسم. وكان الألماني ثيو بوكير، هو المدير الفني للفريق، في ذلك الوقت.

ولعب مصطفى يونس، المدرب السابق لفريق الهلال، وسيد السويركي، مدرب حراس مرمى الفريق (في ذلك الوقت)، والحارس السابق للإسماعيلي دورًا في انتقالي للدراويش.

في وجهة نظرك، من أبرز اللاعبين الذي لعبت بجوارهم في الإسماعيلي خلال تلك الفترة؟

عمرو فهيم، عمر جمال، أحمد فتحي، حسني عبدربه.

أصعب المواجهات التي خضتها مع الإسماعيلي، كانت أمام أي الفرق؟

بالتأكيد، كانت أمام أندية الأهلي والزمالك والمصري البورسعيدي.

خلال تواجدك في الإسماعيلي، كانت هناك مواقف أو لحظات صعبة مررت بها، فما أبرزها؟

في بداية مشواري مع الإسماعيلي، كنت أخشى من الوقوع في الأخطاء خلال المباريات، لكن الأمور مرت بسلام.

الموقف الأصعب الذي مررت به مع الإسماعيلي، عندما سجلت هدفًا بالخطأ في مرماي، خلال مباراة للفريق أمام المصري البورسعيدي، بالإسماعيلية، حيث انتهت بفوز فريقنا بهدفين مقابل هدف.

كان يومًا صعبًا علي، حيث تلقيت هجومًا من جماهير الاسماعيلي، عقب المباراة، ولم استطع الخروج إلى الشارع مثلما اعتدت دائمًا.

ومن بين تلك المواقف أيضًا، هو تعرضي لبعض المضايقات من جانب بعض الناس، بسبب لون بشرتي.


مسيرتك مع الإسماعيلي لم تدم سوى أشهر قليلة، فلماذا انتهت تجربتك مع الفريق بهذه السرعة؟

لأسباب عائلية تخص والدتي، حيث أنه لم يكن هناك من يراعاها غيري، خاصة وأنها كانت تتواجد معي في الإسماعيلية.

لذا، فضلت العودة مجددًا إلى السودان، خاصة وأني تلقيت عرضًا من الهلال للعودة مجددًا، حيث أنه كان يعاني من أزمة على صعيد خط الدفاع.

جماهير الأهلي لم تنس أنك كنت سببًا في إقصاء فريقهم من الدور الأول لدوري أبطال إفريقيا 2004، عندما كان لاعبًا في صفوف الهلال، بعد تسجيلك هدف الفوز في لقاء الذهاب في القاهرة. حدثنا عن تلك المباراة، وعن هذا الهدف.

عند وصولنا لستاد الكلية الحربية بالقاهرة، كان هناك حالة من الترهيب من جانب جماهير الأهلي، والذي أشار لنا بإشارات الهزيمة تارة بأربعة وتارة أخرى بخمسة. حتي أن مدرب الفريق في ذلك الوقت، الكرواتي برانكو توشاك، كان في حيرة من أمره، ورأيت الخوف على وجهه، نظرًا لصعوبة المواجهة، التي ستجمع الفريق، أمام نادي القرن في إفريقيا.

ولكن تمكنا من تحقيق الفوز على الأهلي في عقر داره، وسجلت هدف الفوز، في تلك المباراة، وقدمت واحدة من أفضل المباريات في مسيرتي.

كنا نخطط للخروج بالتعادل على أقل تقدير، ولتجنب خسارة ثقيلة، قد تلحق بفريقنا في لقاء الذهاب، قبل حسم الأمور، في لقاء الإياب بأم درمان.

ولعب الهدف الذي سجلته في شباك الأهلي، دورًا في انتقالي لصفوف الإسماعيلي فيما بعد.


هذه المواجهة لم تكن الأخيرة لك أمام الأهلي، حيث سبق لك أن واجهته مع الهلال بعد ذلك في دور المجموعات في دوري الأبطال 2007، فحدثنا عن مواجهتي الأهلي والهلال في القاهرة وأم درمان.

مباراة القاهرة، كانت صعبة بسبب الجمهور والتحكيم.. والحمد لله أن النتيجة كانت الخسارة 2-0 أفضل تلقي فريقنا هزيمة ثقيلة.

عفوًا.. ماذا تقصد بشأن التحكيم؟

الهدف الأول الذي سُجل في مرمانا، كان نقطة التحول في المباراة، حيث قام مهاجم الأهلي (يقصد فلافيو)، بدفع أحد مدافعي فريقنا.



وماذا عن مباراة الإياب؟

كان لدينا هدف وهو الفوز علي الأهلي، ورد الاعتبار، خاصة بعد محاولة بعض من جماهير الفريق، التعدي على حافة الهلال. والحمد لله تمكنا من تحقيق الفوز بثلاثية.


عندما كنت لاعبًا في المنتخب السوداني، واجهتهم منتخب "الفراعنة"، في كأس الأمم الإفريقية 2008 بغانا، فما ذكرياتك عن هذه المباراة؟

مع كامل احترامنا للمنتخبات الإفريقية التي شاركت في البطولة، لكن مواجهة منتخب مصر، كان لها طعم ومذاق آخر.

بعد مسيرة طويلة، كقائد لمنتخب السودان، انتقلت للعب ضمن صفوف منتخب جنوب السودان، عام 2011، عقب الانفصال؟ فكيف جاءت تلك الخطوة؟ 

عقب الانفصال بين الشمال والجنوب، أصبحت أجنبيًا، لذلك فضلت الانضمام لصفوف منتخب جنوب السودان. وكان الأمر بالنسبة لي اختياريًا.

وفضلت أن أنهى مسيرتي في جنوب السودان، بعد الجهود التي بذلتها طوال السنوات التي لعبت فيها في السودان.