رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يستجيب فيروس كورونا لنداءات ميسي ورونالدو؟

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي

العالم قبل كورونا مختلف عن عالمنا الآن، ومختلف عن المرحلة القادمة، عندما ينتهي هذا الوباء، كل شيء تغير، وكل شيء سيتغير، فيروس كورونا خلف كثيرًا من الدمار وأوقف العالم تمامًا عن جميع أنشطته للمرة الأولى منذ زمن الحروب.

 

القطاع الرياضي تأثر بشكل كبير، أحداث رياضية هامة كالأولمبياد وكأس الأمم الأوروبية قد تم تأجيلها ، والدوريات والبطولات القارية هذا العام في طريقها للإلغاء، بسبب تفشي فيروس كورونا.

 

الأندية تأثرت سلبًا بشكل كبير، اللاعبون أيضًا تأثروا، فالنشاط متوقف منذ قرابة الشهر، التدريبات توقفت ولا توجد مباريات، فقط تدريبات خفيفة في منازلهم ستحافظ على نشاط عضلات أجسامهم فقط ليس إلا.

 

في الأعوام الأخيرة، نجد فرق تسيطر على البطولات، فرق تفرض نفسها على الساحة، كيانات كبرى سيطرت على عالم كرة القدم في السنوات الأخيرة، ريال مدريد وبرشلونة في إسبانيا، بايرن ميونخ في ألمانيا، يوفنتوس في إيطاليا، سداسي كبير في إنجلترا على رأسهم ليفربول ومانشستر سيتي، لكن ومع كل تلك الفرق التي كانت تتبادل السيطرة فيما بينها على زعامة العالم، كان هناك لاعبان فقط، يسيطرا على كرة القدم بالفعل، وهما كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي.

 

صراع ميسي وكريستيانو في الـ 10 سنوات الأخيرة كان من أفضل الأشياء في تاريخ الساخرة المستديرة، كانا الأفضل في العالم ومن ثم يأتي باقي اللاعبين، لكن بالفعل مع تجاوزهما سن الثلاثين قاربت رحلتهما على الانتهاء، وبفيروس كورونا ستتأثر مسيرتيهما وقد يعجل بانتهاء رحلة أفضل لاعبين لمسا كرة القدم في القرن الحادي والعشرين.

 

كريستيانو رونالدو أتم بالفعل في فبراير الماضي عامه الخامس والثلاثين، وميسي سيبلغ عامه الثالث والثلاثين في شهر يونيو القادم، بالكاد لم يتبق لهما الكثير في الملاعب بكل أسف، وما زاد الطين بلة هذا الوباء المسمى بفيروس كورونا.

 

رونالدو يقدم موسمًا جيدًا مع يوفنتوس هذا الموسم، أفضل من موسمه الماضي، هو في صدارة الدوري الإيطالي، وسجل 21 هدفًا في 22 مباراة خاضها، أما في دوري أبطال أوروبا، فوصل معه لدور الـ 16، في انتظار مبارتة الإياب أمام ليون الفرنسي، ولكن وفقًا للمعطيات الحالية، فاستكمال الدوري في إيطاليا التي تعد بؤرة انتشار فيروس كورونا في العالم في الوقت الحالي أمر أشبه بالمستحيل، أيضًا دوري الأبطال من الممكن إلغائه.

 

على الصعيد الدولي، بطولة كأس الأمم الأوروبية تم تأجيلها للعام القادم، ، سيكون عمر كريستيانو وقتها 36 عامًا و4 أشهر، فهل يستطيع رونالدو خوض البطولة؟ إذا شارك فيها على الأقل لن يكون بنفس مستواه هذا الموسم، فالمهاجم البرتغالي سجل في 11 مباراة متتالية هذا الموسم في الدوري في رقم قياسي، فهل سيصبح في العام القادم بنفس الأداء؟

 

غير ذلك، مع تأجيل البطولة الأوروبية، سيتأجل كأس العالم للأندية بنسختها الجديدة، والتي ستكون أكثر قوة وسيسعى رونالدو لإضافتها لقائمة بطولاته ، وقد نرى أيضًا خبر تأجيل كأس العالم قطر 2022، هل سيستمر رونالدو في الملاعب حتى عام 2023؟، كلها حسابات تدور في عقل رونالدو والذي بالطبع يعتبر من أكثر المتضررين جراء تفشي فيروس كورونا.

 

نأتي للساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي، هو متصدر للدوري الإسباني مع برشلونة بعد خطفها من ريال مدريد في آخر الجولات قبل التوقف بسبب فيروس كورونا، ولصعوبة الوضع في إسبانيا، فمن المحتمل أن يتم إلغاء الموسم أيضًا، وفي دوري أبطال أوروبا، كان الفريق يسير بشكل جيد وتأهل لدور الـ 16.

 

وعلى صعيد المنتخبات، الأمر لا يختلف كثيرًا عن غريمه رونالدو، تم تأجيل كأس كوبا أمريكا للعام القادم، بالإضافة لأولمبياد طوكيو ، والذي تأهل لها راقصو التانجو الصغار، وبكل تأكيد كان ميسي على رأس قائمة المطلوبين لقيادتهم في العرس العالمي.

 

مسيرة النجمين قاربت على الانتهاء بكل تأكيد، و هذا الجيل والساحرة المستديرة ستخسر الكثير من المتعة بعد انتهاء الصراع الشرس بينهما، صراع لن ينتصر فيه أحد سوى المشجع والمشاهد والمحب لكرة القدم، لذا يا فيروس كورونا، هلا تستمع لرسالتهما وتتوقف حتى يستمرا في إمتاعنا؟