رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

حضر "كورونا" وغابت الروح الرياضية.. "بنزيما" يعلن الحرب على "جيرو"

الكابتن

في مفاجأة أدهشت الأوساط الرياضية في كل من فرنسا، وإسبانيا شن الفرنسي كريم بنزيما مهاجم فريق ريال مدريد الإسباني حملة عنيفة على مواطنه أوليفيه جيرو رأس حربة فريق تشيلسي الإنجليزي كأنه كان مسئولا عن استبعاده من منتخب فرنسا الفائز بكأس العالم الأخيرة، وهو اتهام لا يمكن أن يكون جيرو مسئولا عنه، وقطعا جيرو لا دور له في قرار المدير الفني لمنتخب فرنسا ديدييه ديشامب في الاعتماد عليه  أساسيا في مركز رأس الحربة بالر غم من الانتقادات الصحفية التي لاحقت جيرو، ويبدو أن بنزيما من فرط إحساسه بالضيق من عدم لعبه كأس العالم مع فرنسا، تصور أن احتلال جيرو لمكانه في المنتخب الفرنسي هو الذي أغلق باب العفو عنه، وعودته إلى المنتخب.

ويبدو أن بنزيما يخلط الأمور عمدا للهرب من مواجهة الحقيقة العنيفة، وهي أن قرار استبعاده من المنتخب الفرنسي قرار مشترك بين ديشامب، والإتحاد الفرنسي، ولا دخل لجيرو فيه.

وتحت تأثير الفراغ الحالي الناتج عن "حبسة" فيروس كورونا للنشاط الكروي في العالم خرج بنزيما على موقع انستجرام بفيديو يفرغ فيه شحنة غضبه بسبب الاستبعاد، دون أن يوجه انتقادا مباشرا إلى ديشامب، والإتحاد الفرنسي، لعل الأيام تصلح ما افسده بنفسه،  فاختار الحلقة الأضعف، وهو جيرو الذي يلعب أساسيا في نفس مركزه، فوصف بنزيما نفسه بالفورمولا 1، وجيرو بالكارتينج، والكارتينج تعتبر عادة خطوة أولى في عالم رياضة المحركات.

ربما يرى بنزيما أن جيرو لم يكن له دور في فوز المنتخب الفرنسي بلقب بطولة كأس العالم الأخيرة روسيا 2018 بدليل أنه لم يسجل سوى هدف يتيم، مع أنه لعب كل مباريات البطولة .

ويبدو أن بنزيمة تجاهل أن جيرو هو هداف فرنسا بعد كأس العالم بـ7 أهداف في استحقاقين، الأول بطولة دوري الأمم الأوروبية، والثاني التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2020.

المدهش أن أرقام جيرو بشكل عام مع منتخب فرنسا أعلى نسبيا من بنزيما، إذ لعب بنزيما مع المنتخب الفرنسي 81 مباراة رسمية، وودية، سجل خلالها 27 هدفا، وصنع 18 آخرين.

بينما جيرو مع المنتخب الفرنسي خاض 97 مواجهة مسجلا 39 هدفا، وصنع 10 أهداف.

إذن معدل تسجيل جيرو مع المنتخب الفرنسي أعلى من معدل تسجيل بنزيما، ولكن يتفوق بنزيما بصناعته للأهداف.

ربما وضع بنزيما نفسه في مقارنة مع جيرو في الأندية التي لعب كل منهما لها، وبنزيما لعب لناديين هما أولمبيك ليون، وريال مدريد، وخاض معهما 649 لقاء محرزا 307 أهداف بمعدل 0.5 في اللقاء الواحد كما أنه قدم 159 تمريرة حاسمة.

بينما جيرو لعب في 6 أندية، 4 فرنسية هي جرنوبل، إيستر، تور، مونبيليه، وناديين انجليزيين هما آرسنال، وتشيلسي، وخاض معها 507 مباريات مسجلا 203 أهداف بمعدل 0.4 هدف، كما أنه صنع 80 هدفا.

إذن فارق معدل إحراز الأهداف بين بنزيما، وجيرو 0.1 فقط، وهو فارق ضئيل جدا، لا يقارن على الإطلاق مع الفارق بين الفورمولا 1، والكارتينج.

ربما الفارق الواسع بينهما يظهر في تفوق بنزيما في التمريرات الحاسمة، تعبيرا عن دور بنزيما التكتيكي داخل الملعب، وهو أعلى من دور جيرو لكنه لا يبرر هذه الهجوم الشرس الذي تنعدم فيه الروح الرياضية.