رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد عام من عودته ماذا قدم زيدان مع ريال مدريد

زين الدين زيدان
زين الدين زيدان

 في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من شهر مارس عام 2019، أعلن نادي ريال مدريد، عن إعادة تعيين الفرنسي زين الدين زيدان، أسطورة النادي لعبًا وتدريبًا، في منصب المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بالنادي الإسباني، خلفًا للمقال سانتياجو سولاري.

 

كانت التوقعات عالية لزيدان، مع التأكيد أن الرجل الفرنسي تلقى وعودًا وصلاحية كاملة لتشكيل وتكوين فريق الأحلام لنادي القرن العشرين، لذا فإن زيزو كان مطالبًا فقط الموسم الماضي بإنهائه بشكل جيد يليق بسمعة وشكل النادي الأكثر تتويجًا بلقب دوري أبطال أوروبا.

 

ريال مدريد كان قد خرج من دوري أبطال أوروبا أمام أياكس الهولندي بخسارة ثقيلة على ملعبه سانتياجو برنابيو، وودع أيضًا كأس إسبانيا أمام غريمه التقليدي فريق برشلونة، وبشكل كبير كان قد خسر سباق الدوري الإسباني لصالح نادي برشلونة، والذي توج به في نهاية المطاف.

 

بدأ زيدان مشواره مع الفريق بانتصارين على سيلتا فيجو وهويسكا، قبل أن يخسر أمام فالنسيا، واستمر تذبذب النتائج ما بين فوز وتعادل وهزيمة حتى نهاية الموسم، لينهي الفريق المسابقة في المركز الثالث، بعد خسارة الجولة الأخيرة أمام ريال بيتيس بهدفين نظيفين، برصيد 68 نقطة فقط، في أقل مواسم النادي الملكي في العقد الأخير.

 

زيدان خاض 11 مباراة الموسم الماضي، فاز في 5 مباريات، وتعادل في مباراتين، وخسر 4 مباريات أمام فالنسيا ورايو فايكانو وريال سويسيداد وبيتيس، متحصلًا على 17 نقطة فقط، بينما سجل الفريق 16 هدفًا وتلقت شباكه 14.

 

كما ذكرنا لم يكن زيدان مسئولًا عن الموسم الماضي ولا خروجه خالي الوفاض في جميع البطولات، فالرجل الفرنسي تولى تدريب الفريق 11 مباراة فقط، وكان فريقه منقوصًا من لاعبه الأبرز والأهم والأفضل، كريستيانو رونالدو بعد رحيله عن الفريق متجهًا لنادي يوفنتوس الإيطالي، لذا فإن الميركاتو الصيفي كان هامًا جدًا لزيدان وريال مدريد، بعد تلقيه وعودا من بيريز رئيس النادي بجلب له ما يريده من اللاعبين.

 

كثرت الأقاويل عن اهتمام ريال مدريد بأفضل اللاعبين في العالم في جميع المراكز، محمد صلاح، ساديو ماني، كيليان مبابي، بول بوجبا، نجولو كانتي، إيدين هازارد، دي ليخت، كوليبالي، هاري كين، لكن ما حدث في الميركاتو الصيفي لم يكن مثل التوقعات.

تعاقد ريال مدريد مع البلجيكي إيدين هازارد قادمًا من صفوف نادي تشيلسي الإنجليزي، مقابل 100 مليون يورو، لتعويض رحيل رونالدو، بعد إشاعات ربطت اللاعب بالإنضمام للميرنجي منذ أكثر من 5 أعوام.

 

ريال مدريد أيضًا تعاقد مع الصربي لوكا يوفيتش في مركز رأس الحربة، فيرنالاند ميندي في مركز الظهير الأيسر بـ50 مليون يورو، وهو نفس المبلغ الذي أتم به صفقة المدافع البرازيلي ميليتاو قادمًا من نادي بورتو البرتغالي، بالإضافة للبرازيلي الشاب رودريجو جويس، وأريولا الحارس الفرنسي، بينما رحل عن الفريق الحارس الأمين كيلور نافاس، ماتيو كوفاسيتش، ماركوس لورينتي، ثيو هيرنانديز، وداني سيبايوس على سبيل الإعارة.

ميركاتو لم يشبع أو يرض طموحات مشجعي النادي الملكي، ربما لم يرض أيضًا رغبات زيزو، لكن الفريق بدأ الموسم على أي حال بقائمة على رأسها البلجيكي إيدين هازارد.

