رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت في مصر (3).. الكاميروني أوتوبونج يروي لـ "الكابتن" مشواره مع الاتحاد السكندري ويحكى كواليس خضوعه لاختبارات بالأهلي والإسماعيلي (حوار)

أوتوبونج
أوتوبونج

شهد الدوري المصري، عبر تاريخه الطويل، تواجد العديد من اللاعبين الأجانب. منهم من حقق إنجازات رائعة مع الأندية التي لعبوا لها، ومنهم من لم يحالفه الحظ في تحقيق هدفه، إلا أنه ترك ذكرى طبية لدي الجميع.

"كنت في مصر" سلسلة حوارات يجريها موقع "الكابتن"، مع عدد من اللاعبين الأجانب، الذين تواجدوا بالدوري المصري الممتاز، خلال السنوات الماضية، ليستعرضوا معنا ذكرياتهم في مصر، مع الأندية التي لعبوا لها.

الكاميروني "أوتوبونج"

إيني إديت أتودور أوتوبونج، الذي عُرف باسم (أوتوبونج)، هو المهاجم السابق للاتحاد السكندري ومصر للمقاصة.

بدأ أوتوبونج – المولود عام 1986 بمدينة دوالا – مشواره الكروي مع (إيه أس بابيمبي) في الكاميرون، ثم التحق بفريق (تونير ياوندي)، أحد أبرز وأعرق الأندية هناك، قبل أن ينتقل لصفوف فريق (أستريس).

وغادر أوتوبونج، بلاده، ليلتحق بفريق اتحاد حلب السوري، حيث أمضى معه موسمين، قبل أن يفتح الدوري المصري، ذراعيه للمهاجم الكاميروني، الذي التحق بنادي الاتحاد السكندري، ليقدم معه أداءً طيبًا، جعله محط أنظار العديد من الأندية الكبري في مصر، قبل أن يغادر "زعيم الثغر"، في تجربة قصيرة مع الهلال السوداني، ليعود مجددًا للفريق السكندري، ولكن فترة قصيرة.

وبعد عدة تجارب احترافية خارجية، عاد أوتوبونج للدوري المصري، ولكن من بوابة فريق (مصر للمقاصة)، إلا أن تجربته لم تدم سوى عدة أشهر فقط.



تواصل "الكابتن" مع أوتوبونج، ليحكى لنا مسيرته مع الاتحاد السكندري، ومصر للمقاصة، وكذلك يروى لنا كواليس خضوعه لاختبارات مع كل من ناديي الأهلي والإسماعيلي، قبل انضمامه فيما بعد لصفوف "زعيم الثغر".

وإليكم نص الحوار...

في البداية، نود أن نعرف ما تفعل الآن في مسيرتك مع كرة القدم؟

بالنسبة لمسيرتي، أنا ما زلت ألعب كرة القدم. كما تعلم أنها شغف بالنسبة لي، وأعتزم الدخول في مجال إدارة كرة القدم بمجرد انتهاء مشواري كلاعب.

في أي نادٍ تلعب حاليًا؟

مؤخرًا ألغيت عقدي مع فريقي (نيو ستارز دوالا)، بسبب عدم احترام العقد من جانب مسئولي النادي. وأنا حاليًا لاعب حر.

سنعود بالذاكرة للوراء. فبعد بداية كروية في الدوري الكاميروني، ثم الاحتراف بصفوف فريق الاتحاد السوري لمدة عامين، جاءتك فرصة للعب في مصر مع نادي الاتحاد السكندري، لكن قبلها خضت اختبارات بالنادي الأهلي.. فاحكِ لنا ماذا حدث خلالها؟

قدمت إلى النادي الأهلي، أواخر 2009، حيث خضت لاختبارات تدريبية مع الفريق الأول، لما يقرب من 10 أيام. وبدا أن كل شيء يسير على ما يرام، لأنني شعرت بالراحة، كما أن أدائي كان في أفضل حالاته، ولكن الأمور لم تتم في نهاية المطاف.

