رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى عيد ميلاده.. نوير: الوقت وحده يثبت صحة النظريات

مانويل نوير
مانويل نوير

«حارس المرمى الجيد مثل الشعر، يولد ولا يصنع»، خرجت هذه الكلمات من «لي ريتشموند روس» حارس منتخب ويلز الأسطوري في القرن الماضي في وصفة لحارس كرة القدم، ضمن كتاب كرة القدم السنوية.

اليوم، الجمعة يحتفل مانويل بيتر نوير حارس مرمى منتخب ألمانيا وقائد بايرن ميونخ بعيد ميلاده الـ 34، أحد أفضل حراس المرمى في العالم آخر 10 سنوات.



نوير تميز بأسلوبه المميز في حراسة المرمى بجانب تقمصه دور المدافع الصريح في كثير من الأحيان والتعامل مع الكرات بشكل جعلت الجميع يلقبه بـ«الأخطبوط»، الكابتن يعيد نشر التقرير التالي في عيد ميلاد الأخطبوط الألماني، كيف تكون حارس مرمى مثاليا عن لسان أبرز حراس المرمى عبر التاريخ.

في 2014 نشرت مجلة «فور فور تو» الإنجليزية عقب تتويج منتخب المانشافت بكأس العالم والذي أقيم في البرازيل، مقالا مطولا يحدثنا عن أسلوب نوير الفريد والذي أوضحه العديد من قبله في السطور الذي نسردها كالتالي.

البداية كانت مع أندرياس كيبكه حارس مرمى ألمانيا السابق ومدرب حراس المرمى الحالي في المنتخب، علق على أداء نوير بعد تحقيق اللقب في 2014 وقال: «لم أر في حياتي مدافعا بهذا المستوى منذ فرانز بيكانبور».



القفزة المفاجأة في تطور نوير الدفاعي، بالتأكيد يرجع الفضل لها حينما تولى بيب جوارديولا تدريب الفريق في 2013 ، نظرًا لقدرة الأخير في جعل الجميع ملتزم تكتيكيًا بالإضافة إلى شخصية نوير القوية والقيادية داخل الملعب.

بعد أن نجحت ألمانيا في تجاوز الجزائر 2-1 بعد انتهاء الوقت الإضافي في ربع نهائي كأس العالم، نوير ظهر في الكثير من الكرات كمدافع خامس للفريق  وسُئل عما إذا كان يواجه الكثير من المخاطر بعد المباراة، وقال: «إذا كنت خائفا، سأبقى على الخط، لا أستطيع أن أبدأ في التردد، عندما أتخذ قرارًا، يجب أن أراه، في بعض الأحيان يكون الأمر قريبًا، لكن لم يتم طردي مطلقًا حتى الآن».

في الملاعب الفرنسية لكرة القدم، كانت يوجد مقولة شهير تقال عندما يتم تبديل حارس المرمى حيث كان يقولون: « حان دورك للذهاب في وسط الغابة»، لكن الفيلسوف الفرنسي ألبيرت كاموس دافع عن ذلك وحول المقولة هذه عندما صرح: « عندما تكون في وسط الغابة تدرك كم هو صعب».

هذه المقولة أثبتها نوير بجدارة في مباراة بايرن ميونخ وروما الإيطالي في دوري أبطال أوروبا بدور المجموعات لموسم 2014، عندما أكمل عدد تمريرات أكثر من 8 لاعبين من صفوف الذئاب.



جيولا كريسكس أسطورة حراسة المرمى في المنتخب المجري في فترة الخمسينات، يشرح لنا كيف تصبح الحارس الذي يقوم بدور التغطية خلف خط الدفاع عندما قال: «أسلوب اللعب الهجومي، جعلني أخذ حرية أكثر في الخروج والمشاركة في الهجمات المرتدة».

وأتم: «في كثير من الأحيان كان يوجد مساحات شائعة خلف خط دفاعنا، فكان على أن أقوم بدور المدافع الأخير والوصول للكرة قبل المنافس».

واحد من الذي لعبوا دورا في تكوين شكل حارس المرمى، هو يوهان كرويف أسطورة المنتخب الهولندي وواحد من أعظم لاعبي كرة القدم على مر التاريخ، والذي حرص على لعب حارس المرمى دور في الملعب كبقية اللاعبين.

كرويف عندما كان يتولى الإدارة الفنية لنادي أياكس، نصح حارس مرمى الفريق حينها ستانلي مينزو وقاله له «اخرج واصنع أخطاء» والذي كانت رسالة للحارس الذي تألقه بعد ذلك.

فلسفة كرويف العبقرية لم تقف عند هذا الحد، بل استمرت مع فيكتور فالديز صاحب الـ10 سنوات والذي انضم إلى أكاديمية النادي الكتالوني في 1992 عندما كان كرويف مدربًا للفريق، ثم أصبح بعد سنوات الحارس الأساسي للفريق ويقدم كرة قدم رائعة مع فرانك ريكارد وبيب جوارديولا بالرغم من عدم براعته في التصدي للعديد من الكرات، إلا أنه كان مكملًا لفريق يقدم كرة ممتعة ويبني اللعب من الخلف في هذا الوقت