رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا يبخسون حق كوبر ؟

الكابتن

عشنا وشوفنا أن فوز المنتخب الأولمبي المصري ببطولة أمم إفريقيا تحت 23 سنة مصر 2019، والتأهل إلى الأولمبياد الصيفية المقبلة طوكيو 2020 أهم انجازا من وصول المنتخب المصري الأول إلى نهائيات كأس العالم الماضية روسيا 2018.    

هذا ما قاله طاهر أبو زيد لاعب النادي الأهلي، والمنتخب الأسبق، والملقب بمارادونا النيل، والذي كان عضوا سابقا في مجلس إدارة الأهلي، كما أنه شغل منصب وزير الرياضة فترة، وأشاد بشدة بشوقي غريب المدير الفني للمنتخب الأولمبي على انجازه الذي لا يضاهى.

وبرر طاهر أبو زيد رأيه بأن المنتخب الأولمبي واجه منتخبات في منتهى القوة مع العلم بأن بعض هذه المنتخبات افتقدت بعض لاعبيها المهمين المحترفين بسبب أن موعد إقامة هذه البطولة كان خارج الأجندة الدولية.

هل لا يعلم طاهر أبو زيد فعلا أن الفوز ببطولة قارية، والتأهل إلى الأولمبياد لا يمكن أن يتساوي على الاطلاق بالصعود إلى نهائيات كأس العالم البطولة الأهم على مستوى العالم أم أنه يتجاهل، ويخلط الأمور عمدا؟   

الهدف من وراء هذا التصريح هو طمس انجازات الأرجنتيني هيكتور كوبر مع المنتخب المصري، وطاهر أبو زيد ليس وحده في هذا التيار بل يدعمه كثيرين.

حين تولي كوبر المسئولية الفنية للمنتخب لم يكن طريقه مفروشا بالورود بل كان مليئا بالأشواك، منتخب فشل في التأهل إلى كأس الأمم الإفريقية 3 مرات متتالية، ومنتخب مهزوم بنتيجة مذلة 1 – 6 في مباراة الذهاب في التصفيات النهائية ليتحول حلم المصريين في الصعود إلى نهائيات كأس العالم البرازيل 2014 إلى كابوس خلصنا منه كوبر، وحوله إلى حقيقة.

وعندما تعاقد الإتحاد المصري لكرة القدم مع كوبر كان له هدفان، الأول العودة إلى كأس الأمم الإفريقية الجابون 2017، والثاني التأهل إلى نهائيات كأس العالم روسيا 2018.

ولم تكن مجموعة مصر سواء في تصفيات أمم إفريقيا أو في تصفيات إفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم سهلة كما يتصورون بالعكس واجه صعوبات شديدة، ففي تصفيات أمم إفريقيا كان المنتخب النيجيري عقبة، وتجاوزها المنتخب المصري.

والشئ الذي ينكروه أيضا عن كوبر أنه استطاع أن يخلص لاعبو المنتخب المصري من كابوس مباراة المنتخب الغاني، وأعاد إليهم الثقة عند مواجهته ، وبالفعل نجح في الانتصار بهدفين نظيفين في مباراة الذهاب، والتعادل معه بهدف لمثله في مباراة العودة، ورد المنتخب المصري الدين للمنتخب الغاني، وتأهل بدلا منه إلى نهائيات كأس العالم.

وفي كأس الأمم الإفريقية الجابون 2017 خسر المنتخب المصري المباراة النهائية أمام المنتخب الكاميروني بنتيجة 1 – 2، ولكنه تصدر المجموعة، وتغلب على المنتخب الغاني للمرة الثانية على التوالي بهدف دون رد، وفي دور الـ8 تجاوز المنتخب المغربي بهدف دون مقابل.

إذن كوبر واجه منتخبات قوية بكامل نجومها، وتفوق عليها.

ربما ما أغضب الجميع من كوبر هي نتائج المنتخب المصري في نهائيات كأس العالم،وتقديمه أداء سيئا، وتلقيه 3 هزائم متتالية، وذلك عكس الطموحات الكبيرة بتحقيق انجاز في نهائيات كأس العالم، ولكن بشئ من التفكير قد تبدو الهزائم منطقية.

الهزيمة الأولى أمام المنتخب الأوروجوياني بهدف نظيف، وهو تصدر المجموعة بـ9 نقاط، وفي دور الـ16 أقصى المنتخب البرتغالي بطل كأس الأمم الأوربية فرنسا 2016.

الهزيمة الثانية أمام المنتخب الروسي بنتيجة 1 – 3، وحل وصيفا برصيد 6 نقاط، وأطاح بالمنتخب الإسباني في دور ثمن النهائي.

الهزيمة الثالثة أمام المنتخب السعودي بنتيجة 1 – 2، ولم تكن هذه هي الهزيمة الأولى للمنتخب المصري أمام المنتخب السعودي حيث سحق المنتخب السعودي نظيره المصري بنتيجة 5 – 1 في بطولة كأس القارات المكسيك 1999.

إذن المؤكد أن المنتخب المصري ليس أفضل من المنتخب البرتغالي والإسباني.

وقال حسني عبد ربه لاعب الإسماعيلي السابق أن كوبر دمر الكرة المصرية لأنه ينتهج الأسلوب الدفاعي، ولا يهتم بالأداء الجمالي.

 ليتنا نحضرا مدربا مثل كوبر يدمر الكرة المصرية، ويحقق هذه الإنجازات.

كلنا بالطبع نعشق الكرة الهجومية الجميلة، ولكنها لا تفوز بالبطولات طوال الوقت.