رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

كلاسيكو الحسم كيف يلعب ريال مدريد وبرشلونة قمة صدارة الليجا

ريال مدريد وبرشلونة
ريال مدريد وبرشلونة

في مواجهة من العيار الثقيل، يستقبل ريال مدريد الإسباني غريمه التقليدي برشلونة، في العاشرة مساءً اليوم، ضمن منافسات الأسبوع السادس والعشرين ببطولة الدوري الإسباني.

ويبحث الفريقان عن 3 نقاط هي الأغلى في صراع الصدارة بين قطبي إسبانيا والكرة العالمية، إذ يسيطر الفريق الكتالوني على القمة بـ55 نقطة، وخلفه يأتي «المرينجي» بـ53 نقطة.

النادي الملكي يدخل هذه المواجهة بمعنويات منخفضة وحالة نفسية سيئة لمروره بفترة هي الأسوأ في الموسم، بعد الخسارة في مدريد أمام مانشستر سيتي، بذهاب دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا، بهدفين مقابل هدف، وقبلها السقوط أمام ليفانتي والتعادل أمام سلتا فيجو بالدوري.

ويجد «ريال زيدان» الذي ودع كأس الملك نفسه في موقف صعب للغاية، فلم يعد أمامه سوى الفوز بـ«الكلاسيكو» للحفاظ على حظوظه في «الليجا»، وذلك قبل مباراة الإياب أمام «السيتي» في دوري الأبطال.

ولأن المصائب لا تأتي فرادى، يعاني الفريق من غيابات مؤثرة للغاية بعد إصابة البلجيكي إيدين هازارد، وإيقاف البرازيلي رودريجو. لكن رغم كل المشكلات التي تحاصر «الميرنجي»، يبقى زين الدين زيدان، المدير الفني للفريق، قادرًا على خلق حلول تعبر  تحقق انتصاراً هو في أمس الحاجة إليه، خاصة في ظل وجود معاناة بالجهة المقابلة لدى برشلونة.

ومن هنا يبقى رهان «زيزو» الأول هو اللعب على ثغرات برشلونة، التي تتمثل في البطء الشديد والميل إلى الاستحواذ السلبي عوضًا عن عدم القدرة على خلق حلول للوصول إلى المرمى، إذا لم يكن الحل فرديًا كالعادة لدى الأرجنتيني لونيل ميسي.

وتبقى أهم أسلحة «زيزو» في مباراة الليلة هي الضغط العالي بالشكل الذي يقترب من الطريقة التي واجه بها أتلتيكو مدريد في السوبر الإسباني الذي أقيم قبل أسابيع.

يواجه برشلونة أزمات كبيرة حينما تمارس عليه ضغط قوي ومنظم، ويجد صعوبات كبيرة في الخروج بالكرة من الأسفل، لذلك سيكون بمقدور «زيزو» تشكيل خطورة كبيرة اذا استعاد قوة ضغطه المعتادة.

سيكون لدى مدريد القدرة على إحراج «رفاق ميسي» إذا أفلح إيسكو رفقة بنزيما وفينسوس وخلفهما مودريتش وفالفيردي، في تشكيل حلقة ضغط قوية في الثلث الأمامي.

وسيتمتع «زيزو» بالأفضلية التي يمنحها له الثنائي إيسكو وفالفيردي بمرونتهما الشديدة في تبادل الأدوار سواء على الخطوط أو بالعمق، و«إيسكو» تحديداً هو الورقة التي يمكن أن يخلق بها مصاعب كبيرة لبرشلونة، بمنحه مطلق الحرية في اختيار مواقع طلب الكرة، سواء خلف خط وسط برشلونة أو عبر الأطراف، وفي أوقات أخرى التحول لمهاجم لتحقيق الكثافة في استقبال الكرات العرضية.

كما يعاني برشلونة في الجهة اليسرى في ظل عدم جاهزية جوردي ألبا الذي غاب للإصابة في المباريات السابقة، ومن هنا يمكن لـ«زيزو» تحقيق الكثافة العددية بهذه الجهة لتحقيق الغلبة والتفوق على «البارسا»، وذلك من خلال ميل «فالفيردي» و«إيسكو» لدعم «كارفخال» وتكوين مثلث يتبادل الأدوار عبر الخطوط وفي العمق.

في المقابل، سيحاول برشلونة استغلال قوته في عملية الضغط العكسي واسترداد الكرة بشكل سريع وتطبيق قاعدة الـ8 ثوان التي نجح الفريق في تطبيقها مؤخرًا تحت قيادة كيكي سيتين، وتمنحه القدرة على التحكم في رتم المباراة والاستحواذ الكامل على الكرة، لكن تظهر المعاناة في تطوير الهجوم وخلق الفرص.

يعاني «البارسا» من غياب مهاجم صريح يفلح في تحقيق الهجوم من العمق، وكذلك لا توجد أطراف قوية، لكن تبقى قوته من خلال لاعبي الوسط القادمين من الخلف والمستقلبين كرات «ميسي» البينية خلف قلبي دفاع ريال مدريد.

ويمثل صعود آرتو فيدال ودي يونج، وحتى آرثر ميلو المرشح للعب من البداية في مباراة اليوم، خطورة كبيرة على كل الخصوم عندما يهبط ميسي لتسلم الكرة من الخلف ثم يرسل الكرة بمناطق خطرة للغاية لا تحتاج سوى لمن يحولها لهدف.

يراهن كيكي ستين أيضًا على غلبة المهارات الفردية للاعبيه في وجود «ميسي» و«ميلو» و«جريزمان» و«بوسكيتس»، وتظل المهارات الفردية في الوسط لصالح الفريق الكتالوني.

كما سيحاول «سيتين» استغلال تقدم الريال للضغط وخلق المساحات بالثلث الأخير، وذلك من خلال التدرج السليم للخروج بالكرة، لذا سيعتمد على آرثر ميلو أو «دي يونج» في التحضر والتطوير مع «بوسكي» بمنطقة الوسط، على أن يتقدم الآخر لتحقيق الكثافة مع فيدال وميسي وجريزمان.

وسيكون «البارسا» أكثر هدوءًا، خاصة أن نتيجة التعادل ستبقيه في قمة «الليجا» وستخلصه من أصعب مواجهات الموسم خارج أرضه.

مؤكد أنها مباراة صعبة ومعقدة للغاية للفريقين، والأكثر تأكيدًا أنه مهما فعل المدربان ستكتب المهارات الفردية في هذا اللقاء الكلمة العليا، وستكون سر تفوق أحد الطرفين على الآخر.