لا يمكنني تحديد السبب بالضبط، ولكن كل ما قيل لي أن مسئولو الأهلي، كانوا في انتظار المدير الفني (يقصد حسام البدري)، الذي كان في كندا في ذلك الوقت.. أعتقد أنهم أرادوا رأيه النهائي قبل اتخاذ قرار بشأني. في ذلك الوقت، كان الشخص الذي يقود الفريق هو مساعد المدرب، ولكن لا أستطيع أن اتذكر أسمه بالضبط الآن.

قيل لي من قبل مسئولي النادي أنني يجب أن أنتظر المدرب ، لكني لم اتمكن من الانتظار، حيث قضيت 10 أيام مع الأهلي، دون اتخاذ أي قرار، وكان مسئولو نادي اتحاد حلب السوري – الذي كنت ألعب له في ذلك الوقت – يضغط على للعودة من أجل خوض المباريات المتبقية للفريق في الدوري المحلي.







بعد مغادرة الأهلي، خضت أيضًا اختبارات مع النادي الإسماعيلي، فماذا حدث؟

في أوائل عام 2010، ذهبت إلى الإسماعيلية، لخوض اختبارات بنادي الإسماعيلي.

وهناك أمضيت يومًا واحدًا، حيث لعبت مع الفريق، مباراة ودية، سجلت خلالها هدفًا، لكن المدرب أخبر وكلائي، أنه لا يحتاج مهاجم مثلي. كان المدرب يريد مهاجمًا يلعب بأسلوب مختلف، واعتقد أنه كان بالفعل لديه لاعبًا آخرًا.

وفي اليوم التالي للمباراة، طلبني طارق العشري مدرب حرس الحدود، بشأن الحصول على خدماتي لكن المفاوضات مع نادي الاتحاد السوري، لم تسر كما هو مخطط لها.

كيف جاءت خطوة انتقالك إلى الاتحاد السكندري؟

انتقالي إلى صفوف الاتحاد السكندري، جاء من خلال اثنين من وكلائي (كريم حلمى وإسلام الملاح)، اللذين حضرا إلى سوريا، لمشاهدة مباراة لي مع فريق اتحاد حلب، وطلبوا في وقت لاحق، انتقالي إلى الاتحاد السكندري، وهو ما تحقق في يونيو من عام 2010.

قضي أوتوبونج، موسمين مع فريق الاتحاد السوري، سجل خلالهما ما يقرب من 20 هدفًا.



(ملخص أهداف أوتوبونج مع فريقه السابق اتحاد حلب السوري)


قضيت موسمًا واحدًا مع الاتحاد (2010-2011)، وتألقت كثيرًا مع الفريق. كيف تقييم تجربتك مع الاتحاد؟

عندما أتيت إلى مصر، لم أكن أتوقع أن يكون الدوري المصري قويًا بهذا الشكل. بالنسبة لي، أن أكون قادرًا على التألق في مصر، كان وراءه الكثير من العمل الشاق والتركيز.

أعتقد أن الفترة الأولى التي قضيتها مع نادي الاتحاد في موسم (2010-2011) كانت جيدة. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأشكر زملائي في الفريق الذين ساعدوني كثيرًا في الملعب وخارجه ، وكذلك إدارة النادي التي فعلت كل شيء لي من أجل أن ألعب في ناديهم ومدينتهم الجميلة، وأيضًا المشجعين الذين أحبوني دون قيد أو شرط .. أتمنى لهم التوفيق.





خلال تواجدك مع الاتحاد، في هذا الموسم، هل تلقيت عروضًا من أندية محلية خاصة من قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك؟

أجاب (ضاحكًا): بالطبع تلقيت عروضًا من هذين الناديين الكبيرين.

وما كان موقف إدارة نادي الاتحاد السكندري إزاء تلك العروض؟

بصراحة، لا أستطيع أن أقول شيئَا بشأن طبيعة تلك العروض، حيث أن الأمور كانت محل نقاش بين وكلائي وإدارة النادي. 

ولكن إدارة نادي الاتحاد، كانت متمسكة ببقائي مع الفريق، ورفضت رحيلي عن النادي، في ذلك الوقت.



