رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحلم الضائع (1).. شيكابالا .. فشل في خلافة كريستيانو وحُرم من باريس سان جيرمان

شيكابالا
شيكابالا

ذخرت الكرة المصرية على مر تاريخها بالعديد من المواهب، بعضهم يبدأ مسيرته في الدوري المصري وينهيها فيه، وبعضهم يمتلك الموهبة ولكن يضيعها للعديد من الأسباب ولا يستمر في مشواره مع الساحرة المستديرة، والبعض قد ينجح في لفت نظر الأندية الأوروبية، لكنهم يعودوا من تلك الرحلة خارج البلاد بعد فترة قصيرة لأسباب كثيرة، ويبقى الاستثناء الوحيد في هؤلاء اللاعبين في وقتنا الحالي هو محمد صلاح والذي أصبح فخرًا لبلدنا وللقارة بأكملها.

 

لدينا العديد من اللاعبين الذين خاضوا تجربة الاحتراف الأوروبية، لكن ماذا كانت النتيجة؟ فشل ذريع وعودة لأراضي الوطن لأسباب عديدة يكمن بعضها لغياب العقلية ولعدم الانضباط، لعدم التأقلم مع الأجواء في الخارج، ولعدم تحمل اللاعب مسئولية تجاه نفسه ووطنه في رحلته الخارجية لتشريف مسيرته وبلده.

 

سنعرض في تلك السلسلة من التقارير، نجوم خاضوا تجربة الاحتراف، لكنهم فشلوا في إثبات أنفسهم، وانتهت مسيرتهم سريعًا بأيديهم، أو عادوا لمصر للعب في الدوري المحلي، وسنستعرض اليوم قصة شيكابالا الفهد الأسمر وجناح نادي الزمالك مع تجاربه الاحترافية المختلفة.

 

بدأ شيكابالا مسيرته الكروية عبر بوابة ناديه الزمالك، وانضم للفريق الأول و عمره 15 عاما و8 أشهر فقط وقضى موسمين بالفريق الأول، تألق فيها بشدة ولفت الأنظار ليتلقى عرضًا من نادي جينت البلجيكي، ثم عرضًا آخرًا من نادي مارسيليا الفرنسي مقابل مبلغ مليون دولار في عام 2004، تم رفض العرضين، لكن في عام 2005، هرب شيكا من القلعة البيضاء، وسافر لليونان لخوض أول تجاربه الاحترافية مع نادي باوك، بعدما سبب أزمة بين الناديين لدى الفيفا، والذي حسم في الأخير موقف اللاعب وأكد سلامة مشاركته مع النادي اليوناني.

 

تعلم منه الكرة يا ريفالدو

شيكابالا قدم لليونان ولم يتجاوز عمره 19 عامًا، قضى موسمًا وحيدًا، شارك في 28 مباراة بمجموع دقائق 1810 دقيقة، سجل 4 أهداف وصنع 8 لزملائه، أبهر الجميع في بلاد الإغريق، قاد فريقه للفوز على منافسهم التقليدي أولمبياكوس، جعل الجميع تهتف باسمه، جعلهم يهتفون لريفالدو الأسطورة البرازيلية ولاعب أولمبياكوس آنذاك:" تعلم ياريفالدو الكرة من شيكابالا."


شيكابالا كان ناجحًا مع باوك لكنه لم يتحل بالانضباط كما كانت تذكر وسائل الإعلام وهو أمر طبيعي لصغر سن الفهد الأسمر، تلقى عروضًا من باريس سان جيرمان الفرنسي وأيندهوفن وألكمار الهولنديين، لكنه لم يذهب لأي منهم، ولم يستمر في فريقه اليوناني، تم استدعائه للتجنيد وعاد لمصر، وقع للنادي الأهلي قبل أن يتراجع ع ويعود لناديه السابق الزمالك، لتنتهي أول تجاربه الاحترافية.

 

ثاني تجاربه الاحترافية وفشلها قبل أن تبدأ مع أندرلخت

في عام 2011، قام شيكابالا بالتوقيع مع نادي أندرلخت البلجيكي، وفسخ عقده مع الزمالك من طرف واحد، كانت رغبته كبيرة بخوض تجربة الاحتراف الثانية، وأعلنها صريحة أنه لا يريد اللعب للزمالك ويرغب في اللعب لأندرلخت حتى لو بمقابل مادي أقل، ليقدم الزمالك شكوى للفيفا، ولخوف أندرلخت من العقوبات عليه وعلى شيكابالا، تراجع عن إتمام الصفقة، وهو نفس موقف الفهد الأسمر الذي غير موقفه وأعلن رغبته في الاستمرار داخل جدران القلعة البيضاء، لتفشل ثاني تجارب شيكا الاحترافية قبل أن تبدأ.

 

إعارة للوصل الإماراتي

ذهب شيكابالا لنادي الوصل الإماراتي على سبيل الإعارة بعد مشادته مع حسن شحاتة المدير الفني للفريق الملكي آنذاك في عام 2012، مقابل مليون يورو في مبلغ مهول على إعارة استمرت لنهاية شهر يناير من عام 2013.

 

أحرز شيكابالا 7 أهداف في 13 مباراة مع الوصل، ونال إعجاب الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني للفريق آنذاك.

 

أسوأ خليفة لكريستيانو في سبورتينج لشبونة

في يناير من عام 2014، انتقل شيكابالا لنادي سبورتينج لشبونة البرتغالي مقابل 700 ألف يورو، النادي كان واثقًا بشكل كبير في إمكانيات شيكابالا، لدرجة منحه رقم الأسطورة كريستيانو رونالدو لاعب الفريق السابق مع الفريق وهو الأمر الذي نال انتقاد الكثير من المتابعين والمشجعين للنادي هناك.

 

شيكابالا كان أسوأ من ارتدى قميص 7 في الفريق البرتغالي، ففي رحلة استمرت قرابة العام ونصف، لم يشارك الفهد الأسمر سوى في مباراة وحيدة وكانت ودية أمام الاتحاد السكندري، لتنتهي رحلة شيكابالا مع واحد من أكبر الفرق البرتغالية بدون تسجيله لأهداف، أو صناعته لأهداف، أو مشاركته من الأساس.

 

بعد ذلك عاد شيكابالا للزمالك في عمر الـ 29 عامًا، وضاعت عليه كل فرص النبوغ في الاحتراف بحكم السن، ذهب فقط لإعارة في نادي الرائد السعودي أعادته لمنتخب مصر وأشركته في كأس العالم 2018 مع الفراعنة بفضل أدائه الرائع، ثم إعارة أخرى قصيرة لنادي أبولون اليوناني، لتنتهي مسيرة شيكا الاحترافية، في انتظار نهاية رحلته مع كرة القدم والتي كان فيها معشوقًا لجماهير الأبيض الزملكاوي، لكنه بكل أسف لم ينجح في تجاربه الاحترافية.