رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (4).. المالي محمد سيدي بيه لـ «الكابتن»: تجربتي مع فريق القناة رائعة.. ولم اتعمد إصابة علي ماهر

الحارس المالي محمد
الحارس المالي محمد سيدي بيه


شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

محمدو سيدي بيه

محمدو (محمد) سيدي بيه هو أحد حراس المرمى الأجانب، الذي تواجدوا بالدوري المصري، خلال السنوات الماضية.

لعب سيدي بيه لنادى القناة، لما يقرب من ثلاثة أعوام، ليرحل بعدها لخوض تجربة احترافية مع أهلي جدة السعودي، قبل أن ينتقل لخوض تجارب احترافية في كل من اليونان وقبرص.

وكان سيدي بيه، بطلًا لأحد أشهر وقائع الدوري المصري، عندما حدث التحام قوى بينه وبين علي ماهر، مهاجم الأهلي، ليسفر الأمر، عن إصابة قوية للأخير.



تواصل "الكابتن" مع محمدو سيدي بيه، ليحكى لنا عن مسيرته وذكرياته مع نادي القناة، وكذلك حديثه عن واقعة إعاقته لعلي ماهر، التي حدثت خلال مباراة الأهلي والقناة الشهيرة. 

وإليكم نص الحوار..

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم؟

بعد اعتزالي لعب كرة القدم، اتجهت لتدريب حراس مرمى المنتخب المالي.

منذ متي وأنت تعمل مدربًا لحراس مرمى منتخب مالي؟

أصبحت مدربًا لحراس المرمى عام 2012، بعد اعتزال اللعب، عقب نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2010 بأنجولا.

متي وأين بدأت مسيرتك مع كرة القدم؟

لقد بدأت ممارسة كرة القدم، في الشارع. كنت ألعب كقلب دفاع، وفي إحدي المرات، أصيب حارس مرمانا بكسور في ذراعه، فوضعني المدرب بدلًا من زميلي المصاب، ولعبت بشكل جيد للغاية، ومن هنا أصبحت حارس مرمى.

وبعد ذلك، انتقلت إلى مركز تدريب (Centre Omnisports de Bamako)، بعدها انضممت إلى صفوف فريق ريال باماكو، الذي يعد ثالث أكبر أندية العاصمة المالية.

كيف انتقلت إلى نادي القناة في مصر؟

كنت أشارك مع منتخب بلادي في مباراة ودية أمام مصر في القاهرة، عام 1996، وذلك استعدادًا لخوض منافسات التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى كأس العالم 1998. وكان المنتخب المصري، يضم في ذلك الوقت يضم نجومًا أمثال حسام حسن وإبراهيم حسن وأيمن محب (نجم المنصورة).

بعد هذه المباراة، كنت على اتصال مع منير حسن (وكيل الأعمال)، حيث كان من المفترض أن نذهب لمقابلة مسئولي نادي المقاولون العرب، لكن مسئولو نادي القناة تحركوا بشكل أسرع، ونجحوا في ضمي للفريق.

كيف تقيم الفترة التي قضيتها مع فريق القناة؟

جئت إلى فريق القناة في موسم 96-97، ولعبت مع الفريق 3 مواسم، حتي غادرت في عام 2000.

خلال تلك الفترة، قضيت وقتًا ممتعًا مع أشخاص رائعين، أحبوني كأخ.



خلال مشاركتك مع فريق القناة، أصعب المباريات التي خضتها كانت أمام أى فرق؟

بالتأكيد أصعب المواجهات كانت أمام الأندية الكبيرة، مثل الأهلي والزمالك والمصري، إضافة إلى فريق المنصورة، الذي كان يضم عددًا من النجوم، في مقدمتهم أيمن محب وعبدالظاهر السقا.



هل تتذكر أهم المدربين واللاعبين الذي لعبت بجوارهم خلال فترة تواجدك بنادي القناة؟

خلال فترة التي قضيتها مع القناة، تعاملت مع العديد من اللاعبين الرائعين، أمثال أحمد العجوز، علي يحيى، محمد عبدالرؤوف، علاء حسب الله، أحمد أيوب، طارق فهيم، عمرو أنور، تشيرنو مانساري، مؤمن عبدالغفار.

كما تعاملت مع العديد من المدربين الرائعين، أمثال محسن صالح، وفؤاد شعبان، ومحمد سعيد، ومدرب حراس المرمى، بلبل الهادي.

ما تقييمك للدوري المصري خلال الفترة التي تواجدت فيها مع القناة؟

الدوري المصري في ذلك الوقت، كان قويًا واحترافيًا للغاية، لكن هناك مشكلة تتمثل في أن الأندية المصرية كانت تضع عراقيل من أجل إطلاق سراح لاعبيها للانضمام إلى منتخبات بلادهم، على العكس في حال طلب استدعاء لاعب مصري لمنتخب بلاده، فإن الأندية تسارع في انضمام اللاعب للمنتخب المصري.

عندما كنت لاعبًا في الدوري اليوناني، فإنه عندما كان يتم استدعاء لاعب أجنبي لمنتخب بلاده، كان يتم الاحتفاء به من جانب زملاءه وأعضاء النادي.

وكانت هناك مشكلة ثانية، وهي عدم منح الفرصة بشكل كاف للحراس الأجانب، للمشاركة في المباريات، على الرغم، على الرغم من وجود مدرببين رائعين لحراس المرمى.