سجلت مع فريق الاتحاد 9 أهدافًا في مسابقة الدوري خلال هذا الموسم، وبالتأكيد هناك أهدافًا لن تنساها خلال مسيرتك مع الفريق، فما أبرزها؟

هدفي في شباك الزمالك باستاد القاهرة، وهدفي في شباك الإسماعيلي باستاد الاسكندرية، هما الأبرز خلال مسيرتي مع الاتحاد.


بعد موسمًا واحدًا قضيته مع الاتحاد، انتقلت لصفوف فريق الهلال السوداني، وقضيت معه موسمًا واحدًا، فكيف سارت الأمور مع الفريق السوداني؟

بعد نهاية الموسم، انتقلت لصفوف الهلال السوداني، في صيف عام 2011، وكانت تجربة جيدة بالنسبة لي.

لقد بدأت الموسم، بشكل جديد، حيث تمكنت من تسجيل هدفين في كل من الدوري السوداني، ودوري أبطال إفريقيا.

كانت الأشهر الستة الأولى لي مع الفريق، جيدة جدًا، ولكن في وقت لاحق واجهتنا مشكلة من جانب إدارة النادي.

هل وجدت صعوبات في التأقلم على أجواء اللعب في السودان؟

نعم، كان الأمر صعباً في البداية بسبب الطقس.. الجو كان حاراً للغاية في السودان، مما جعل الحياة صعبة بالنسبة لي هناك.

المسئولون في نادي الهلال – وحسبما ذكرت تقارير صحفية آنذاك – قالوا أنهم لم يكونوا على اقناع بأداءك، الأمر الذي كان سببًا في عدم طول بقاءك مع الفريق، ورحيلك عن النادي، فما تعليقك؟

أجاب (ضاحكًا ومستغربًا):  حقًا أن قالوا ذلك ؟! لم أكن أعرف عن ذلك الأمر، ولكن ما يمكنني أن أخبرك به، هو أنني وقعت عقدًا لمدة عامين ونصف مع الهلال، وكانت الأشهر الستة الأولى، جيدة جدًا، لأنني سجلت الكثير من الأهداف في الدوري، إضافة إلى دوري الأبطال.

أحد أهدافي التي سجلتها في دوري أبطال إفريقيا 2011، كان في شباك فريق القطن الكاميروني، بملعب الهلال بأم درمان، وتمكنا من التأهل إلى الدور التالي (الدور نصف النهائي) من البطولة.

في الواقع ، ما تسبب في إنهاء التعاقد مع الهلال، هو أن إدارة النادي لم تتمكن من دفع راتبي. انتظرت حوالي ثلاثة أشهر من أجل الحصول على مستحقاتي المنصوص عليها في العقد، وعقدت اجتماعات مع رئيس النادي في ذلك الوقت، حيث طالبني أن أتحلى بالصبر، مع وعدي بحل المشكلة، لكنه لم يفعل ذلك.

لم يعلم أحد لماذا تركت النادي، لأنني أبقيته على نفسي، لكن ذلك كان سبب مغادرتي الهلال، وليس خلاف ذلك.

هدف أوتوبونج مع فريقه الهلال السوداني في شباك القطن الكاميروني بدوري أبطال إفريقيا 2011


هدف أوتوبونج مع الهلال في شباك الأمل عطبرة بالدوري السوداني


بعد موسم واحد، قضيته مع الهلال السوداني، لماذا قررت العودة من جديد للاتحاد السكندري؟

قررت العودة إلى الاتحاد، بسبب الحب الذي أكنه للنادي وللمدينة ولمشجعي الفريق، على الرغم من أنه كان لدي عروض أخرى، مثيرة للاهتمام، أفضل من تلك التي قدمها الاتحاد.

رحلت هذه المرة قضيت نصف موسم مع الاتحاد، قبل أن تنتقل على سبيل الإعارة إلى النصر الليبي في يناير 2013، وذلك حتي نهاية الموسم؟ ما الذي تغير هذه المرة في مسيرتك مع الاتحاد، عن المرة السابقة؟

أنت تعلم أن الأجواء في مصر – في ذلك الوقت – كانت صعبة بالنسبة لكرة القدم والشعب المصري .. مصر في ذلك الوقت كانت قد خرجت من ثورة جعلت الأمور مختلفة قليلاً .. لم يكن الجو كما هو لأن بعض الناس لم يكن يشعروا حقًا بالأمان للذهاب إلى هناك ولعب كرة القدم أو دعمها .. لم نستمتع حقًا بكرة القدم في ذلك الوقت في مصر.

