رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعركة المنتظرة.. هل يخضع الخطيب للكبار؟

الخطيب
الخطيب

برغم نجاح نجوم الأهلى الكبار فى إنهاء الخلاف بين حسام عاشور، قائد الفريق، ورينيه فايلر، المدير الفنى، وإثناء شريف إكرامى عن فكرة الرحيل، فإن أزمة النجوم الكبار لن تنتهى بتلك السهولة، ويبقى التحدى أمام محمود الخطيب، رئيس النادى، صعبًا ومعقدًا للغاية. فمع نهاية المشوار لكل نجم من النجوم الكبار وأصحاب التاريخ الكبير، خاصة أبناء النادى ذوى الجماهيرية الكبيرة، تبقى الإدارات فى موقف حرج للغاية؛ ما بين الرغبة فى التجديد ودعم الفريق بعناصر شابة وأكثر حيوية وفاعلية من أجل الاستمرارية فى تحقيق البطولات والنتائج الطيبة، وتجنب الدخول فى خلافات مع أساطير ورموز النادى الذين لم يعد لهم دور فى الملعب، وتبقى الإدارات حائرة، والتاريخ شاهد على أزمات وخلافات لم ينج الأهلى ذاته منها.

فى بداية ولايته، كان محمود الخطيب ذكيًّا فى التخلص من أول عقبتين فى هذا الصدد: عماد متعب الذى لم يتوقف عن انتقاد الجهاز الفنى فى البرامج الفضائية، وحسام غالى «الكابيتانو» الذى لا يرضى الجلوس بديلًا ولو لسيرجيو بوسكيتس.
كسب «بيبو» الرهان الأول حينما حصر أزمة «متعب» فى خلافه مع حسام البدرى، وجعله يقبل بالرحيل للسعودية، ومن ثم التأكد من عدم مقدرته على الاستمرارية فى الملاعب، بعدما هاجمه الجمهور السعودى لضعفه البدنى وعدم قدرته على تحقيق أى إضافة، وفى النهاية انتهى عقده مع الأهلى ولم يستطع الاستقواء بالجمهور مرة ثانية؛ لأنه فعليًا فشل بالسعودية وأصبح أمام الجميع غير قادر على الاستمرارية.
ثم كان إرضاء حسام غالى عبر مرحلتين، الأولى هى السماح له بالرحيل فى وقت صعب للغاية ما كان يبنغى فيه الخروج من قائمة الفريق الإفريقية عندما لعب للنصر، وفى المرحلة الثانية تمت ترضيته بمنصب إدارى مهم، أغراه واعتبره بداية لطموحه فى الوصول لكرسى رئاسة الأهلى.
لكن هذه المرة ستكون الموقعة أصعب وأكثر تعقيدًا، فشريف إكرامى تعلم من درس سابقيه، وسيكون معه فى نفس الموقف أحمد فتحى، وحسام عاشور، ووليد سليمان.
مبدئيًا، الأهلى يمتلك حارسًا رائعًا للغاية هو محمد الشناوى، ولديه بضع سنوات أخرى، والأهلى فى حاجة لبديل جيد له يعوض غيابه إذا أصيب، ولكى يتم إعداده لمرحلة ما بعد «الشناوى» من الآن؛ حتى يتجنب خطيئة الفراغ الذى تركه «الحضرى».
وهنا تبدو الحاجة لـ«إكرامى» غير ضرورية، بل هناك حاجة أكثر إلحاحًا للتعاقد مع حارس شاب أو حارس لا تزال لديه سنوات أطول من «إكرامى».
الأمر كذلك لحسام عاشور، فالفريق لا يمتلك فى الارتكاز الدفاعى سوى أليو ديانج وحمدى فتحى كثير الإصابات، والفريق لا بد أن يضم لاعب ارتكاز آخر شابًا لديه نفس القوة والفاعلية والتأثير من أجل أن تستمر النتائج الجيدة، ويستمر التقدم والتطور، وهذا سيكون أحد خيارات الصيف المقبل، ومن ثم لا تبدو هناك أيضًا أى حاجة لجهود حسام عاشور فى الموسم المقبل.
ربما يختلف موقف أحمد فتحى ووليد سليمان نسبيًا، فالأول لا يزال يلعب أدوارًا مهمة، ولا يزال قادرًا على أن يكون مؤثرًا، فضلًا عن أن استمرار أخطاء بديله محمد هانى، الذى لم يصل لمرحلة من النضج، تجعل الأهلى يراهن عليه، بالإضافة إلى عدم وجود ظهير أيمن بالدورى المصرى يعوض التخلى عن «فتحى».
أما وليد سليمان فهو اللاعب الذكى الذى يعرف كيف يكون مؤثرًا فى أى وقت يشارك به، وإيمان «فايلر» بقدراته وأدواره يزيد فرص استمراره وحاجة الفريق إليه، كما أن الفريق فى حاجة للاعب خبرة فى الثلث الأخير، مثل وليد سليمان فبقاؤه موسمًا آخر هو الأقرب.
وهنا نقول إن الأزمة الأولى ستكون مع «عاشور» و«إكرامى» الراغبين فى المشاركة والتدوير، فالأمر ليس مجرد ترضية مالية بعقد عالٍ، لكن إصرارهما على دقائق اللعب الذى ربما يؤثر على دخول عناصر أخرى أكثر أهمية، سيكون أزمة كبيرة لـ«الخطيب» المطالب بالبحث عن مخرج لهما الصيف المقبل. أما الأزمة الثانية فتتمثل فى مغالاة «فتحى» و«سليمان» فى مطالبهما ورغبتهما فى البقاء أكثر من عام، رغم أن عطاءهما فى صيف ٢٠٢١ سيكون قد تراجع كثيرًا، بل أوشك على النفاد.
سيحاول «الخطيب» التوصل إلى حلول دبلوماسية بإقناع «عاشور» بالاعتزال وبدء مهمته الإدارية داخل النادى، فى حين سيجد صعوبة بالغة فى إقناع «إكرامى» الذى سيكون أكثر مكرًا ودهاءً فى المعركة، ولديه الأسلحة الإعلامية والجماهيرية التى تجعله قادرًا على مجابهة «بيبو» وفرض شروطه.
أما «سليمان» و«فتحى» فربما يتم الاتفاق على التجديد موسمين آخرين، وعندما يأتى صيف ٢٠٢١ يكون هناك حديث آخر عن البقاء من عدمه.
وفى النهاية تبقى جميع السيناريوهات محتملة، لكن المؤكد أن الخلاف قادم، وأن الأزمة لن ترقد إلى الأبد كما يتوهم البعض.