 

بدأ زيدان الموسم بفوز على سيلتا فيجو مثلما فعل الموسم الماضي، ثم تعادلين مع فياريال وبلد الوليد في الدوري الإسباني، كانت النتائج متوازنة، حتى خسر الفريق بثلاثية في افتتاحية دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، حيث خرج البعض يذكر أن زيدان ليس الرجل المناسب لبناء فريق الأحلام، وخرجت فئة أخرى تدافع عنه وتبرر له بأن بيريز لم يساعده بالشكل الكافي.

 

ريال مدريد تعادل في ثاني مبارياته في دوري الأبطال أمام كلوب بروج البلجيكي، ليتأزم موقفه في المجموعة ، لكنه استرد عافيته وتأهل في الأخير في المركز الثاني خلف بي إس جي.

 

استعاد ريال مدريد رونقه وبريقه، وذلك في شهري نوفمبر وديسمبر، لكنه خسر جهود إيدين هازارد لتعرضه للإصابة، ليغيب لمدة 3  أشهر.

 

زيزو اكتسح الأخضر واليابس في إسبانيا نهاية العام الماضي، تعادل مع برشلونة بصعوبة في مباراة كان يستحق فيها الفوز وذلك في الليجا، خاض كأس السوبر الإسباني في السعودية وتوج به على حساب غريمه أتليتكو مدريد، ليخرج مشجعو الفريق الملكي مهللين وفرحين، وارتفع سقف الطموحات لرفاق كريم بنزيما.

 

ارتقى ريال مدريد لصدارة الدوري وسط تراجع من برشلونة، وعاد إيدين هازارد للمشاركة في التدريبات، وكان كل شيء يوحي بأن الأمور تسير لموسم ممتاز للفريق الملكي، لكن ما حدث في شهر فبراير كان سيئًا.

 

ريال مدريد وضع بطولة كأس ملك إسبانيا من دور ربع النهائي على أرضه أمام ريال سويسيداد، ثم تعرض هازارد للإصابة مرة أخرى في الدوري الإسباني، ليتأكد غيابه عن بقية الموسم، تعادل مع سيلتا فيجو وخسر أمام ليفانتي في الدوري الإسباني، لتذهب الصدارة لبرشلونة، قبل أن يخسر على أرضه أمام مانشستر سيتي الإنجليزي في ذهاب دور الـ16.

 

ماذا حدث؟ كان الريال في طريقه للمنافسة على كل البطولات، الأمر بدأ مع كأس ملك إسبانيا، ثم دوري أبطال أوروبا قبل أسبوع من مباراة العودة الصعبة أمام مانشستر سيتي في إنجلترا، لذا فصب زيزو تركيزه في مباراة الكلاسيكو أمام برشلونة في الدوري، ليظهر ريال مدريد في أفضل شكل وأروع أداء، مع نتيجة مثالية بفوز بثنائية على فريق برشلونة والذي يقدم أسوأ مواسمه ، ليصعد لصدارة الدوري مرة أخرى.

 

الصدارة لم تدم مع ريال مدريد سوى أسبوع وحيد، حيث خسر أمام ريال بيتيس، والذي لم يستطع زيزو الانتصار عليه في 3 مباريات منذ توليه الفريق في تلك الولاية، ليعود كابوس شبح الموسم الصفري مرة أخرى في أذهان مشجعي ريال مدريد.

 

الفريق لا بديل له عن الفوز في جميع المباريات القادمة في الدوري، والظهور بالأداء الذي ظهر عليه في مباراة الكلاسيكو الأخيرة، أمام مانشستر سيتي في دوري أبطال أوروبا للصعود لربع النهائي.

 

زيدان خاض هذا الموسم 39 مباراة، فاز في 23، تعادل في 10 وخسر في 6، وسجل لاعبوه 81 هدفًا، وسكنت شباكه 36، موسم غير جيد لريال مدريد مع زيدان، بالتأكيد لديه نسبة كبيرة في تحمل تلك النتائج السلبية، لكن الفريق لديه نقص في عديد من المراكز، الفريق ليس لديه جناح أيمن، يلعب بجناح أيسر لا يتخطى عمره الـ20 عامًا، يحتاج للتجديد في خطي الدفاع والوسط، لذا فأن الفريق بحاجة لتدعيم صفوفه العام القادم، حتى لا نرى موسمًا أسوأ من سابقيه للنادي الملكي.