رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

«السير الأول والأخير».. حكايات قديس الأولد ترافورد سر الفيرجي تايم والعودة من الاعتزال (1)

الكابتن

أنا أليكس فيرجسون أو كما يلقبوني بالسير ها  أنا اتقاعد عن عملي كمدرب بعد سنين طويلة من التوتر والأرق والأعصاب المشدودة والكثير من العلكة الي تمضغ من أجل امتصاص الخوف، ولكن قررت أخيراً أن أجلس على الأريكة واحتسي بعض الجعة الباردة وأحكي لكم أبرز ما مررت به في حياتي.

26 عاماً بين جدران أولد ترافورد في مانشستر تعاملوا معي وكأني قديسهم الأول والأخير أحبهم من أعماق قلبي ولكن سأخبرهم الآن بأصعب ما مررت به ومروا به أثناء مشوارنا الطويل لحظات صعبة وأخرى سعيدة لا تصدق ولكن ملخص تلك المسيرة كان الإيمان ولا شيء غيره.

 

الفصل الأول.. «التراجع عن الاعتزال»

في ديسمبر 2001 كنت أجلس على الكرسي في منزلي في ليلة الكريسماس ونمت قليلاً، زوجتي ايقظتني وقالت لي أليكس لن تعتزل أولادك وأنا قررنا عدم اعتزالك لازلت صغيراً ومازال لديك الكثير، تستطيع تكوين فريق جديد لا تكن جباناً.

قرار اعتزالي في 2001 كان بسبب خوفي من ما قاله مارتن إدواردز بعد نهائي برشلونة عام 99 عندما سؤل ما هي الوظيفة التي يمكن أن أشغلها بعد الاعتزال، ليقول: "لا نريد تكرار سيناريو مات بازبي في النادي مرة أخرى"، بازبي كان قد جعله مدير عام ولكن المشاكل قد أثيرت بسبب تدخله في عمل المدرب، التصريحات لم تعجبني كثيراً.


بعد ليلة برشلونة 99 شعرت بأنني قد وصلت للقمة كنت أعاني من المشاكل دائماً لذلك كنت أود الاعتزال، سني وصل إلى 60 عاماً وصلت للقمة في البطولات، كنت خائف من وصولي للستين شعرت بأنني تغيرت كثيراً بمجرد دقات الساعة بعامي الجديد، لا تنسوا بدأت التدريب في الـ32 عاماً، عامي الستين كان عائق نفسي ويمنعني من الاحساس بأنني شاب، شعرت وقتها بأنني حققت كل أحلامي, تخيلت أن مارتن حاول إبعادي عن النادي.

كنت قلق لا أخفي عليكم أخبرت النادي بأنني رحلت وعليكم البحث عن مدرب أخر كيف سأتراجع عن تلك الفكرة يا كاثي "كاثي هي زوجته"، أخبرتني بأنني أحمق لأنهم سينتظرون لحظة للتراجع عن كل هذا أنا فعلت الكثير للنادي.

في اليوم التالي تحدثت إلى مورنس وادكنز وأخبرته بأنني أتراجع ضحك كثيراً وكان سعيداً للغاية النادي بالفعل كان قد استقر على البديل السويدي إيركسن كلكم تعرفوه بكل تأكيد.


عدت وقرر تكوين فريق جديد علي أن أفوز ببطولات أكثر وأن طماع نوعاً ما بشكل لا يضر أحد.

التدريب هي مهنة الانعزال لم أكن أحب هذا الشعور كنت أحب التواصل مع الأخرين من وقت إلى  أخر كنت أحب تواصل اللاعبين معي بسبب مشاكل عائلتهم.

المساعدين الخاصين بي في التدريب تغيروا كثيراً خلال مسيرتي كلهم دربوا أندية كبيرة فيما بعد وأبزهم كارلوس كيروش كان جيد للغاية لديه فكر رائع متألق ودقيق في تفاصيله، عندما اتخذت قرار تعيينه كنت احتاج إلى مدرب لا من أوروبا الشرقية يتحدث لغتين أو ثلاثة على الأكثر بطلاقة لضم لاعبين من أمريكا الجنوبية ويساعدني في البحث سألت حينها كوينتل فورتشن عليه وأجابني "رائع يا زعيم".

