رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فلاش باك.. كيف نجا مانويل جوزيه من مقصلة السوشيال ميديا؟

الكابتن

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي "السوشيال ميديا" لها تأثيرا كبيرا في حياتنا بشكل عام، لكن لم يكن يتوقع أي مشجع لكرة القدم، أن يصل هذا التأثير الكبير على قرارات مجالس الإدارات داخل الأندية.

ليس ذلك فحسب بل وصل التأثير أيضا إلى حد تقييم اللاعبين والمدربين، ومنح صكوك الولاء والانتماء لهذا اللاعب ونبذ الآخر ووضعه في قائمة العملاء والخونة في حال غضب عليه الجمهور.

الجميع يعلم كيف لعب البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني الأسبق للنادي الأهلي دورا كبيرا في البطولات والألقاب التي توج بها المارد الأحمر طوال السنوات الماضية على مدار 3 ولايات ومراحل.

وتأتي قيمة وعبقرية جوزيه ليس من قدراته الفنية فقط لكن من شخصيته وصرامته الكبيرة أيضا والتي ساهمت بشكل كبير في تأسيس جيلا وضع الأهلي ومنتخب مصر على منصات التتويج لأكثر من 10 سنوات.

لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو كانت السوشيال ميديا متواجدة بقوة في مراحل مانويل جوزيه مع الأهلي؟ هل كان سيحقق جوزيه كل هذا النجاح الكبير؟.

الإجابة بالطبع لا، لقد ساعد غياب وسائل التواصل الاجتماعي في تلك الفترة وتحديدا قبل عام 2014 والتي شهدت تحولا كبيرا في السوشيال ميديا وظهر تأثير الصفحات الرياضية ذات الجماهيرية الكبيرة على توجهات الجماهير بشكل كبير، ولكنها توجهات تخدم مصالح أشخاص بعينهم وليس مصلحة الأندية.

لهذا السبب، يكون جوزيه قد نجا من مقصلة السوشيال ميديا التي لا ترحم والتي ستكون عائقًا على السويسري رينيه فايلر في مشواره نحو إعادة إمبراطورية البرتغالي من جديد.

كيف اتفق فايلر مع جوزيه؟

اتفق المدرب السويسري مع مدرب الأهلي الأسبق في التعامل بصرامة مع كبار الفريق، وعلى فرض شخصية الجهاز الفني وليس المدير الفني فقط.

ويتضح هذا الأمر في تناوله لملف التجديد للرباعي عاشور وفتحي وإكرامي ووليد سليمان، حيث كان المعيار الرئيسي الذي اعتمد عليه المدير الفني للمارد الأحمر هو المعيار الفني والإبقاء على اللاعب الذي سيحقق له الاستفادة الفنية خلال الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من نجاح فايلر بمساعدة مجلس الإدارة الحالي في تحقيق استراتيجية الجهاز الفني، إلا أن السوشيال ميديا وتوجهات بعض الجماهير كانت عائقا أمام، فنرى بعض الجماهير من محبي حسام عاشور قائد الفريق تهاجمه بسبب رفضه تجديد عقد اللاعب.

ونرى أحمد فتحي، غاضبا من عدم اعتماد فايلر عليه أساسيا في جميع المباريات، بل ويحملّه مسؤولية عدم تجديد عقده داخل القلعة الحمراء.

كل هذا يؤكد أن جوزيه كان محظوظا بغياب السوشيال ميديا، والتي كانت من الممكن أتطيح به لمجرد عدم الدفع بـ6 لاعبين من كبار الفريق في مباراة ريال مدريد الودية التي أقيمت في أغسطس عام 2001 والتي حقق فيها المارد الأحمر مفاجأة القرن بالفوز على بطل أوروبا بهدف نظيف.

جوزيه قرر المغامرة ودفع باللاعبين الشباب من أجل إرهاق نجوم الريال بدنيا، مستغلاً عامل الإرهاق الذي عانى منه لاعبو المرينجي قبل انطلاق المباراة وهذا ما حدث وتوقعه المدرب، لكنه فوجىء في المران الأول عقب المباراة ثورة لعدد من اللاعبين الكبار بالفريق عبروا عن غضبهم الشديد بسبب عدم مشاركتهم في المباراة التاريخية.

ورد عليهم جوزيه بصرامة " نحن لا نجامل هنا، نحن نلعب للفوز في كل مباراة لا لتلتقط الصور ونمزح مع أصدقائنا!"، وتحقق ما أراد جوزيه في النهاية، فهل سيتحقق ما يريده فايلر ويصبح جوزيه جديد؟!