عندما يُذكر اسم محمدو سيدي بيه، فإن الجميع يذكر الواقعة التي حدثت خلال مباراة الأهلي والقناة، خلال موسم 1997-1998، عندما حدث التحام بينك وبين على لاعب الأهلي، الأمر الذي تسبب في إصابة قوية له، وكان ذلك سببًا في اعتزاله كرة القدم في وقت لاحق. الكثيرون في مصر (آنئذاك) قالوا أن الأمر قد يكون متعمدًا. فحدثنا عن كواليس ما حدث في تلك الواقعة. 

للتصحيح، لم أتدخل بشكل عنيف مع علي ماهر، كنت قد خرجت من منطقة الجزاء ولم يكن بوسعي لمس الكرة باليد. قام اللاعب بمراوغة كبيرة وجريت باتجاهه، كان يريد أن تكون له الأفضلية بتجنب الاحتكاك معي، بالنظر إلى أنني كنت الأطول والأثقل وزنًا.

للأسف كان يوما سيئا للغاية بالنسبة لي، ليس فقط لأنني تحملت اللوم بل لأنني حرمته من مصدر رزقه.. أشعر بالأسف له ولعائلته، أنا شخص طيب ولدي ضمير وأشعر بالندم.

أرجو أن توضح ذلك للجميع، فأنا لم أكن شريرًا يومًا ما في حياتي. أنا مُسلم، فلماذا أفسد حياة شخص آخر؟

وحقق الأهلي، الفوز في على القناة، في تلك المباراة، بثلاثة أهداف لهدف، في المباراة التي أقيمت على ستاد القاهرة الدولي.

وسجل علي ماهر، الهدف الأول للأهلي، قبل أن يخرج مصابًا اللاعب في الشوط الأول، كما حصل الحارس المالي محمدو سيدي بيه، على البطاقة الحمراء المباشرة، لعرقلته علي ماهر، الذي كان في وضيعة انفراد تام.

وسجل الغاني أحمد فيلكس، الهدف الثاني، ثم أضاف علي يحيى، مدافع القناة، الهدف الثالث للأهلي، بالخطأ في مرماه، قبل أن يحرز السيراليوني تشيرنو مانساري، هدف القناة الوحيد.

(أهداف مباراة الأهلي والقناة والتي شهدت إصابة علي ماهر)


في عام 2015، كان الأهلي في زيارة لمالي من أجل خوض لقاء ستاد مالين في دور المجموعات لكأس الكونفدرالية، وذهبت لزيارة مران الأهلي، والتقيت بعلي ماهر، الذي كان عضو في الطاقم الفني للأهلي في ذلك الوقت. فما هو الحوار الذي دار بينكما عندما التقيتما ؟

وذلك في اليوم، حضرت إلى تدريب الأهلي، وكان في استقبالي أحمد أيوب، زميلي السابق في فريق القناة، وكذلك على ماهر ومدرب حراس المرمى.

لم يدر بيني وبين على ماهر أى حديث حول ذكريات الماضي، كان حديثنا منصبًا على الأمور الفنية ونظم التدريب.



في العام الماضي، حضرت مع منتخب مالي إلى مصر للمشاركة في كأس الأمم الإفريقية 2019، وعلمنا أنك زرت ملعب نادي القناة، خلال تواجدك في الإسماعيلية. حدثنا عن تلك الزيارة.

عندما جئت مع بعثة منتخب مالي، إلى مصر، الصيف الماضي، للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، كان ذلك فرصة رائعة للقاء زملائي السابقين في الفريقين، والمدربين الذين سبق أن تعاملت معهم. لقد سعدت كثيرًا لرؤيتهم، ومازالت على تواصل دائم مع عدد كبير منهم.





وبعد مباراتي الجولتين الأولى والثانية، اللتين احتضنتهما مدينة السويس، انتقل المنتخب المالي، إلى مدينة الإسماعيلية، استعدادًا لمواجهة أنجولا، في الجولة الثالثة، لكأس الأم الإفريقية 2019. وخاض منتخب "نسور" مالي، تدريباته التي أقيمت على ملعب قناة السويس، الذي لعب عليه محمدو سيدي بيه، مبارياته مع ناديه السابق القناة.

وماذا عن مسيرتك الدولية مع المنتخب الوطني المالي؟

بدأت مسيرتي مع منتخب مالي، عام 1993، وخضت معه 110 مباراة دولية، لأصبح أكثر اللاعبين مشاركةً مع منتخب بلادي. 

وشاركت مع المنتخب الوطني، في أربع نسخ لكأس الأمم الإفريقية أعوام 2002، 2004، 2008، 2010.



وعن اللاعب المالي أليو ديانج، المحترف حاليًا ضمن صفوف الأهلي، قال سيدي بيه:

ديانج هو ابني الصغير، الذي كان معي في المنتخب الوطني تحت 23 عامًا، وعملنا معًا في العديد من المناسبات. 

هل ممكن أن ينضم ديانج إلى صفوف منتخب مالي الأول، خلال الفترة المقبلة؟

بالطبع، ولما لا. هو لاعب مالي مثله مثل بقية اللاعبين. وقد يتم استدعائه ما بين لحظة وأخرى في حال مواصلة تقديم أداء جيد مع ناديه.