رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا نجح إيهاب جلال مع المصري في العام الماضي وفشل هذا الموسم

الكابتن

لم تكن الاستقالة التي تقدم بها إيهاب جلال المدير الفني لفريق المصري البورسعيدي هي الأولى عقب الهزيمة الثقيلة التي تلقاها الفريق برباعية نظيفة أمام فريق المقاولون العرب، وهي لم تكن هي الهزيمة الأثقل للمصري في هذا الموسم فقط، ولكنها كلفته الاقصاء في دور الـ16 في إطار بطولة كأس مصر.

 ولوح إيهاب جلال باستقالته أكثر من مرة على سبيل المثال عندما خسر الفريق أمام فريق الجونة 1 – 2 ضمن منافسات الأسبوع الـ15 في إطار بطولة الدوري المصري الممتاز، وفي الأسبوع التالي مباشرة عندما تعادل المصري مع فريق طنطا بهدفين لمثلهما، وعقب هذه المباراة تحديدا عقد مجلس إدارة المصري اجتماعا طارئا لبحث هذه الاستقالة، ورفضت.

 وبالرغم كثرة طلبات إيهاب جلال بالاعتذار عن الاستمرار في قيادة الفريق كانت إدارة المصري تنفي ذلك من الأصل، وكأنه لم يحدث، ولكن في الحقيقة كانت هي ترفضها بدليل أن إيهاب جلال خرج على الملأ، وأعلن رحيله عن الفريق في لقاء تليفزيوني عقب التعادل مع طنطا معللا قراره بسوء الحظ، وغياب التوفيق.

ومن أجل اعطاء الثقة لإيهاب جلال، وتثبيته أصدرت إدارة المصري بيانا تكذب فيه أنباء استقالته، وتؤكد دعمها الشديد له عقب الهزيمة أمام فريق بيراميدز مرتين متتاليتين في دور المجموعات الأولى 1 – 2 على ستاد الجيش بالسويس في الجولة الثالثة، وفي الجولة التالية بهدفين نظيفين على ستاد الدفاع الجوي.

ربما تكرار طلب إيهاب جلال بالرحيل عن الفريق إما لجس النبض أو لشعوره بالاحراج الشديد لأن النتائج لا تساعده، ولرفع الحرج عن مجلس الادارة في اتخاذ القرار بشأنه، والتخلص من ضغط الجمهور سواء عليه أو على مجلس الادارة بسبب سوء النتائج.

على الجانب الآخر لم تتخل إدارة المصري عن إيهاب جلال بالعكس دافعت عنه بقوة، وساندته إلى أقصى مدى، ولكن الهزيمة أمام المقاولون، والاقصاء في كأس مصر أضعفت من موقفها كثيرا أمام الجمهور الغاضب، ولم تعد تملك مبررا لتمسكها بإيهاب جلال كما أنها ملت من طلباته المتكررة بالاعتذار، فقررت قبول استقالته هذه المرة.

وتعاملت إدارة المصري مع إيهاب جلال على أنه مدير فني كبير، وتقدره جدا، وتعرف أنها تملك واحدا من أفضل المدربين الموجودين على الساحة في الوقت الحالي بدليل أنه كان المرشح الأبرز لقيادة المنتخب المصري، ولذلك رفضت استقالاته، وتأنت كثيرا في اتخاذ القرار بالموافقة على رحيله.

وكان من المفترض أن تكون مهمة إيهاب جلال مع المصري في الموسم الحالي أسهل من الموسم الماضي، ويحقق الفريق نتائج أفضل، ولكن على غير المتوقع، والمأمول تراجع ترتيبه بشكل غريب في جدول الدوري إلى الترتيب الـ10 برصيد 20 نقطة جمعها من 5 انتصارات، و5 تعادلات، و6 هزائم، ولكن أظهر الفريق وجها مختلفا تماما في إطار بطولة كأس الكونفدرالية الإفريقية حيث تجاوز في دور الـ32 ( 1 ) فريق ماليندي من زنجبار، وفاز عليه في مباراتي الذهاب، والإياب 4 – 1، و3 – 1 على الترتيب، وفعل نفس الشئ في دور الـ32 ( 2 ) مع فريق كوت دور من السيشيل، وتغلب عليه في لقاء الذهاب بـ4 أهداف دون رد وفي لقاء العودة بهدفين دون مقابل. 

وفي دور المجموعات حل وصيفا بـ10 نقاط حصل عليها من 3 انتصارات، وتعادل وحيد، وهزيمتين في المجموعة الأولى كانت مكونة من فرق بيراميدز، وإينوجو رينجرز النيجيري، وإف سي نواذيبو الموريتاني.

وتنتظر الفريق مواجهة صعبة جدا في دور الـ8 أمام فريق نهضة بركان المغربي.

 على الجانب الآخر الموسم السابق تولى تدريب الفريق عقب الهزيمة أمام فريق ساليتاس بهدفين نظيفين في مواجهة الذهاب في دور الـ32 ( 1 ) في كأس الكونفدرالية على ستاد بوورسعيد، وكانت أول مباراة بقيادة إيهاب أمام نفس الفريق في مواجهة العودة، وانتهت على إيقاع التعادل السلبي.

وكان في دوري الأضواء والشهرة يتواجد في الترتيب الـ11 برصيد 17 نقطة، ولم ينتصر سوى في 3 مباريات، وتعادل في 8 مباريات، وخسر في 3 مباريات، ولم يكن الفريق مستقر فنيا حيث تناوب على تدريبه حسام حسن، وميمي عبد الرازق، ومصطفى يونس.

بينما مع إيهاب جلال اقتحم الفريق المربع الذهبي، وأنهى الدوري في المركز الرابع بـ52 نقطة جمعها من 12 انتصارا، و16 تعادلا، و6 هزائم أي جمع المصري بقيادة إيهاب جلال 35 نقطة حصدها من 9 انتصارات، و8 تعادلات، ولم يخسر سوى 3 مباريات.

إذن في الموسم الماضي أحدث إيهاب جلال طفرة كبيرة في نتائج المصري بالرغم من أن تولى المسئولية الفنية في وسط الموسم، ولكنه لم ينجح مع الفريق في الموسم الحالي بالرغم من أن لم يحدث شيئا يسبب هذا التراجع تحديدا في الدوري، فهو لم يفرط في أي من لاعبيه بالعكس دعم صفوفه.