في عام 2002 عندما جاء للمقابلة معي في مكتبي من أجل وظيفته جاء مرتدياً بدلة رسمية وكان لبق وذكي للغاية في الكلام، قبلت به في نفس الوقت.


في عام 2003 وأنا في إجازتي اتصل بي وطلب مني الاجتماع فوراً توقعت بأنه سيرحل مثل الذين سبقوه، ركب الطائرة إلى فرنسا اتفقنا على الملاقاة في مطار مدينة نيس.

أخبرني بأن ريال مدريد عرضوا عليه وظيفة أخبرته بأن الأمر في ريال مدريد صعب لكن ريال مدريد يمكن أن ترحل من لديهم بعد عام لكن معي في مانشستر ستبقى لأخر العمر، بعد 3 أشهر كان يريد الرحيل من ريال مدريد كان برتغالي مجنون ومتهور ذهبت إلى إسبانيا لإقناعه بالبقاء لنهاية الموسم والعودة ليونايتد معي في نهاية الموسم وبالفعل لم يشغل أحد مقعد المساعد في ذلك الموسم لكنني أجريت مقابلة مع الهولندي "مارتن يول" في ذلك الوقت.

مارتن يول كان مبهوراً للغاية كان يريد العمل معي بأي شكل لكنني اعتذرت له بعد أن عاد إلينا كيروش مرة أخرى وعند رحيله في 2008 كنت متفهم هذا للغاية من أجل تدريب منتخب البرتغال، كان لديه كل الصفات التي تجعل منه مدرب مانشستر يونايتد ويسطر التاريخ، هو أفضل شخص عملت معه في مسيرتي.


بعد عودتي من الاعتزال وجدت أن شمايكل رحل ودينيس إيدوين رحل هو الأخر، فشلت في التعاقد مع فان دير سار من يوفنتوس عوضنا شمايكل بالحارس ريموند فان دير جو لم يكن سيء لكنه كان مهزوزاً في الكثير من الأوقات.


مارك فوزينتش كان أسواً محترف للغاية قابلته في حياتي كان يحب الأكل ولا شيء سوى الأكل.


موسيمي تايبي لم يعطنا ما نريده أيضاً ورحل بعد موسم واحد إلى إيطاليا مرة أخرى وطوينا الصفحة سريعاً.


فابيان بارتيز كان حارس رائع لكن رفض عائلته الرحيل من فرنسا والقدوم معه أهدر له الكثير من الوقت من أجل السفر وأضاع من تركيزه ليرحل بعد هذا.


عندما قررت الرحيل اللاعبين قدموا أسوأ أداء وفكروا في المدرب القادم أنا أيضاً تراخيت كثيراً كان هذا أسوأ قرار لي، في موسم تراجعي عن الاعتزال لم نحقق أي بطولة أنهينا الدوري في المركز الثالث وودعنا دوري الأبطال في نصف النهائي أمام بايرن ليفركوزن وأنفقنا الكثير في التعاقد مع رود فان نيستلروي وفيرون ولوران بلان الذي تعاقدت معه بدل يان ستام الذي كان رحيله أسوأ قرارتي.

الكل يتسائل عن "الفيرجي تايم" شاهد مسيرتي مع مانشستر في أخر ربع ساعة ستجد  أن معظم تاريخي كان في الربع ساعة الأخيرة، عندما كنت اضغط على ساعتي كان الجميع يخاف ويعلمون بأننا سنسجل، الأمر كان يبدون وكأننا لدينا مغناطيس مع الدقائق الأخيرة، فريقي كان لديه إيمان كامل بأننا سنسجل في أخر دقيقة، خطتي كانت "ابقوا هادئين حتى تأتي أخر ربع ساعة وهيا بنا إلى أقصى درجات المجازفة والجنون وقتها".

مباراة توتنهام في موسم عودتي من الاعتزال تأخرنا بثلاثية في الشوط الأول ولكن النتيجة عادت إلى 5-3 في نهاية المباراة هل رأيتوا جنون أكثر من هذا.

في 2002 كنت واقف بأننا سنلعب نهائي دوري أبطال أوروبا في جلاسكو مدينتي وبدأت البحث عن الفندق الذي سنجلس فيه ولكن بيرباتوف ومايكل بالاك قضوا علينا.

هذا هو الفصل الأول في قصتي ولكن للحديث بقية يا أولاد...