رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الرياضة ومسؤولى الجبلاية.. الأسرار الغائبة في أزمة القمة

الكابتن

بحدة بالغة انتقدنا غياب وزير الرياضة الدكتور أشرف صبحي، عن الأزمة الكبيرة التي نشبت على خلفية السوبر المصري، وما تلاها من تداعيات حول قمة الدوري.

لقد جاءت عناوين وكلمات المواقع والمحطات الغربية التي تناولت الأزمة موجعة لكل مصري.

فبمجرد اطلاعك على ما قدمته محطات مهمة مثل «بي بي سي» و« سي إن إن» من سخرية ونقد يقلل من صورة الرياضة المصرية أمام العالم ستكون على يقين بأن ما جرى يتطلب محاسبة عاجلة ورادعة لكل مسؤول أهمل وكان أحد المسببات التي أظهرتنا بهذا القصور.

ومن هنا كتبنا بدوافع وطنية ننتقد كل من هو مسؤول عن تلك الصورة المشوهة والتي لا تعكس حقيقة الرياضة المصرية ومكانة الأهلي والزمالك في الشرق الأوسط.

ولما بحثنا عن دور الوزير وقت الأزمة ووجدنا اهتمامًا منصبًا في نشاطات أخرى، من المؤكد أنها تقل أهمية عن الحدث الأبرز، وكانت تساؤلاتنا عن ماهية الأدوار التي يقوم بها لحل أزمة القطبين، ولماذا الوزير متواجدًا في حفلات بطولات السلاح والاسكواش وليس متواجدًا مع أطراف أزمة القمة.

وبأدب شديد ولغة اعتدناها، تقبل الدكتور أشرف صبحي النقد بصدر رحب، ورد بشكل عملي على ما قلنا، وبيّن لنا حقيقة تواجده في الأزمة بشكل قوي وفاعل قبل وقوعها، فهو كرجل أكاديمي بحث كثيرًا في علوم الإدارة الرياضية لا يترقب حدوث الأزمة بل يعمل من البداية على كيفية توقيفها.

منذ أعلن اتحاد الكرة عن موعدي قمة السوبر والدوري، كان الدكتور أشرف صبحي متدخلًا، ونصح بضرورة تأجيلها إلى مارس لتجنيب الفريقين أزمة ضغط المباريات الإفريقية.

وللأمانة فإن تصرف الوزير هذا كما نما إلى علمنا، كان سابقًا لأي تصريح من إدارتي القطبين، ولم يكن الزمالك وقتها قد طلب التأجيل، ولم يصدر عن رئيسه حينها أي تصريحات في هذا الصدد.

ولأنه مدرك لطبيعة الأزمات التي قد تقع، تحدث مرارًا وتكرارً لكن مسؤولي الجبلاية هم أصحاب القرار، ولم يتقبلوا النصيحة من البداية وأصروا على موقفهم الرافض للتأجيل.

قبل تفاقم الأمر وتزايد الفجوة حاول وزير الرياضة قبل المباراة بأيام قليلة عبر جلسات واتصالات لم تتوقف وضع حلًا، لكنه وجد العناد نفسه.

وبطبيعة الأمر فإن وزير الرياضة لا يحق له فرض قراره أو رؤيته على مسؤولي الجبلاية، لأن ذلك يتعارض مع أعراف الفيفا ويهدد بوقف النشاط، وهو استغله النرجسيون داخل الجبلاية.

لم يتوقف دور الوزير ومحاولاته رغم عناد رجال الجبلاية، ولا يزال يعقد جلسات في غرف مغلقة مع كل الأطراف لكنه لا يستطيع أن يقول ذلك علنًا ويكشف ما يدور في الكواليس لتوفير ظروف مثالية لحل الأزمة.

ربما كان اهتمام وزير الرياضة بتطبيق أفكاره وخبراته موجهًا في كل قطاعات الرياضة والشباب بما أسهم في تنظيم عديد البطولات وقطع شوطًا كبير في تطوير البنية التحتية، لكن فيما يبدو أن نظام الجبلاية المعقد لا يزال يضع قيودا أمام فرصة حقيقية لتحقيق نقلة نوعية في كرة القدم المصرية.

أشرف صبحي هو رجل التسويق الأكاديمي التي نجحت كل تجاربه الإدارية أينما ذهب، ولأننا نؤمن بأن فرص التطور وجذب المستثمرين والرعاة الدوليين معه أكبر من أي شخص آخر- مثلما فعلها في الألعاب الأخرى التي تشهد طفرة كبيرة - فسوف نظل ندفع ونطالب بدور أكبر لوزارة الرياضة.

إذا كان النموذج العلمي في الإدارة الرياضة يجني ثماره في عديد الألعاب في هذه الولاية مع صبحي فإن ما قد يتأتى من وراء كرة القدم سيكون أثره أكبر، ومردوده أهم سياسيا قبل اقتصاديًا.

وإذا كان مسؤولي الجبلاية لا يزالون يغلبون الجهل والفهلوة واستعراض العضلات والمصالح الشخصية، فإننا سنظل نصرخ ونطالب بدور أكبر للدولة أمام هذه التصرفات الصبيانية، أملًا في إنهاء سنوات الضياع الطويلة وبدء مرحلة جديدة عنوانها العلم يقود.

وإذا لم نفلح في استغلال وجود الدكتور أشرف صبحي الذي لمعت كل تجاربه خاصة في دولة الإمارات الشقيقة- والتي لا يزال يجنى ثمار تجاربه الرائعة هناك عبر تعاون رائع بين الدولتين وكان آخرها نجاحه في اتفاقه مع مجلس أبوظبي حول تنظيم السوبر- فإن الحلم سيظل بعيدًا خاصة مع اقتراب عودة الوجوه القديمة لحكم الجبلاية، لذلك سنظل ندفعه نحو مزيد من النهم والجرأة في التعامل مع ملف كرة القدم، مهما كانت العقبات والصعوبات.