بعد فترة قضيتها مع فريق الكوكب المراكشي في المغرب، عدت مرة ثالثة إلى مصر، وانضممت إلى فريق مصر للمقاصة، لكن مسيرتك مع الفريق لم تستمر طويلًا، فماذا حدث؟

عندما جئت من المغرب إلى مصر، للمرة الثالثة، مع فريق مصر المقاصة، كان لدي عقد قصير الأجل مع النادي لمدة 6 أشهر ، وبعد ذلك كنت حر في الذهاب إلى أي وجهة اختارها.

تم معاملتي بشكل جيد للغاية. وبعد انتهاء عقدي، سافرت إلى بلادي لقضاء العطلات، والتفكير في خطوتي التالية.

(هدف لأوتوبونج مع مصر للمقاصة في شباك الداخلية)
 

ما الأندية التي لعبت لها بعد رحيلك عن مصر المقاصة؟

بعد مغادرة مصر المقاصة، انتقلت إلى قبرص التركية، حيث لعبت مع فريق كوتشوك كايماكلي ترك من 2015 إلى 2016، ثم عدت بعدها إلى الكاميرون، ولعبت مع فريق (نيو ستارز دوالا)، منذ عام 2017.



خلال الفترة التي تواجدت فيها بمصر، ما تقييمك لمستوى الدوري المصري الممتاز؟

بصراحة تفاجأت بمستوى الدوري المصري .. المنافسة بين الأندية قوية، كما تضم الأندية لاعبين جيدين جدًا.

شاهد أهداف أوتوبونج مع الاتحاد السكندري في موسم 2010-2011


فريقان مصريان وصلا للدور نصف النهائي بدوري أبطال إفريقيا.. الأهلي أمام الوداد المغربي، والزمالك أمام الرجاء المغربي، فما توقعاتك لتلك المباراتين؟

بصراحة سيكون الأمر صعبًا .. كما تعلم، فمنذ فترة طويلة، يهيمن الأهلي على كرة القدم الإفريقية. ولكن منذ عدة سنوات، استثمرت العديد من الفرق في الحصول على لاعبين جيدين، مما يجعل المنافسة أكثر صعوبة.

الفرق الأربعة التي وصلت للدور نصف النهائي، هي فرق أسطورية في قارتنا الإفريقية الجميلة، لذا سيكون من دواعي سروري مشاهدة هذه المباريات.

سيكون الأمر صعبًا حقًا، لكني آمل أن يتأهل الفريقان المصريان لنهائي دوري الأبطال.. أريد حقًا مشاهدة نهائي بين الأهلي والزمالك. وهذا بسبب حبي لمصر و شعب مصر، وبالطبع هم يستحقون الوصل للنهائي بسبب حبهم الاستثنائي لكرة القدم.

مدينة دوالا، التي تعد مسقط رأسك، سوف تستضيف أول نهائي لدوري أبطال إفريقيا بشكله الجديد، وذلك على ملعب (جابوما ستاديوم)، بعد القرار الذي اتخذه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، مؤخرًا، فما رأيك؟

إنه لشعور عظيم بالنسبة لي وشرف لبلدي أن يتم اختيارها لاستضافة نهائي دوري أبطال إفريقيا.

أنت تعرف أن كرة القدم الإفريقية تنمو بسرعة كبيرة، وأنا فخور ببلدي الكاميرون، للجهود التي بُذلت من أجل تشييد ملعب رائع كملعب (جابوما) الذي يعد واحد من أفضل الملاعب في أفريقيا.

أعلم أنه سيكون من المثير للغاية، مشاهدة المباراة النهائية هنا في الكاميرون. وكما قلت من قبل أتمنى أن يصل الناديان المصريان إلى النهائي، ولكن أكثر من ذلك أتمنى لجميع الفرق التي وصلت إلى هذه المرحلة، الأفضل دائمًا، لأنه ليس من السهل أن تكون هناك.